كان خروجه لسوق العمل مبكرًا، وعمله بالعديد من المهن، قائده لعالم التجارة، فأنشا – وهو طالب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة طيبة- عدة مشاريع ناشئة، بدأها بـمطعم “فاست برجر” عام 2012، ثم ” ران البن التجارية” عام 2015، ثم حصل في العام نفسه على فرنشايز العلامة التجارية ” بلو ستار” على مستوى الشرق الأوسط ، ثم “كابي ميلك شيك” عام 2016م. إنها رحلة ثرية لرائد الأعمال الشاب؛ خالد الزروق الذي لا يزال يدرس بالجامعة ضاربًا المثل في الإصرار والعزيمة وحب المغامرة.
“رواد الأعمال” اقتربت من تجربته التي تستحق أن تكون قدوة للشباب السعودي والعربي من خلال هذا اللقاء….
البداية
كيف كانت بدايتكم مع عالم الأعمال؟
بدأت العمل مبكرًا ، وعملت بمهن كثيرة؛ أولها بائع بليلة، ثم بائع متجول عند المسجد النبوي، ثم حارس أمن، ثم موظف استقبال في مجموعة البكاري الطبية، ثم مندوب مبيعات في مجموعة البكاري؛ حتى وصلت في عام 2009 إلى نائب مدير شؤون الموظفين، ثم عملت في مجال الفندقة لفترة بسيطة وكنت مشرف فندق، بعدها افتتحت أول مشروع خاص بي وهو ” فاست برجر” بدعم من “معهد ريادة الأعمال الوطني”. واجهتني فيه بعض الصعوبات، فالتحقت بشركة “صاب واي”؛ لاكتساب خبرات، فتعلمت منها كثيرًا في مجال المطاعم، ثم أكملت مسيرتي في المشروع. وشاركت في عدة مناسبات في مهرجان طيبة الصيفي بحديقة الملك فهد، ومؤتمر رواد الأعمال في المدينة المنورة 2014 .
واجهتني بعض العقبات، فاضطررت إلى بيع مشروعي بمكسب مادي أدى الى توسيع آفاقي في العمل الحر. سافرت بعدها إلى عدة دول لأخذ الخبرات والاستفادة منها, فحصلت على علامة “بلوستار” من تكساس بأمريكا, وقمت بتسجيلها رسميًا بالمملكة، وهي علامة تخص المتاحف ذات المقاهي المغلقة (سنعمل على طرحها بإذن الله)، ثم أسست مؤسسة “ران البن” لتجارة التجزئة في الأيس كريم والميلك شيك والمشروبات الباردة والساخنة والحلويات، ثم أسست علامة تجارية خاصة بي كابي ميلك شيك، وقررت أن أبدأ بتنفيذها أولًا لرؤية ألتمسها فيها، وبدأت ولله الحمد بنجاح.
ما العلاقة بين دراستكم وريادة الأعمال؟
علاقة وطيدة، فالتجارة والإعلام وجهان لعملة واحدة؛ إذ بات الإعلام -خاصة الإعلام الجديد- الركيزة الأساسية لإنجاح أي عمل تجاري، كما أصبح التسويق للمنتجات عبر المواقع الإلكترونية وصفحات السوشيال ميديا ضروريًا؛ إذ ينقلك لأسواق واسعة داخليًا وخارجيًا.
وبحكم تخصصي، فإني أدرس حاليًا الوضع ماليًا وتسويقيًا وإعلاميًا؛ ما يساعدني في نشر أفكار مؤسستي والترويج لعلاماتها التجارية؛ إذ أتابع بنفسي وضع الخطط التسويقية، وإدارة والإشراف على الحملات التسويقية خاصة الإلكترونية منها، كما أحرص على مواصلة دراستي.
إطلاق علامة تجارية
ما النجاح الذي حققته حتى الآن؟ وهل أنت راضٍ عما تحقق؟
أعتبر أن كل ما حققته من اجتياز للصعوبات هو نجاح بفضل الله، في مقدمتها الحصول على ثقة عملائي بفضل الأمانة والصدق، وحصلت على فرنشايز علامة تجارية عالمية كبيرة وهي ” بلو ستار”، وأسست علامة تجارية خاصة بي هي ” كابي”، سنطلقها قريبًا بنظام الفرنشايز. ولله الحمد عما حققته حتى الآن.
تعلم ذاتي
تتعدد عوامل النجاح، فما أهمها بالنسبة لك؟
أهمها الرغبة في النجاح ، والتعلم المستمر والاستفادة من خبرات الآخرين، فقد حصلت على دورات مفيدة مثل “مهارات التفكير”، و “حدد فكرة مشروعك في ريادة الأعمال”، ودورات في “الإنجليزية” و”الإدارة والتسويق”، كما أتلقى حاليًا دورات في التسويق بنظام “أون لاين” من جامعة هارفارد.
