ظل حلم ” صنع في مصر” يراودها؛ حتى نجحت منذ عامين ونصف العام في إطلاق مبادرة “معارض صنع في مصر” التي تهدف في الأساس إلى حل مشكلات التسويق التي تواجه مشروعات شباب رواد الأعمال.
في هذا الحوار، تضع “داليا حسني”؛ عضو الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة بالأسكندرية، دليلًا وافيًا لتسويق المشروعات الصغيرة.
من داليا حسني في سطور؟
عضو في الاتحاد العربي للمرأة المتخصصة، وأعمل تحت رعاية المجلس القومي للمرأة بالأسكندرية، ووزارة الشباب والرياضة. وأعمل في مجال العمل المدني منذ 6 سنوات، كمنظمة معارض، ثم اتجهت لتبني مشروعي الخاص المتمثل في مبادرة “معارض صُنع في مصر”، والتي تهدف إلى دعم الصناعة المحلية ، وكانت سببًا في حصولي على جائزة المجلس القومي للمرأة.
ما فكرة مبادرة “معارض صنع في مصر”؟ وما الأهداف التي تسعى لتحقيقها؟
يعاني أصحاب المشروعات الصغيرة من مشكلة “التسويق”، فقد يتمكنون من الحصول على التمويل اللازم لبدء المشروع، ثم يواجهون تحديات تسويق منتجاتهم؛ ما قد يؤدي إلى فشل المشروع. وبحكم عملي في مجال المجتمع المدني كمنظمة معارض، فكرت في تنظيم معارض بإيجارات رمزية لهذه الفئة المنتجة وفتح آفاق مختلفة لتسويق منتجاتهم .
وبالفعل، تمكنت من الحصول على موافقة محافظ الأسكندرية ومديرية الشباب والرياضة؛ لتخصيص مراكز الشباب المملوكة للدولة بالمحافظة لإقامة هذه المعارض يوم 10 من كل شهر؛ حيث يقوم صاحب المشروع بتأجير مكان خاص به داخل المعرض بمبلغ ثلاثين جنيهًا فقط.
فكرة اليوم الواحد
ولماذا اليوم العاشر من كل شهر؟
الهدف هو تثبيت يوم يعرفه كل من المنتج والمشتري. ومن ناحية أخرى، أدت فكرة اليوم الواحد إلى توفير نفقات الدعاية اللازم إجراؤها قبيل افتتاح المعرض كل شهر، كما أحرص على تنظيم هذا المعرض كل 30 يومًا؛ ليصبح مصدرًا للدخل الشهري الثابت للأسر المحتاجة.
متى بدأت الانطلاقة الفعلية للمعرض؟
انطلقت المبادرة من مركز شباب سموحة منذ عامين ونصف، وتمكنا خلال تلك الفترة من تنظيم 23 معرضًا.
هل يقتصر المعرض على الأسكندرية، أم تستهدفين غيرها؟
نسعى حاليًا لنقل التجربة للمحافظات الأخرى؛ كالقاهرة وسوهاج؛ حيث أعلن محافظ سوهاج عن نيته لتبني المبادرة بداية من الشهر المقبل.
ما هي المنتجات الأكثر رواجًا بالمعرض؟
يُسمَح بعرض كافة أنواع المنتجات، بشرط تصنيعها محليًا وبأيدٍ مصرية؛ كالمفروشات، والصناعات اليديوية، والمأكولات الخفيفة “النواشف”، بجانب عرض اختراعات وابتكارات الشباب.
وماذا عن حجم الإقبال والمبيعات؟
تزداد نسبة الإقبال يومًا بعد يوم، سواء من المنتجين أو مشاركة منظمات المجتمع المدني، كما يُعتبر حجم المبيعات جيدًا مقارنًة بحجم المعرض ومدة تواجده في السوق.
بالتأكيد تواجهين تحديات أثناء ممارسة عملك..ما هي؟
واجهتني مشكلة تطوير المنتجات المعروضة في المعرض، فبعد تكرار افتتاح المعرض لأكثر من مرة، وجدت أن المنتجات تفتقر إلى التطوير والإبداع؛ حيث يتم عرضها بنفس الشكل والجودة.
القوافل التدريبية
وكيف تتغلبين على هذه الصعوبات؟
أطلقنا مبادرة “القوافل التدريبية”، والتي تتألف من بعض المشاركين في المعرض؛ حيث تستهداف نساء القرى، وتستغرق مدة الدورة التدريبية يومين في كل قرية، يقوم خلالها فريق المنتجين بتدريب السيدات على الحياكة ، وغيرها من المهارات الأخرى التي تؤهلهن لتأسيس مشروعاتهن الخاصة.
