كتب: حسين الناظر
يرى عدد من الخبراء والمستثمرين وأصحاب العلامات التجارية، أن عقد المعارض والندوات وورش العمل، كان أهم المكاسب في عام 2018 في مجال الفرنشايز، بينما أكدوا أن تأخر صدور قانون الفرنشايز من أبرز التحديات التي تواجه العاملين في هذا القطاع..
رواد الأعمال” تستطلع أهم الآراء من خلال هذا الملف..
محمد قشمر: الإقبال على الفرنشايز مكسب هائل
يقول محمد قشمر؛ خبير الامتياز التجاري إن عام 2018 شهد تقدمًا في ثقافة الامتياز التجاري في جميع مناطق المملكة، وهو العام الأكثر توعية في هذا المجال؛ ما ساعد في دعم تجديد أساليب العمل المنظمة التي نمت مجتمع الأعمال تحت مظلة نظام “الامتياز التجاري”، الذي يقبل عليه المستثمرون ورجال الأعمال بقوة؛ وذلك بفضل رؤية 2030، والسياسات الحكومية الداعمة.
ويؤكد أن امتلاك حق الامتياز في عام 2018 في المملكة لم يُصنف ضمن فئة المخاطر، فهو في الوقت الحاضر أكثر من مجرد ممارسة تجارية تجذب الأسواق السعودية إلى العمل، لكنه في الواقع نظام وبوصلة فقط لجميع المهنيين والمستثمرين لتوجيهها من خلال الأهداف الاستراتيجية، والتوسع، وتنمية الامتيازات المحلية.
وأوضح “قشمر” أن الامتيازات الموجودة الآن في المملكة هي مساحات اجتماعية حيوية، ومساحات عمل متصلة تقنيًا، بينما الأعمال التجارية الوحيدة التي يركز عليها نظام الامتياز هي مجالات الأزياء، والمطاعم، إلخ.
”
أصبح نظام الامتياز في عام 2018 هو العدسة التي يستكشف من خلالها رجال الأعمال والمستثمرين فرصًا كبيرة وآمنة للأعمال المربحة، مع ضمان بيئة عمل منظمة تنظيمًا جيدًا مع تجارب الحياة الغنية وطنيًا أو حتى في جميع أنحاء العالم في المستقبل.
ويضيف “قشمر”: قد تكون للمملكة جوانب فريدة من نوعها، ولكن بناء سمعة تجارية محترمة، يعتمد على أشياء عالمية في نظام حكيم ووجود محلي قوي يتم إعداده على المستوى الوطني للتوسع الدولي في وقت لاحق، مشيرًا إلى أن سوق المملكة هو الأصعب والأكثر ربحًا في الشرق الأوسط؛ لذلك من ينتصر في مثل هذا السوق، سيحجز مقعدًا جديدًا في الامتياز المحلي والدولي.
وأشاد ” قشمر” بالمشهد المحلي لنظام الامتياز في المملكة، والذي يتجلى في الوعي الكامل لاستراتيجيات الامتياز، وبناء العلامة التجارية المناسبة، والتسجيل المحلي والدولي، والنجم الرابع في هذا الهرم هو الوجود القانوني القوي.
وألمح إلى التأثير والتآزر بالتكنولوجيا، وفي مقدمتها تحول القطاعات الحكومية، وصعود بنية الامتياز على المستوى الوطني؛ إذ تجد طرقًا إيجابية في مساحات عالم الفرنشايز؛ أحد الصناعات سريعة النمو، وعلى رأسها قطاع الضيافة الذي اشتق منه نظام “الأغذية والمشروبات” الأكثر نشاطا في السوق السعودية.
حركة وطنية مزدهرة
ويرى “قشمر” أن أكبر الإنجازات التي حققتها المملكة في قطاع الفرنشايز هو وصول هذا النموذج التجاري الدولي الهام إلى حركة وطنية مزدهرة ذات وجود عالمي- ولكنها محليًا عبر نظام الامتياز- مع قيم مضافة لبيئة الأعمال الوطنية، وعبور سريع للحدود الجغرافية للبلد، والتزام مشترك من الحكومات والمستثمرين باستهدافها وتطويرها وتوسيعها، وكمثال على ذلك، المبادرات والمعارض والدورات المتعلقة بمثل هذه الصناعة الواعدة التي تعني بهذا النظام الامتياز الذي حقق أهدافه للتغلغل في السوق بشكل إيجابي بغض النظر عن الآثار الإيجابية، على الرغم من العوامل السلبية التي قد توجد في نظام تجاري جديد قديم على وشك تطويره أو توسيعه.
