حوار – حسين الناظر
منذ حصوله على البكالوريوس في إدارة أعمال، نجح في حفر تجربة مميزة في ريادة الأعمال، فقاده الإبداع في مجال صناعة الهوية أو ” العلامة التجارية” إلى تأسيس شركة “دوو” الإبداعية لصناعة العلامات التجارية. ويرى أن الفرنشايز من أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني، لفوائده الكثيرة ، وسرعة نموه وعوائده، مقارنة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة الأخرى
تعالوا نقترب من العالم الإبداعي لرائد الأعمال خالد الهندي؛ المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة دوو ((DOO ، الإبداعية ..
ــ كيف كانت بدايتك مع ريادة الأعمال؟
كانت تقريبًا عام ١٩٩٩م، عبر مجال العمل الإعلاني والتصميم الجرافيكي؛ حيث مررت بأغلب درجات ومراحل بناء الهوية والعلامة التجارية للشركات، سواء في جانب العميل وجانب الشركات المنفذة للهوية، أو في مجال التنفيذ النهائي للمخرجات والمنتجات التابعة للمشروع، بما فيها خطوط إنتاج المطبوعات والمعارض وتجهيز المنتجات والمغلفات.
ـــ ولماذا اخترت العمل الحر ؟
الخوض في الأعمال الحرة والمشاريع الخاصة قد يكون لها عدة دوافع لديّ، أهمها الشغف، ثم الأدوات والوسائل المادية والإمكانيات اللازمة للبدء، فمتى توفر له ذلك، كان النجاح حليفه، فلولا الشغف والإصرار لما رأينا كثيرًا من المشاريع الناجحة، والتي ساعدت في تغيير حياتنا للأفضل.
مشاريع مكملة
ــ كيف جاءت فكرة شركة “دوو” ؟ وهل تعكس ميولًا لديكم ؟
بداية فكرة الشركة جاءت من حبي لهذا المجال الذي أستطيع الإبداع فيه، فكنت أطمح إلى تأسيس شركة تكون مركزًا متخصصًا في تصميم العلامة التجارية وبناء هويتها للشركات والمشاريع التجارية، وكذلك الفعاليات.
وبعد إنشاء الشركة ومزاولة عملها حققت بفضل الله نتائج مرضية جدًا. وبحكم خبرتي في مجال صناعة العلامة التجارية، قررت أن أتوسع فيه بشكل أكبر؛ من خلال الاستثمار في إنشاء مشاريع مكملة لمركز التصميم، والتي تزيد من قوة وإمكانيات “دوو” بشكل أكبر.
ـــ ما الخدمات التي تقدمها الشركة ؟
تعمل شركة “دوو” في مجال التصميم، وتحديدًا في بناء العلامات التجارية، وبناء الهوية المتكاملة؛ وذلك بإنشاء وإطلاق العلامة التجارية، فضلًا عن عمليات إعادة بنائها وتطويرها ووضع الخطط الاستراتيجية والتشغيلية للشركة وإدارتها، ووضع خطط التسويق والانتشار.
كذلك، تضع الشركة الأهداف والخطط المستقبلية لنموها وانتشارها، والعمل على زيادة حصتها في السوق، وبناء الصورة الذهنية لدى العملاء، ووضع القيم والمزايا التنافسية وتحديد المنافسين، وتطوير خطط التسويق والمبيعات وآليات العمل الداخلية.
أما الاستثمارات التابعة لـ “دوو” فهناك المجال الطباعي الرقمي، ومجال الطباعة الخارجية، وتجهيز المعارض، وحاليًا مجال التجارة الإلكترونية المتخصصة.
متطلبات العملاء
ــ ما أهم المزايا التنافسية التي تتميز بها دوو؟
نمتلك الخبرة والقدرة على فهم السوق المحلي، ومعرفة احتياجات العميل بشكل دقيق؛ لأننا كنا يومًا ما العميل نفسه؛ وبالتالي نعرف متطلبات العملاء واحتياجاتهم بشكل واضح ومحدد، علاوة على تميزنا بالجودة والإبداع في التصاميم.
