حين نفكر في عرض الفرنشايز للممنوح ، أي أن نسوّقه له، وندفعه إلى دخول هذا المجال، وارتياد المغامرة، فلن تعوزنا الأدلة، ولن نعدم الأسباب التي من شأنها إقناع هذا الممنوح بهذه العلامة التجارية أو تلك، خاصة أن مزايا الفرنشايز تظهر في أوقات الأزمات أكثر منها في الأوقات العادية.
ويكفي لكي نفلح في عرض الفرنشايز للمنوح أن نؤكد أن الذي يحصل على امتياز علامة تجارية ما فلن يكون وحيدًا أبدًا، ولن يُضطر للمواجهة بشكل منفرد، وإنما سيجد دائمًا من يسنده، ويأخذ بيده لعبور العقبات والتحديات التي تعترض طريقه.
ومن هنا، فإن أحد أبرز مزايا الفرنشايز التي يجب التشديد عليها على أي حال هي: أن هناك مستشارين ورجال مخضرمين في هذه الصناعة دائمًا ما يكونون إلى جوار ممنوح الفرنشايز، محاولين موضعته على المسار الصحيح؛ رغبة في نجاحه؛ الذي هو نجاح لهم هم أيضًا، والحفاظ على سمعة علامتهم التجارية.
اقرأ أيضًا: الامتيازات التجارية والعمل عن بُعد
اختيار الموقع
وإذا كنا أجملنا القول فيما سلف، فإنه آن أوان بسطه وبيانه؛ إذ إن عرض الفرنشايز للمنوح يتطلب عملًا من جهتين؛ أولًا: أن نلفت نظر المانح ذاته إلى الأمور التي يجب أن يلفت نظر الممنوح إليها، وثانيًا: أن نشير لهذا الأخير إلى طائفة المزايا التي يمكن أن يحصل عليها في حال حصوله على حقوق امتياز هذه العلامة التجارية أو تلك.
ومن تلك الأمور/ المزايا اختيار الموقع؛ حيث يلتزم _حتى لو لم يكن ذلك منصوصًا عليه في عقد الفرنشايز _ مانح الفرنشايز بمساعدة الممنوح في اختيار الموقع المناسب للمشروع، بطبيعة الحال، لا مجال للإجبار هنا، فالممنوح له الحق في اختيار الموقع الذي شاء، اللهم إلا إذا كان هناك شرط في اتفاقية الفرنشايز بخصوص ذلك.
لكن المؤكد أن مساعدة المانح في اختيار موقع المشروع لن يكون أمرًا سلبيًا بحال من الأحوال، لاسيما أنه، كما هو من المفترض، من رجال الصناعة المخضرمين.
التدريب الأوليّ
فور توقيع اتفاقية الفرنشايز بين المانح والممنوح، يقدم مانح الفرنشايز المالك الأصلي لحقوق امتياز العلامة التجارية، أو من ينوب عنه، التدريب الكافي واللازم للممنوح كي يتمكن من العمل، فيما بعد، بنجاح.
وأحيانًا يتم هذا التدريب في مواقع مخصصة له من قِبل المانحين، وأحيانًا أخرى يتم في موقع العمل ذاته.
وتلك واحدة من بين أهم الأشياء التي يجب أن نضمّنها في عملية عرض الفرنشايز للممنوح، لا سيما أن هذا التدريب مجاني، ويقدمه خبراء ومتمرسون، وغالبًا ما يكون منصوصًا عليه في اتفاقية الفرنشايز.
اقرأ أيضًا: اللائحة التنفيذية للفرنشايز ولَّادة للعلامات التجارية الوطنية
تجربة مأمونة العواقب
إذا كان رواد الأعمال مجبرين، بحكم طبيعة الأعمال التي يخوضون غمارها، على المخاطرة، فإن ممنوحي الفرنشايز ليسوا مجبرين على ذلك بحال من الأحوال؛ فكل ما هنالك أنهم ينسخون تجربة ناجحة أجراها أشخاص آخرون، ومن ثم لا مجال للفشل أو للخسارة لكن بشرط اتباع كل الشروط والإجراءات والإرشادات التي يقولها مانح الفرنشايز أو ينص عليها العقد.
اقرأ أيضًا: كيف يتعامل مانحو الفرنشايز مع كورونا؟ (1/2)
سمعة العلامة التجارية
من أبرز الأمور التي يجب على المانح الإشارة إليها عند دراسة عرض الفرنشايز للممنوح هو أن هذا الأخير يستفيد، في التسويق وجذب العملاء، من سمعة العلامة التجارية، خاصة إذا كانت ذات قدم راسخة في السوق، وهو الأمر الذي يعني أنه لن يبذل جهدًا كبيرًا ولن ينفق مالًا كثيرًا على التسويق؛ حيث إنه يتعامل مع منتجات معروفة، وتحظى باحترام الجمهور وثقة العملاء.
سرعة الحصول على الربح
إن ممنوح الفرنشايز، بخلاف رائد الأعمال، قد لا ينتظر وقتًا طويلًا حتى يبدأ المشروع في جلب الربح إليه؛ فهو ينطلق من أساس راسخ وقوي، فالمنتج معروف والعملاء موجودون، كل ما عليه فقط أن يهتم بالعمليات التشغيلية اليومية وأن يضمن إجراءها على النحو الأمثل، وعندئذ يمكنه أن ينتظر الربح.
لعل هذه بعض الأمور التي يجب وضعها في الاعتبار عند التفكير في عرض الفرنشايز على الممنوح، وهناك مزايا أخرى كثيرة غير ذلك لكن فيما ذكرنا إشارة.
اقرأ أيضًا:
أمجد عرب: نظام الامتياز التجاري يعزز الثقة لدى الجهات السعودية والأجنبية
“الكبريش”: نظام الامتياز التجاري يقلل المخاطر أمام رواد الأعمال
حمد البوعلي: نظام الامتياز التجاري سينعش السوق ويضاعف قطاع الفرنشايز