في هذا الإطار، حولنا 3 مراكز للشباب لورش عمل دائمة؛ تحتوي على ماكينات للحياكة، تستطيع من خلالها سيدات القرى التدريب والعمل بالمجان، كما تم عمل ورشة دائمة مدعمة بالماكينات أيضًا في المجلس القومي للمرأة؛ حيث نستهدف تدريب 100 سيدة بمناطق متفرقة في سوهاج بواسطة قافلة كبيرة يتم إعدادها حاليًا.
من ناحية أخرى قمنا بتدريب الأطفال المهمشين في دار الوحدة الاجتماعية على كيفية تصنيع بعض المنتجات البسيطة، وتحويلهم إلى أطفال منتجين ومساهمين في تلك المعارض.
من أين تحصلون على التمويل؟
نحن نعمل تحت رعاية كلٍ من محافظ الأسكندرية، والمجلس القومي للمرأة، ووزارة الشباب والرياضة، كما أن المنظومة المتكاملة التي تشتمل على التدريب والإنتاج والتسويق باتت تمول نفسها ذاتيًا، بخلاف بعض المصروفات البسيطة التي أقوم بتحملها شخصيًا، كرواتب المشرفين على المعرض.
ما رؤيتك للمبادرة بعد 10 سنوات من الآن؟
أسعى لتوسيع نطاق التجربة وتعميم فكرة المعرض في كافة محافظات مصر، بحيث لا تقتصر على مراكز الشباب فحسب، بل تمتد إلى نوادي النقابات، واتحاد الطلاب بالجامعات ، والأسواق الخارجية؛ ليُصبح العاشر من كل شهر يومًا يحظى بمشاركة كافة المصريين داخل وخارج البلاد؛ لدعم الصناعة المحلية.
وأتطلع لفتح أسواق خارجية للمنتجين المصريين، والتعريف بالمبادرة في السفارات المصرية؛ لتسويق المنتجات بالخارج. وبالفعل، تلقينا دعوات من بعض الأسواق الخليجية.
بماذا تناشدين الحكومة والمجتمع؟
على مستوى الحكومة، أطالب بالحصول على أماكن مرخصة وتابعة للدولة، وموافقة بعض الجهات الحكومية؛ كمراكز الشباب بمحافظة القاهرة، لتعميم التجربة تدريجيًا بكافة المحافظات.
ما تقييمك لجهود الحكومة في دعم رواد الأعمال؟
الحكومة تبذل جهودًا مضنية لدعم مشروعات الشباب، ولكنها تفتقر إلى التنظيم والتكامل، فقد تبنت عشرات المبادرات لتخصيص مبالغ طائلة لإقراض أصحاب المشروعات الصغيرة، إلا أنها تفتقر للمتابعة ووضع خطط تسويقية تضمن نجاح تلك المشروعات.
في رأيك، كيف تساهم المشروعات الصغيرة في دعم الاقتصاد ؟
لا يمكن الاستهانة بالمشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر، لما لها من دور فعال في النهوض باقتصادات الدول. وأبرز مثال على ذلك، التجربة الصينية، التي حققت طفرة اقتصادية بالاعتماد على المشروعات الصغيرة. ويٌعد دعم الدولة للمشروعات والاهتمام بتسويقها، أحد المقومات الأساسية للأمن قومي، عبر خفض معدلات البطالة،والحد من الهجرة غير الشرعية للباحثين عن فرص عمل خارج البلاد، علاوة على تشكيل جيل مُنتج وفعال في المجتمع.
تعليقان
انا اقترحت مثل هذه الفكرة بٳسم “الخرج الصناعية” قبل سنوات في محافظة الخرج خاصة ٲن الٲهالي يقومون بالزراعة وصناعة العديد من المنتجات الغذائية كالتمور والحلويات والكوكيز واللحوم و كذلك المحافظة متطورة في مجال الاتصالات وتشرف ع بقية محافظات جنوب الرياض في هذا المجال ولديها كذلك الصناعات الحربية لكن للاسف قالوا لي انني اجنبية مع انني من مواليد الخرج وكنت احلم بتسويقها كمدينة صناعية
المعرض فكرته ممتازة وفعلا اهم حاجة في المشروعات الصغيرة هو التسويق وعرض المنتج للبيع – واتقدم بالشكر للاستاذة / داليا حسني علي المجهود الرائع ومساعدتها للمشروعات الصغيرة .