ــــ ما الصعوبات التي واجهتك في تأسيس المشروع؟
قد يواجه أي مشروع ناشئ في البداية كثيرًا من العقبات والمفاجآت أثناء عملية التأسيس والتشغيل، وأُرْجِع الجزء الأكبر منها إلى أنفسنا- نحن رواد الأعمال- فأكثر شيء واجهنا أننا لم نكن على وعي كامل بمدى أهمية المشاريع التي نقدم عليها، ولم نطّلع بشكلٍ كافٍ على الإجراءات الرسمية اللازمة بشكل شامل وواضح من جميع الجوانب والجهات ذات العلاقة، وعدم فهمنا لطبيعة احتياجات مشاريعنا.
فروق جوهرية
ـــــ يخلط كثيرون ما بين التسويق، والإعلان، و”البراندنج”، فما الفروق الجوهرية بينها؟
بالفعل، يعتقد كثير من الناس أن كلًا منها أداة من أدوات التسويق، بينما يعتقد البعض أن الهوية أو “البراندنج” هو التسويق!. والحقيقة أن كل واحد من الثلاثة مستقل بذاته، وله أبجدياته وأفكاره ومهامه الأساسية الخاصة، وما يجمعهم أنهم جميعًا يرتكزون على استراتيجية العلامة التجارية ( Brand strategic ).
وهناك فارق كبير بين أن تخطط لحملة تسويقية وأن تخطط للمشروع بشكل أولي؛ وهو ما يدركه المحترفون في مجال التخطيط ورجال الأعمال ذوو الخبرة.
ويقع البعض في خطأ كبير عند مواجهة مشروعه بعض المشاكل، فيلجأ إلى حلول تسويق وحملات إعلانية، في حين أنه يحتاج إلى إعادة النظر في خطط واستراتيجيات علامته التجارية وبعض الإجراءات الداخلية، سواء في منظومة المبيعات، أو في تطوير المنتج نفسه، أو دراسة حاجة العميل للمنتج قبل الحديث عن خطط التسويق والإعلان.
ــــ ما أهمية الاستعانة بشركة متخصصة في مجال هوية العلامات التجارية؟
قد لا يعي كثير من أصحاب المشاريع، دور التخطيط ودور شركات البراندنج في نجاح شركته. وفي ظل ما يشهده قطاع المال والأعمال من منافسة عالية، ينبغي الاستعانة بشركة متخصصة في إدارة وتشغيل العلامة التجارية وتطوير الخطط التسويقية، من أجل نمو وازدهار المشروع.
والأمثلة كثيرة عالميًا ومحليًا، فمعظم العلامات التجارية العالمية الناجحة، تقف وراء نجاحها شركات صناعة الهوية، فقد استعانت شركة “كوكا كولا” مثلًا طوال تاريخها بشركات براندنج أميريكية؛ مثل: WPP, Wieden+Kennedy and McCann
واستعانت شركة Nike بشركة Wieden+Kennedy ، واعتمدت شركة American Airlines على شركة futurebrandفي تطوير علامتها التجارية، كما استعانت شركة طيران الاتحاد بشركة Landor في تطوير علامتها التجارية.
ــ كيف ترى واقع الفرنشايز في المملكة ؟ وما رؤيتك لمستقبله؟
يؤكد الواقع أن الفرنشايز أصبح من أهم القطاعات الداعمة للاقتصاد الوطني، لفوائده الكثيرة ، وسرعة نمو مشروعاته، والعوائد السريعة، مقارنة بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة الأخرى.
وشهدت السعودية نموًا ملحوظًا في مشروعات الفرنشايز؛ إذ تتصدر الدول العربية ودول الشرق الأوسط في عدد مشاريع الفرنشايز.
