أطروحات جمة تتواتر في المقالات والتحليلات التي تحاول استشراف المستقبل بعد كورونا، وبدائل جمة، لكن أحد أكثر هذه البدائل وجاهة هو حتمية دعم رائدات الأعمال بعد كورونا؛ ولعل أحد محاسن الأزمات أنها تلفت أنظارنا إلى ما لم ننتبه إليه من قبل، ومكانة الاستثمارات النسائية ودورهن في الشركات الناشئة واحد من تلك الأمور التي علينا الاهتمام بها.
ودونك إحصائيات تبين السبب الذي يجعل من دعم رائدات الأعمال بعد كورونا أمرًا محتمًا؛ حيث تدير رائدات الأعمال 30% من إجمالي الشركات الصغيرة، وتسهم مشاريع المرأة في توظيف 7.9 مليون شخص، وقُدر إجمالي مبيعات هذه المشاريع، خلال عام 2015، بحوالي 1.4 تريليون دولار.
وتظهر الأبحاث في هذا الصدد أنه حيثما تزدهر الشركات المملوكة للنساء يفوز المجتمع ككل، وينمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد ويستفيد الاقتصاد العالمي.
أما في الأماكن التي تكون فيها ريادة الأعمال النسائية مقيدة أو محدودة يحدث العكس؛ حيث يخسر الأفراد والمجتمعات والبلدان والاقتصاد العالمي ككل.
اقرأ أيضًا: مميزات مشروع بيع العطور وكيفية الحصول عليها
دعم رائدات الأعمال بعد كورونا
ويرصد «رواد الأعمال» بعض الأسباب والوقائع التي تجعل من دعم رائدات الأعمال بعد كورونا ضرورة محتمة.
-
قلة التمويل
تتلقى الشركات المملوكة للنساء 7% فقط من رأس المال الجريء، بالإضافة إلى أن معدلات الموافقة على القروض لرائدات الأعمال تقل بنسبة 15 إلى 20% عنها بالنسبة للرجال. كل هذه الحقائق تشير إلى أن مشاريع المرأة تعاني من صعوبات جمة.
وإحصائيات كهذه تشير إلى حتمية قلب الطاولة، وتقليل ذاك التحيز لرواد الأعمال من الذكور على حساب الإناث، خاصة أن أغلب المانحين/ الممولين من الذكور، وهو ما يكون مدعاة للتحيز لجنس على حساب آخر.
اقرأ أيضًا: مشروع مطعم صغير.. اعتبارات يجب أن تؤخذ في الحسبان
-
القيمة الاقتصادية
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها مشاريع رائدات الأعمال فإنها تنطوي على قيمة اقتصادية كبرى، وصدّرنا كلامنا ببعض الإحصائيات التي تثبت ذلك.
إذًا فما بالك لو تم دعم رائدات الأعمال بعد كورونا، ومنح مشاريعهن التمويل والتأهيل اللازم؟ لا شك أن تلك القيمة الاقتصادية ستتعاظم أكثر وأكثر، ومن ثم يعم الخير على المجتمع والاقتصاد العالمي ككل.
اقرأ أيضًا: مميزات مشاريع المقاهي والمطاعم.. محفزات لرواد الأعمال
-
الإنهاك العام بعد الجائحة
أصاب فيروس كورونا كثيرًا من الشركات بشدة، ودفع الاقتصاد إلى الركود، كما نمت البطالة في الولايات المتحدة من حوالي4% في فبراير إلى 13% في مايو.
ووفقًا لـ Bloomberg، فمنذ مارس تقدمت 114 شركة على الأقل بطلبات إفلاس، مشيرة إلى فيروس كورونا كعامل.
هذه الحقائق تقول إن هذا الإنهاك الاقتصادي العام للمشاريع ككل _سواء تلك التي يديرها رجال أو نساء_ يحتم إتاحة الفرصة لتوجهات ومشاريع جديدة.
ومن هنا تظهر أهمية دعم رائدات الأعمال بعد كورونا، ليس من خلال الدعم والتمويل فحسب، وإنما عبر إتاحة الفرصة لهن بالتواجد في السوق إلى جوار الرجال دون تمييز.
اقرأ أيضًا: كيف تدير مقهى بنجاح؟
-
الفرص والمكاسب المحتملة
وإذا كان غياب رائدات الأعمال عن السوق وعن دعمهن يؤدي إلى خسائر جمة فإن دعم رائدات الأعمال بعد كورونا يمكن أن يساعد في الحصول على مكاسب جمة.
وتشير تقديرات معهد ماكينزي العالمي إلى أنه إذا لعبت النساء والرجال دورًا متطابقًا في أسواق العمل فسيتم إضافة 28 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2025، وبزيادة قدرها 26%.
وعلى الناحية الأخرى أشار تقرير التنمية البشرية لإفريقيا لعام 2016 إلى أن عدم المساواة بين الجنسين يكلف منطقة “إفريقيا جنوب الصحراء” في المتوسط 95 مليار دولار سنويًا؛ ما يعرض جهود القارة في تحقيق التنمية البشرية الشاملة والنمو الاقتصادي للخطر.
وعلاوة على هذا فإن دعم رائدات الأعمال بعد كورونا وبشكل عام يساعد في فتح أسواق جديدة، وتقديم أصول وقدرات فريدة، وتقوية وتنويع سلاسل التوريد.
وبعد فتلك بعض الحقائق والوقائع التي تحتم دعم رائدات الأعمال بعد كورونا، فلا شك أن الاقتصاد العالمي يخسر كثيرًا؛ نظرًا لوجود نصف قواه العاملة بعيدًا على الميدان أو لا تعمل بكامل كفاءتها.
اقرأ أيضًا:
مشروع عربة طعام متنقلة.. طريقك إلى ريادة الأعمال
“peony” مشروع بيع الزهور وتنسيق الحفلات
المشاريع البيئية في المملكة.. جهود فاعلة وتنمية مستدامة