المنح الدراسية الحكومية
ويضيف: “دعونا لا ننسى الأثر الإيجابي لبرامج المنح الدراسية الحكومية التي تملك واحدة من أكثر العائدات إثراء للاستثمار في الاقتصاد الوطني، وكذلك حضور المغتربين الماهرين من جميع أنحاء العالم، وخاصة إخواننا من الدول العربية، وهذان الأمران من المواضيع التي يجب الكتابة عنها ومشاركة آثارها المثيرة للإعجاب في المملكة يومًا ما، من خلال مجلة رواد الأعمال القيمة، متمنيًا أن تكون “الامتيازات العربية” نموذجًا يحتذى به العالم بأسره، وأن يظهر مشروع جمعيات الامتياز العربية الدولية للنور قريبًا.
محمد الطبشي: غياب الاحترافية وتأخر القانون أهم التحديات
أكد محمد الطبشي؛ المدير التنفيذي لشركة فران بيونيرز للامتياز التجاري، خبير الامتياز التجاري، أن أهم مكاسب عام 2018 هو حراك الوسط الاقتصادي وتنظيم الكثير من الفعاليات من مؤتمرات ومعارض وورش عمل متخصصة في الامتياز التجاري.
وعلى صعيد تطور العلامات التجارية الوطنية- كما يقول الطبشي- شهد عام 2018 طلبًا متزايدًا على خدمات التطوير والاستشارات من أصحاب العلامات التجارية؛ لرغبتهم في تهيئة مشروعاتهم لطرحها بنظام الفرنشايز إيمانًا بأهميته في تنمية المشاريع والتوسع في الاستثمارات وزيادة العوائد الاقتصادية.
وعن أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال في هذا المجال، غياب الاحترافية في العمل، واللجوء إلى تنزيل نماذج وقوالب جاهزة من الإنترنت، دون الاستعانة بخبراء وبيوت خبرة، وتأخر صدور قانون الفرنشايز؛ ما يؤدي إلى عدم استقرار السوق، وإحجام كثير من المانحين عن خوض غمار عالم الفرنشايز، خشية من عدم وجود حماية للاسم والعلامة التجارية من الاستنساخ وتأسيس علامة تجارية خاصة به، وتردد كثيرين من الممنوحين على شراء وكالة والحصول على رخصة امتياز في ظل غياب قانون يحمي الممنوح من تسلط المانحين في بعض الأحيان.
ويؤكد “الطبشي” على أن زيادة الوعي ونشر ثقافة الامتياز التجاري، هي أهم أدوات دفع العمل للأمام؛ وهو ما تقوم به مجلة “رواد الأعمال” من خلال إصدارها ملحق متخصص للفرنشايز.
وعن أهم العلامات الوطنية التي ظهرت في عام 2018، يرى أن من بينها “شيرم بلاس” السعودية الواعدة كمطعم للمأكولات البحرية، والتي يقوم عليها ويعمل بها شباب سعودي واعد، متوقعًا لها مستقبلًا واعدًا.
فاضل النصار: حراك كبير على الصعيد التثقيفي والتفاعلي
أكد فاضل النصار؛ المدير التنفيذي لشركة الشرق الأوسط للامتياز التجاري، أن المملكة تشهد تطورًا كبيرًا وحراكًا مؤثرًا في قطاع الفرنشايز على الصعيد التثقيفي والتفاعلي، نتيجة وجود توجه حكومي رسمي يستهدف نشر ثقافة الامتياز التجاري ودفع العمل في هذا القطاع، وتنمية الاستثمارات فيه، ومساندة العلامات التجارية الوطنية.
ويشيد ” النصار” بالتناغم والتكامل بين الوزارات والجهات الحكومية والقطاع الخاص، وإعطاء الفرصة للشركات بأن تساهم في التنمية، باعتبار أن القطاع الخاص شريك فاعل ومؤثر في نمو الاقتصاد الوطني.
