نهائيات مسابقة رالي العرب لريادة الأعمال نوفمبر القادم بالبحرين
الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحتضن 18 مشروعًا في مجالات مختلفة
حاوره : حسين الناظر
جامعة أمريكية في مجال ريادة الأعمال تبيع مشروعات وأفكار طلابها بنحو مليار دولار، وجامعة إندونيسية يتخرج نصف طلابها وهم مؤسسون لشركات ناشئة، فلماذا لاتتجه الدول العربية لهذا الاتجاه؟ هذا ما يتمناه الدكتور وائل الدسوقي؛ مدير مركز ريادة الأعمال والابتكار بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، الذي أجرينا معه هذا الحوار، والذي يؤكد احتضانها 18 شركة في مجل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، وعمل منصات تجارة إلكترونية..فإلى الحوار..
ـــ ما دور الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا في دعم ريادة الأعمال في مصر؟
الأكاديمية العربية مؤسسة غير هادفة للربح، تابعة للجامعة العربية، تقوم بدور كبير من خلال مركز ريادة الأعمال والابتكار؛ لتعزيز ريادة الأعمال لدى الطلاب، حسب ميول كل منهم، فهناك من نساعدهم لتحويل أفكارهم إلى مشروع، وهناك من نحفزه للبحث عن أفكار مبتكرة، وهناك من نبين لهمماهية ريادة الأعمال.
ــــ قطاع المشروعات الصغيرة في مصر.. ما الذي ينقصه؟
ينقصه حاضنات تقدم الإرشاد والتوجيه؛ لأن معظمرواد الأعمال يؤسسون مشاريعهم عبر الحصول على قروض، ولكنهم يعملون بشكل عشوائي، فلا يملكون الرؤية ولا المهارات والخبرات ولا دراسات السوق المحترفة؛ لذا تفشل معظم المشاريع الناشئة.
والحل يكمن في إنشاء مراكز تنمية أعمال وحاضنات أعمال تقدم المشورة والتدريب ودراسات السوق للمشاريع الصغيرة والشركات الناشئة.
كذلك، نعاني من نقص التمويل البديل للإقراض المباشر المتمثل في رأس المال المخاطر والمستثمرين الملائكيين الذين يستثمرون في الشركات الناشئة.
ـــ ما دور الأكاديمية العربية في دعم الصناعات الصغيرة؟
أسست الأكاديمية العربية، حاضنة أعمال للوجستيات بالقرية الذكية، وهي الأولى من نوعها بالشرق الأوسط وأفريقيا، وقامت بتجربة مهمة في مجال صناعة السيارات؛بعمل مسح شامل، وعدة ورش بمشاركة المصنعين وممثلي كبرى الشركات العاملة في مصر، فوجدت أن هناك فرصًا كبيرة في سلاسل القيمة، يمكن أن تقوم عليها صناعات مغذية،مع تأسيس العديد من المشروعات الصغيرة لخدمة هذه الصناعة.
لدينا الآن 18 شركة محتضنة-في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي،وتقديم خدمات لتطوير الإنتاج بالمصانع، وعمل منصات تجارة إلكترونية، ومنصة لمساعدة المشروعات الصغيرة على التصدير-يتم تصفيتها إلى 9 شركات بعد اختيار الأفضل، عقب انتهاء مرحلة التدريب والتوجيه.
ـــ وماذا عن مسابقة رالي ريادة الأعمال؟
تم إطلاقها منذ 3 سنوات، لاكتشاف ودعم رواد الأعمال داخل فروع الأكاديمية بمحافظات القاهرة والإسكندرية وبورسعيد وأسوان، ويتم من خلالها الوصول لأفضل الأفكار التي تصلح لمشاريع.
في العام الماضي، تم دعم 75 فكرة، تم تصفيتها لـ 12 مشروعًا، تم دعمها ماديًا وفنيًا.
وفي أكتوبر القادم، سيتم إطلاق رالي ريادة الأعمال، بالشراكة مع 10 جامعات حكومية بمختلفالمحافظات، بهدف توسيع دائرة التأثير، ونقل خبرة الأكاديمية لهذه الجامعات؛ حيث يتم عمل التصفيات والتدريبات بكل جامعة على حدة، تتم بعدها التصفية النهائية للوصول لأفضل المشاريع.
ـــ وما دور الأكاديمية العربية في دعم ريادة الأعمال العربية؟
الأكاديمية تخدم بكل برامجها ومبادراتها جميع الدول العربية بلا استثناء، وفي هذا الإطار سيتم-إن شاء الله تعالى- إطلاق مسابقة رالي العرب لريادة الأعمال، وهي مفتوحة لمشاركة جميع طلاب الجامعات العربية؛ حيث تقام تصفياتها النهائية في نوفمبر القادم بالبحرين، على هامش فعاليات ملتقى المستثمرين العالمي لريادة الأعمال، وتنفذ بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بالبحرين، واتحاد الغرف التجارية العربية.