ويرجع الاهتمام بالفرنشايز إلى ناحية الاستخدام والمنح من قبل مالك العلامة التجارية ، وهو ما يضيف نجاحات أكبر وإيرادات أعلى للمانح، سواء للجهة المانحة، أو حتى دولة الجهة المانحة من جانب تصدير المنتجات وانتشار الثقافة المحلية. ويغلب على مشاريع الفرنشايز في المملكة قطاع المأكولات والمشروبات.
ــ ما هي خطوات امتلاك علامة تجارية جديدة؟
عملية تسجيل العلامة التجارية في المملكة تتم عبر وزارة التجارة والاستثمار من خلال خطوات بسيطة جدًا، قد تستغرق ٣ شهور وبرسوم رمزية، وتتم غالبًا من قبل صاحب العلامة التجارية أو عبر مكاتب المحاماة.
وقبل تأسيس العلامة، أنصح صاحب المشروع أو الفكرة بضرورة معرفة نقاط القوة، والميزة التنافسية التي تميز مشروعه، فالمنافسون محليًا في نفس التخصص كثيرون، ولا بقاء إلا للمتميز وصاحب الإبداع في مشروعه.
ــ في ظل المنافسة الشرسة في قطاع الفرنشايز؟ أين تقف العلامات التجارية الوطنية ؟ وما فرصها في المنافسة؟
ما يميز سوق المملكة أنها بيئة جاذبة للاستثمار، وأنها تدعم المشاريع المحلية والصادرات المحلية بقوة، ثم يأتي الدور الأكبر على صاحب العلامة التجارية من خلال رفع مستوى وجودة المنتج.
وأرى أننا نمتلك في السوق السعودي العديد من العلامات التجارية الوطنية التي أصبح لها من التاريخ والخبرة والسمعة الجيدة والمنتجات المميزة ما يؤهلها لخوض تجارب قوية في مجال الفرنشايز خارج المملكة لتصبح علامات تجارية عالمية، مثل ” العربية للعود – عبدالصمد القرشي” وغيرهم.
وأمنيتي أن تصل مشاريعنا المحلية للمستوى العالمي، سواء من خلال منح حقوق الامتياز لخارج المملكة، أو التوسع بفروعها خارجيًا؛ ما ينعكس على الاقتصاد الوطني ككل.
ــ من مثلك الأعلى في عالم الأعمال ؟
كثيراً ما أتابع السير ريتشار برانسون مؤسس شركات فيرجن، فتجربته ثرية وتستحق الاحترام، والوقوف أمامها طويلًا، والإفادة منها كثيرًا في طريقة تعامله مع مشاريعه، ونموها وتنوع استثماراته.
ــ ؛ كيف يمكن للشباب قليل الخبرة أن يبدأ مشروعًا صغيرًا؟ وكيف يختار نوع النشاط؟
من أراد البدء في مشروع عليه ممارسته أولًا من خلال الالتحاق بشركات مماثلة لفكرته وأن يعيش جميع أدوار العمل فيه؛ ليعرف التفاصيل الدقيقة في المشروع وحتى لايجد مفاجآت محبطة مستقبلًا.
ومن يرغب في اختيار نوعية المشروع والنشاط، فعليه اختيار مجال يحبه ويكون ملمًا فيه وشغوفًا به، ويمكنه الاستفادة من البرامج المتخصصة كحاضنات الأعمال ومسرعات المشاريع، تساعده في تطوير فكرة مشروعه، وتوفر له بيئة مثالية وعملية، وتزوده بالدعم اللازم للبدء بالمشروع.
ـــ ماذا عن خططك المستقبلية ؟
أجهز لإطلاق منصة رقمية متخصصة بمجال الأعمال الإعلانية ستكون فريدة من نوعها بإذن الله، وستوفر خدمات لجميع العاملين والمتعاملين في مجال التنفيذ الإعلاني.