ويشير ” النصار” إلى أن الحراك يتجسد في تنظيم عدد كبير من الفعاليات وورش العمل والمؤتمرات، خاصة ما تقوم به هيئة المشروعات الصغيرة والمتوسطة “منشآت” التي نظمت العديد من الندوات وورش العمل المتخصصة في الامتياز التجاري، وبنك التنمية الاجتماعية الذي طرح برنامج الامتياز التجاري، وعقد عدة فعاليات على الصعيد التثقيفي والتعليمي ونشر الوعي.
ويؤكد ” النصار” أن عام 2018 شهد زيادة في العلامات التجارية الوطنية العاملة بنظام الفرنشايز، مقارنة بالعام 2017، علاوة على تحضير بعض العلامات الوطنية لمنح فرنشايز، مع بذل جهود حثيثة لإعادة الهيكلة والحوكمة وتجهيز الأدلة وغيرها؛ حتي تكون على أهبة الاستعداد للعمل بنظام الفرنشايز.
ويأمل ” النصار” في سرعة صدور قانون الامتياز التجاري، في الربع الأول من عام 2019 ؛ لأنه يجذب العلامات الأجنبية، ويشجع العلامات الوطنية الكبرى التي لم تأخذ هذه الخطوة حتى الآن.
عبدالله الكبريش: نحتاج إلى مراكز لتدريب الكوادر الوطنية
أكد عبدالله الكبريش؛ الشريك المؤسس وعضو مجلس إدارة “فران واي” للامتياز التجاري، أن قطاع الفرنشايز يشهد اهتمامًا كبيرًا ومتزايدًا من المستثمرين وأصحاب العلامات التجارية.
وقال: كان المعرض السعودي للامتياز التجاري أو فرنشايز إكسبو أهم ما شهده عام 2018 من أحداث في مجال الفرنشايز، وكذلك المعرض السعودي go get franchise ، إضافة للورش التي عقدت بغرفة الرياض؛ حيث رفعوا من مستوى الوعي والطلب على العمل المؤسسي، مشيرًا إلى أن هناك بعض ملاك العلامات التجارية المحلية يبحثون عن تطوير المنهجية الاحترافية للعمل بشركته، مثل ملفات التشغيل، والسياسات والإجراءات واستراتيجية النمو.
وأشار الكبريش إلى استشعار رغبة أصحاب التطبيقات لتحويلها للعمل بنظام الفرنشايز، وهذا عامل مهم؛ إذ وجدنا كثيرًا من العملاء في قطاعات أخرى- بخلاف المطاعم والمقاهي- لديهم الرغبة ولكنهم يحتاجون كثيرًا من الدعم والتطوير وورش العمل التي تعلمهم المهارات التي يمكنهم تعلمها والاستفادة منها.
ويأمل ” الكبريش” أن يشهد المستقبل القريب وجود عدد كبير من المراكز التدريبية، فكثيرون لديهم أدلة لنظام الفرنشايز، لكن لا توجد كفاءات محلية تدير هذا النظام؛ لذ تعمل هذه البرامج والدورات وورش العمل على تطوير الكوادر والارتقاء بمستوى الكفاءات القائمة على نظام الفرنشايز داخل الشركات والمؤسسات، ما يرفع مستوى الأداء والعمل المؤسسي.
ويضيف الشريك المؤسس وعضو مجلس الإدارة لـ “فران واي ” للامتياز التجاري ” أنه من أبرز الإنجازات وجود “فران واي ” كشركة مساهمة مقفلة لأول مرة في المملكة، تعمل في مجال تقديم الاستشارات عن طريق عمل مؤسسي احترافي، لافتًا إلى تميزها في تقديم كل ما يدعم نشاط الاستثمار في الفرنشايز سواء باستقطاب العلامات التجارية الإقليمية والعالمية، أو الاستثمار في العلامات التجارية المحلية عن طريق المشاركة.
ويضيف” الكبريش”: نعمل جاهدين على تعزيز مجال الاستشارات وحلول الفرنشايز، سواء في تطوير منظومة التشغيل الداخلي، أو تحويل العلامة التجارية لنظام الفرنشايز حسب أفضل الممارسات المهنية المتعارف عليها.