ــــ ما الهدف من إطلاق أول حاضنة في مجال السياحة؟
هي أول حاضنة في الشرق الأوسط وأفريقيا في هذا المجال، وأنشئت بالشراكة مع مشروع رواد ٢٠٣٠ بوزارة التخطيط ودعم من وزارة السياحة، ومنظمة السياحة العربية بجدة، والهدف منها هو عمل حاضنات أعمال للشركات الناشئة في قطاع السياحة؛ ما يصب في تنمية السياحة العربية بمجالاتها المختلفة. وستكون البداية من مصر، ثم الدول العربية الأخرى. والباب مفتوح لتقديم الأفكار أمام الشباب حتى نهاية شهر يونيو 2019م.
ــــ ماذا عن دور الجامعات في الابتكار وريادة الأعمال؟
لدى شباب الجامعات أفكار تصلح لمشاريع ممتازة، ولو وجدت البيئة المناسبة في الجامعات سيخرج منها ناتج قوي من الطلاب والباحثين والأساتذة، لذا من المهم أن تكون هناك مجهودات لنشر الثقافة وتوافر جهات داعمة داخل الجامعات للاستفادة من هذا الزخم من الإبداع والابتكار.
ــــ كيف يتأتى ذلك؟
يجب التوسع في إنشاء مراكز متخصصة للإبداع والابتكار وريادة الأعمال داخل الجامعات المصرية، تخصص لها أماكن ظاهرة في قلب الجامعة لتكون منارة جذب للطلاب والطالبات، والتوسع في إنشاء حاضنات أعمال داخل الجامعات، وضرورة وجود مناهج لريادة الأعمال بجميع المراحل الدراسية وفي جميع الكليات لنشر ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، وتحفيز الطلاب عن طريق تنظيم المسابقات والمنافسات بين الطلاب.
ـــ ألديكم أمثلة لتجارب عالمية في هذا المجال؟
الأمثلة كثيرة، فمن الضروري الإفادة من التجارب والنماذج العالمية الناجحة في مجال التعليم التي نجحت في تخطي نظم التعليم التقليدية، وتطورت بشكل كبير نحو ريادة الأعمال، ولديها جامعات مبنية أساسًا على ريادة الأعمال، مثل “بابسون كوليج” في الولايات المتحدة الأمريكية، وMIT.
وقد زرت جامعة “كارنيجي ميلون” التي بها مركز للابتكار، فوجدت تجربتها مميزة؛ إذ باعت ابتكارات بمليار دولار، ف لديهم بيئة داعمة، وشركة قوية لتسويق الابتكارات محليًا ودوليًا. وهناك مثال آخر عن دولة نامية مثل إندونيسيا وهي متقاربة إلى حد كبير في الظروف والمستوى الاقتصادي والاجتماعي مع مصر، ولديها جامعة متخصصة في ريادة الأعمال، نصف خريجيها يتخرجون وهم مؤسسون لشركات ناشئة”.
ـــ بم تفسر قلة عدد الابتكارات في مصر؟
لسبب رئيس؛وهو عدم تحديد جدوى اقتصادية للعديد من الأبحاث والابتكارات، فالابتكارات لاتباع لغياب التسويق الفعال؛ وبالتالي لا يوجد ما يحفز على الابتكار، ولكن في حالة وجود سوق وطلب على الابتكارات، ستجد أن الجميع يتسابق لإنتاج الأفكار الإبداعية والابتكارات، وسيصبح لدينا آلاف الابتكارات والاختراعات سنويًا؛ وهو ما يتطلب وجود شركات قوية لتسويق الابتكارات داخل وخارج الجامعات المصرية.
ــــ هل السماح للجامعات بتأسيس وامتلاك شركات سيسهم في مواجهة التحديات القائمة؟
هذا أمر رائع؛إذ يتيح تعديل القانون للجامعات، إنشاء أودية وشركات وحاضنات ومسرعات أعمال، والاستثمار في الشركات الناشئة، ويمنحها المرونة في عمليات البيع والشراء، واستيراد الخامات وتصدير المنتجات.. الخ، وأعتقد أنه سيسهم في تنمية ريادة الأعمال، والاستفادة من بحوثها العلمية، ويشجع الأساتذة والعاملين بالجامعات على إنشاء شركات، بل الدخول بنسب متفاوتة مع الجامعة.
ولدينا تجربة أثبتت نجاحها، فالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تمتلك شركة الأكاديمية القابضة، التي يتبعها عدة شركات مثل شركة الأكاديمية للاتصالات، وشركة الأكاديمية للحلول المتكاملة وغيرها.
ــــ كيف ترى استضافة مصر المؤتمر الدولي للمشروعات الصغيرة والمتوسطة؟
هذا الحدث مميز؛ لأنه تأكيد لمكانة مصر على الخريطة العالمية لريادة الأعمال، وهو اعتراف بمكانتهافي هذا المجال.
وهناك العديد من الفوائد لهذا الحدث الذي يجمع ممثلي 70 دولة من دول العالم من خبراء وأكاديميين ومستثمرين ورواد أعمال ومعنيين بريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ ما يخلق فرصًا عديدة للشراكة والتشبيك وتبادل التجارب والخبرات، ومناقشة التحديات وسبل التغلب عليها، وفتح آفاق رحبة للترويج للفرص المتاحة للاستثمار.