لعل السمة الأبرز لهذا العصر هي السطو الممنهج على الخصوصية، ومحاولة اختراق بيانات الأفراد والمؤسسات وحتى الدول، وأمام واقع كهذا، كانت المملكة العربية السعودية سباقة في اعتماد دراسة الأمن السيبراني في كلياتها ومعاهدها، بل تأسيس بعض الكليات المخصصة لهذا المجال تحديدًا.
ومن المعلوم أن بيانات أي دولة من الدول هي مصدر ثروتها الحقيقي، ومن ثم فإن التفريط في هذه البيانات يعني إحداث الضرر الجسيم بخيرات الوطن ومقدراته. إننا في عصر الحروب الإلكترونية وما دراسة الأمن السيبراني _سواءً في السعودية أو خارجها_ إلا خطة ممنهجة لتفادي الخطر والقدرة على الدفاع وصد هجمات القراصنة.
اقرأ أيضًا: المملكة تحقق المركز الثاني عالميًا بمحور التحسن في مؤشر الأمن السيبراني
أهداف الأمن السيبراني:
وتتمثل أهداف الأمن السيبراني فيما يلي:
- حماية الحواسيب و الأجهزة الذكية والراوترات.
- حماية الشبكات ومن ضمنها شبكة الإنترنت.
- حماية السحابة الإلكترونية (Cloud computing) من أي نوع من الهجمات والاختراقات والتهديدات التي تحدث عن طريق السيرفرات أو أجهزة الكمبيوتر وغيرها.
- عدم السماح لغير المصرح لهم بالدخول والوصول إلى المعلومات.
تدريس الأمن السيبراني
تضم المملكة العربية السعودية العديد من الجامعات التي تجعل من دراسة الأمن السيبراني أمرًا متاحًا لجميع الطلاب، ومن بين هذه الجامعات والمؤسسات التي تعمد إلى تدريس هذا التخصص نذكر ما يلي:
-
جامعة الأمير مقرن بن عبد العزيز بالمدينة المنورة
أسست الجامعة ضمن كلياتها (كلية الحاسب الآلي والعلوم السيبرانية)، وتسعى الجامعة _من خلال هذه الكلية بأقسامها المتميزة وهي (علوم الحاسب الآلي، هندسة البرمجيات، الأمن السيبراني والحوسبة الجنائية، والذكاء الاصطناعي) _ إلى إخراج جيل مبدع من الشباب من الجنسين؛ ليسهم في حركة التنمية والازدهار في المملكة.
وتمنح الكلية طلابها مجموعة من المعارف والتقنيات التي تمكنهم من فهم أساسيات أجهزة الحاسب الآلي، ونظم الأمان والحوسبة؛ وذلك لحماية البيانات والأنظمة من الاختراق.
ويتم فيها دراسة كيفية التصدي للهجمات الإلكترونية المختلفة والقرصنة، مع فهم نظم الحوسبة، وغيرها، وتعمل، كذلك، على الدمج بين الجانبين النظري والعملي لتدريب الطلبة على ممارسة تلك المهارات قبل التخرج؛ لضمان مستوى الكفاءة والقدرة على خوض سوق العمل فور التخرج.
-
كلية الأمن السيبراني والبرمجة والذكاء الاصطناعي
هي كلية تم إنشاؤها في الرياض، وتمنح درجة البكالوريوس والدبلوم في التخصصات التالية: بكالوريوس العمليات السيبرانية، بكالوريوس الجرائم السيبراني، بكالوريوس الذكاء الصناعي، دبلوم التحقيق في الجرائم السيبرانية، دبلوم الدفاع السيبراني، دبلوم البيانات الضخمة، دبلوم الاستجابة للحوادث السيبرانية، دبلوم حوكمة أمن المعلومات.
اقرأ أيضًا: المملكة تتبنى التقنيات الناشئة لدعم “أمنها السيبراني”
-
جامعة الأمير سلطان
تتيح الجامعة دراسة ماجستير العلوم في الأمن السيبراني، والتي تشترط أن يكون الطالب حاصلًا على بكالوريوس من أي جامعة أهلية أو حكومية معترف بها في المملكة وغيرها من الكليات و الجامعات الحكومية والخاصة.
هيئات داعمة
أسست المملكة العديد من الجهات المساندة لهذا المجال والتي تسهل علمية دراسة الأمن السيبراني بشكل عام، ومن هذه الجهات نذكر ما يلي:
-
الهيئة الوطنية للأمن السيبراني
تهدف الهيئة الوطنية للأمن السيبراني إلى توفير كوادر سعودية قادرة على حماية الفضاء الإلكتروني والأجهزة الحكومية، وزيادة وعي المستخدمين. وترتبط هذه الهيئة بشكل مباشر بخادم الحرمين الشريفين.
-
الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة والدرونز
يهدف هذا الاتحاد إلى بناء قدرات محلية ومحترفة في مجال الأمن السيبراني، وتطوير البرمجيات التي تشمل الذكاء الاصطناعي والدرونز؛ للوصول بالمملكة العربية السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة في صناعة المعرفة التقنية الحديثة.
اقرأ أيضًا:
تعلم أمن المعلومات.. كيف تحمي بياناتك؟
الثغرات الأمنية في الشركات العالمية.. مخاطر أولية
أنواع التهديدات السيبرانية ومجالاتها