دعا المهندس ربيع مكي؛ مدير منتجات مناولة الهواء بشركة آل سالم جونسون كنترولز (يورك)، خبير الشركات والمؤسسات، إلى العمل على زيادة التدابير الاحترازية الوقائية في كل أنظمة المباني والمرافق، بما فيها أنظمة التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد؛ وذلك من أجل المساعدة في تقليل تأثير “الجسيمات الفيروسية الدقيقة” أو “الفيروسات المحمولة جوًا”؛ للحفاظ على سلامة العاملين والزوار من الإصابة بعدوى الفيروسات المختلفة، بما فيها “فيروس كورونا المستجد”، الأمر الذي يُحتم على مسؤولي إدارة المرافق والمباني إعادة تقييمهم لأفضل طرق التهوية وضمان جودة الهواء داخل المباني.
وأكد “مكي” أهمية ضمان جودة الهواء الداخلي للمباني؛ من خلال عدد من المتطلبات الأساسية، منها التأكد من ترشيح (فلترة) ونقاء الهواء الداخل إلى المبنى عبر أنظمة التهوية والتكييف والتبريد، وضبط درجات الحرارة والرطوبة عند مستويات محددة. موضحًا ضرورة أن تكون نسبة الهواء النقي داخل المناطق المغلقة من أعلى ما يمكن، مع العلم بأن هذه النسب تختلف من مكان لآخر بحسب المساحة ونظام التهوية والتكييف والتبريد المتوفر، وأيضًا وفقًا للتطبيق والاستخدام؛ حيث تتباين بين المباني المكتبية والمصانع والمخازن/مستودعات والمستشفيات وهكذا.
ولفت إلى أن أفضل طريقة للتأكد من أن “الجسيمات الفيروسية” لا تحوم في المناطق المغلقة المشتركة هي زيادة معدلات تهوية المباني، والحرص على تقنين تدوير الهواء وطرده خارج المبنى. وتوصي معايير الجودة العالمية -ومنها معيار الجمعية الأمريكية لمهندسي التبريد والتدفئة وتكييف الهواء (ASHRAE 62.1)- بالحرص على تجديد الهواء داخل الغرف بانتظام كل ساعة؛ اعتمادًا على حجم الغرفة، واستخدامها، وعدد الأفراد المتواجدين داخلها وغيرها من العوامل ذات العلاقة، على سبيل المثال، يتعين تجديد الهواء داخل غرف التدخين 15-20 مرة، والمختبرات 6-12 مرة، والمستودعات 3-10 مرات، والمكاتب 6-8 مرات، وغرف الطعام في المباني المكتبية 7-8 مرات، وغرف الاجتماعات 8-12 مرة، ومواقف السيارات في قبو المباني 15-30 مرة.
من جانبها، أوصت شركة آل سالم جونسون كنترولز (يورك)، الرائدة في قطاع التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد، بعدد من التدابير الاحترازية المهمة فيما يتعلق بأنظمة التهوية والتكييف والتبريد داخل المباني، مشيرة إلى أن مثل هذه التدابير اختيارية وليست إلزامية، وأنها لا تقضي كليًا على مخاطر العدوى، بل تساعد في الحد من انتقالها، خاصة مع احتمالية انتقال الفيروسات عن طريق الهواء بنسبة أعلى في الأماكن المغلقة، إلى جانب احتمالية انتقال الجسيمات الفيروسية بين الأسطح، إذا كان تدفق الهواء أعلى من الحد المطلوب.
وأوصت (يورك) بالحرص على إمداد وحدات مناولة الهواء بنظام ترشيح (فلاتر) عالية الجودة والكفاءة، لها قدرة فائقة على ترشيح الجسيمات الفيروسية على اختلاف أحجامها، وإجراء الصيانة الوقائية الدورية، مع زيادة عدد مرات الصيانة خلال هذه الفترة حسب الحاجة، علاوة على إغلاق نظام التهوية والتكييف والتبريد من حين لآخر؛ من أجل تنظيف وتعقيم كامل نظام التهوية والتكييف والتبريد -مجاري الهواء، مجاري صرف المياه، والفلاتر، وكل المكونات الأخرى- ومن ثم إعادة تشغيل النظام، مع التأكد من نسب الرطوبة المثلى داخل الوحدات والمجاري، للحد من تكاثر الجسيمات الفيروسية والعفن والبكتيريا داخل نظام التكييف.
تجدر الإشارة إلى أنه ينبغي استبدل المرشحات (الفلاتر) المتواجدة في الوحدات الداخلية فقط عند تجاوز عمرها الافتراضي أو في حال وجود أي تمزق أو استهلاك، مع أهمية حفظ وتخزين المرشحات (الفلاتر) الجديدة في أكياس محكمة الإغلاق.
متطلبات تصميم المباني الجديدة
من جهة أخرى، أوضح المهندس ربيع مكي أنه على أصحاب المشاريع الجديدة والاستشاريين والمقاولين أخذ عدد من العوامل في عين الاعتبار عند البدء بمرحلة تصميم مبانٍ ومرافق جديدة؛ منها أن وحدات التبريد والتكييف يجب أن تلبي متطلبات تبريد المرفق، مع مراعاة النسب اللازمة للهواء النقي ورفع مستويات التهوية عند اللزوم، خاصة عندما ندرك أن التهوية والتبادل بين الهواء الداخلي والخارجي أمر حيوي؛ لتخفيف الملوثات المحمولة في الهواء وخفض معدلات انتقال الأمراض.
وتابع: كما يجب تصميم الغرفة الميكانيكية التي تحتوي على جميع معدات التدفئة والتهوية والتكييف والتبريد بما يضمن سهولة الوصول إلى المعدات لإجراء الصيانة والتنظيف اللازمين، ومن العوامل الأخرى: ضرورة التأكد من مستوى الرطوبة داخل المبنى، بحيث لا يقل عن 40% ولا يزيد على 60%؛ لتفادي تراكم العفن وتكاثر الملوثات التي تؤثر في صحة الأشخاص داخل المباني.
اقرأ أيضًا:
“مها النحيط” تدعو الشركات إلى تبنّي مبدأ الاستثمار الاجتماعي
«كوفيد 19» يضاعف معدلات استخدام الألعاب الإلكترونية في المملكة
“الهيئة الملكية للجبيل وينبع” وجهود حثيثة للحفاظ على البيئة