هشام أبوعوف: الاهتمام بالفرنشايز نابع من رؤية 2030
قال هشام أبوعوف؛ مؤسس والمدير التنفيذي لمطاعم” حمص ريفي” إن اهتمام المملكة بالفرنشايز من أهم المكاسب، فعلى صعيد ” حمص ريفي”، أخذت الشركة خطوات نحو التوسع في منح الفرنشايز داخل وخارج المملكة عربيًا أو دوليًا؛ ما ينسجم ورؤية 2030، الرامية لتعزيز المنتج السعودي ودعم العلامات الوطنية الكبرى ودفعها للتوسع محليًا وإقليميًا وعالميًا من أجل دعم وتنويع روافد الاقتصاد وجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ويشيد ” أبوعوف ” بكثرة المعارض التي عقدت، مبينًا أن أهم المكاسب مشاركة “حمص ريفي” وعدد من العلامات الوطنية السعودية بالمعرض الدولي للاستثمار والتجارة والامتياز التجاري بالقاهرة، بمشاركة أكثر من 200 شركة وعلامة تجارية، لافتًا إلى أن اختيار مصر كأول محطة لإطلاق فرنشايز ” حمص ريفي” ؛ يأتي في ظل قوة السوق المصري وكبر حجمه، وأن النجاح فيه سيعطي دفعة كبرى للتوسع في المملكة والمنطقة العربية.
وأكد” أبوعوف” أن العلامات الوطنية السعودية تعيش مرحلة توهج، في ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين، و”رؤية 2030 ” للشركات الوطنية، ودفع العلامات الوطنية للمنافسة العالمية، وتعزيز شعار ” صنع في السعودية”؛ ما أدى لظهور علامات وطنية قوية، تنافس العلامات التجارية الأجنبية.
عبدالله الشهري: الفرنشايز يحقق معادلة التنوع الاقتصادي
أوضح عبدالله الشهري؛ الشريك المؤسس بشركة ” تشيكن باشه” أن عام 2018 شهد العديد من القرارات والإصلاحات الاقتصادية التي انعكست على قطاع الفرنشايز، فقد اقتربنا من تحقيق رؤية 2030، التي أقرت سياسات حكيمة تهدف إلى تعزيز وتنمية النشاط الاقتصادي القائم على التنوع في الأنشطة الاقتصادية، وجذب الاستثمارات الأجنبية، ومن هنا جاء الاهتمام بالفرنشايز باعتباره يحقق هذه المعادلة؛ لأنه يخدم قطاعات عديدة ومتنوعة، ليس فقط في قطاع الضيافة وما يتضمنه من مطاعم ومقاهٍ وفنادق وسياحة وغيرها، ولكن يمتد لكل شيء.
ويرى أن هذا الاهتمام أدى إلى حراك واسع على المستوى الاقتصادي، ليس فقط في استقطاب علامات وافدة، بل دخل أبناء المملكة في المنافسة بتطوير علاماتهم الوطنية، بشكل ينافس بقوة، بل يفوق في أحيان كثيرة العلامات الأجنبية.
ويؤكد “الشهري” أن أهم ما ميز عام 2018، تنظيم عدد من المعارض داخل المملكة، لافتًا إلى أن ” تشيكن باشه” حرصت على التواجد بهذه المعارض ممثلة المملكة، في إطار استراتيجية الشركة في منح الفرنشايز داخليًا وخارجيًا، ما ينسجم ورؤية المملكة 2030 الرامية إلى رفع القدرة التنافسية للمنتجات والعلامات الوطنية السعودية، ودفعها لفتح أسواق جديدة داخليًا وخارجيًا، وأيضا دعم رواد ورائدات الأعمال الشباب الراغبين في بدء مشروع تجاري ناجح وآمن.
ويؤكد ” الشهري” أن الشركة لديها طلبات للحصول على فرنشايز من داخل وخارج المملكة، ففي داخل المملكة تلقينا عدة طلبات من الشرقية ووادي الدواسر وتبوك وحائل والنجران، فيما ندرس هذه العروض وسنختار منها المناسب، ما يؤكد ارتفاع الوعي والإقبال على العمل بنظام الفرنشايز.
موضوعات متعلقة