انعقدت يوم الثلاثاء الموافق 8 ديسمبر، في الأردن، جلسة حوراية تحت عنوان « آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي»، والتي نظمها منتدى مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتعاون مع صندوق البحث العلمي في المؤسسة / ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وتم بثها عبر منصة (زووم).
أكد مختصون في مجال التواصل الاجتماعي والإعلام الإلكتروني والرقمي، على أهمية الدعم الحكومي للأشخاص القادرين على صناعة الإنتاج الاعلامي والمنصات والبرامج الالكترونية، ليس فقط بهدف الربح المالي او التوجيه السياسي وانما أيضا للتوجيه الثقافي.
اقرأ أيضًا: إنشاء متجر إلكتروني وتطويره على مواقع التواصل الاجتماعي
المحتوى الإعلامي العربي
وشدد المشاركون في حوارية « آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي» على أهمية صناعة منصات جديدة، وتطوير منصات موجودة؛ عبر إضافة المحتوى والمضمون الإعلامي الذي يناسب مجتمعاتنا، بحيث يتبع الشباب العربي المحتوى والإعلام العربي، ويبتعد عن المحتوى غير المناسب لثقافاتنا، مشيرين إلى توفر الإمكانيات التقنية والمالية والأفكار الإبداعية في هذا المجال.
وشارك في حوارية “آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي”، كل من الدكتور جاد ملكي؛ الأستاذ المشارك في قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية، والدكتورة فاطمة السالم؛ أستاذة الإعلام الإلكتروني في جامعة الكويت، وأدارها خالد الأحمد؛ المستشار والمؤلف في مجال بناء الهوية الرقمية وبناء الاستراتيجيات الرقمية.
وأشار المشاركون إلى مشكلة عدم توفر الدعم الكافي للمبدعين والمبادرين في مجال صناعة وتطوير المنصات الالكترونية، لافتين إلى مشكلة هجرة العقول والكفاءات العربية إلى الخارج؛ لعدم وجود الدعم للأفكار والمشاريع الريادية والابداعية في هذا المجال.
اقرأ أيضًا: مواقع التدوين المجانية.. كيف تختار الأفضل؟
التعليم عن بعد وتحدياته
ومن جانبه، أشار الدكتور جاد ملكي، وهو أحد الفائزين بجائزة عبد الحميد شومان للباحثين العرب عام 2019 عن حقل (العلوم الإنسانية والاجتماعية والتربوية) عن موضوع “آثار وسائل التواصل الاجتماعي على الوطن العربي”، إلى الدراسات العلمية والبحثية التي سبقت جائحة كورونا، والتي تطرقت إلى التعليم عن بُعد، من حيث إيجابيات وسلبياته، منوهًا إلى أن جميع دول العالم تقريبًا، خلال هذه الفترة، قامت بتجريب هذا النوع من التعليم؛ لأنه اعتُبر كضرورة ووسيلة من وسائل الوقاية والحماية ومواجهة جائحة كورونا.
وأضاف أن العديد من الدراسات أشارت، أيضًا، إلى أن هذا التعليم ينجح فقط مع فئة معينة من الطلاب على مستوى جامعي عال كطلاب الدكتوراه والماجستير، ولا ينجح مع الغالبية العظمى من الطلاب؛ لأنهم لا يحصلون من خلاله على كامل المادة التعليمية، كذلك لما تحتاجه من جهد ووقت كبيرين، مؤكدًا أن الحل لهذا الموضوع هو التوجه إلى التعليم (الهايبرد)؛ وذلك للخروج من الآثار السلبية للتعليم عن بعد الإلكتروني.
وتطرق «ملكي» إلى العقبات والتحديات الكثيرة التي تواجه التعليم عن بُعد، والتي منها على سبيل المثال: ضعف الشبكة العنكبوتية، والتكلفة المالية الكبيرة على الطلاب، وعدم توفر (الإنترنت) عند الكثير من الطلاب والمناطق النائية والبعيدة، إضافة إلى الضغط النفسي على الطلاب والمعلمين.
وأشار الدكتور «ملكي» إلى أن التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت جزءًا أساسيًا من حياتنا، ولا نستطيع الاستغناء عنها؛ لأنها تعطينا تعددية تكنولوجية إعلامية.
اقرأ أيضًا: أنواع مواقع التواصل الاجتماعي.. المجموعة الثانية
وسائل التواصل وحماية الأطفال
من جانبها، أوضحت الدكتورة فاطمة السالم، كيفية حماية الأطفال من وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن استخدامها يعتبر خطرًا حقيقيًا.
وأضافت أن الدراسة التي قامت بإعدادها سابقًا حول سلبيات استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، أظهرت أنه كلما زادت ساعات استخدام هذه المواقع كلما نقصت الثقة بالنفس أولًا مثلما تنقص نسبة الرضا عن الحياة، وهنا يأتي دور الأسرة والأهل التوعوي حول الطرق الصحيحة والسليمة في استخدام هذه المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي؛ لحماية أطفالهم كي لا يتأثرون نفسيًا واجتماعيًا، بما يشاهدونه أو يسمعونه من خلال هذه المواقع، وتعليمهم أنه ليس بالضرورة كل ما يصدر عنها صحيح.
وحذرت الدكتورة السالم من قضية استغلال الأطفال عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ بهدف صناعة المحتوى الإعلامي، والتي أصحبت منتشرة بشكل كبير جدًا في عالمنا العربي.
وأكدت أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت في كسر الكثير من الحواجز والخطوط الحمراء، وفتحت المجال للحديث في موضوعات لم يكن من السهل التطرق لها فيما مضى، موضحة أن هذه المواقع أسهمت في فتح المجال للتعبير عن الآراء المختلفة بغض النظر عن الموضوع المطروح من خلالها.
وقالت إن مواقع التواصل الاجتماعي تعطينا مؤشرات أولية عن آراء وتوجهات المجتمع، ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه المؤشرات حقيقية وواقعية، لكنها في كل الأحوال مفيدة في قراءة التوجهات والآراء.
اقرأ أيضًا:
خصائص جديدة للواتساب.. التطبيق الأكثر يُسرًا
الاستخدام الصحيح لمواقع التواصل.. كيف يكون؟
أنواع مواقع التواصل الاجتماعي.. مجموعة أولى