عقبات
ما التحديات التي واجهتك في تنفيذ مشروعاتك؟
أكبر التحديات التي واجهتني هي تحديات النفس؛ فعند بدء العمل بالمشروع تجد لديك رغبات متواصلة في امتلاك أشياء، فتقل قدرتك على الالتزام بالوعي المالي تجاه المصاريف لتلبية رغباتك بشراء مالذ وطاب وصرف كل المدخرات، فأنا وكثير ممن عرفتهم من رواد الأعمال ــالذين بدأوا مشاريع جديدة وحصلوا على دعمــ لم نَعِ القوانين والأنظمة، وبالرغم من ذلك نلقي اللوم عليها، ونقوم بخطوات سلبية تؤثر على تقدم العمل بسوء توزيع المدخرات وضعف الإدارة والمحاسبة المالية في المؤسسة؛ لذا فشلت سريعًا مشروعات لبعض أصدقائي، وقد كدت أن أحذو حذوهم، ولكن بالاستشارة والأخذ بخبرات من سبقني نجوت بفضل الله.
وكيف يمكن التغلب عليها؟
بالإلمام بقوانين ونظم الدولة وعدم الالتفاف عليها؛ لأنك الخاسر بكل تأكيد، مع استشارة الاختصاصين ، وعدم الاستهانة بقدراتك وأفكارك مهما قوبلت بالرفض.
أول تجربة
لمَ اخترت التجارة؟
التجارة هي التي اختارتني. أذكر أنني جمعت في العيد -وأنا في المرحلة الخامسة الابتدائية- 100 ريال، فـحفظتها لدي. وعند بداية الدراسة، قررت استثمارها، فـاشتريت من المقصف المدرسي “كرتونتين” من الحلويات، وساومت مدير المقصف للحصول على سعر مخفض؛ فـباعني بسعر الجملة, وجلست عند المقصف متربعًا أبيع الحلويات للطلاب, صحيح أني لم أجنِ مكسبًا لأن جميع أصدقائي قد امتلأت جيوبهم منها مجانًا، ولكن كانت أول تجربة وأجمل تجربة تعلمت منها الكثير، وهي التي دفعتني لحب التجارة وممارستها كمهنة من أعظم المهن وأكثرها فرصًا للنجاح، فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم تاجرًا، وقيل إن “تسعة أعشار الرزق في التجارة”.
إدارة الوقت
كيف نجحت في الجمع بين الدراسة والعمل؟
يرى البعض صعوبة الجمع بين الدراسة والعمل لكونهما يتعارضان، لكني لم ألحظ هذا التعارض إطلاقًا، فمادمت تنظم وقتك وتعطي كل ذي حق حقه، وحددت أهدافك ورسمت لطموحاتك آفاقًا بعيدة فالأمر يسير. في حالتي- مثلًا- استفدت كثيرًا من العمل في سن صغيرة، وطوعت دراستي وما أتعلمه من مهارات لمصلحة تجارتي.
دعم حكومي
هل استفدت من البرامج الحكومية الداعمة لرواد الأعمال؟
نعم، استفدت من برنامج معهد ريادة الأعمال الوطني “ريادة”، فعندما تركت الوظيفة التي كنت أعمل بها، حدثت زميلًا لي بعزمي على بدء عمل خاص، لكن لا أملك التمويل اللازم، فدلني على “معهد ريادة الأعمال الوطني”، فذهبت إليه وقدمت مشروع “فاست برجر”، فوافقوا عليه سريعًا، وقدموا لي دعمًا فنيًا، تمثل في التدريب والتوجيه والمتابعة الدورية للمشروع حتى يضمنوا النجاح، وكذلك كان دعمهم المالي سخيًا؛ إذ مولوا المشروع كاملًا، ومنحوني راتبًا لمدة عامين؛ حتي ينجح المشروع.
ما سبب تركيزك على نظام الفرنشايز؟
الفرنشايز(الامتياز التجاري) عالم كبير، وهو نظام اتجهت له الشركات العالمية. وقد عملت بـ “صاب واي” وهي شركة كبيرة لديها أكثر من 2000 فرع بنظام الفرنشايز، فلمَ نصمم على تملك كل شئ بأيدينا، علمًا بأن منحك الفرنشايز يفيد بلدك ويساعد غيرك على فتح آفاق للمشاريع الصغيرة التي تعمل ضمن منظومة، وتمتلك جميعها نفس الاسم ونفس القوة. والفرنشايز وسيلة لتعليم الناس إدارة وامتلاك المشاريع التجارية، كأسرع طريق لنقل الخبرات وتطوير وتطويع القدرات، كما توفر الآلاف من فرص العمل.
وأتوقع مع رؤية 2030، أن يزدهر الفرنشايز بالمملكة، وأتوقع انطلاق علامات تجارية سعودية للعالمية، وها نحن نرى في المملكة نشاطًا كبيرًا، ونرى كثيرًا من العلامات التجارية التي بدأت تنتشر في الأسواق وتثبت قوتها.
ريادة الأعمال
كيف ترى حركة ريادة الأعمال في المملكة؟
أراها في نمو متزايد، ويشهد لها الرأي العام من خلال رواد الأعمال الناشئين، بفضل الدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين ، ووجود جهات داعمة تنفذ برامج جيدة مثل ” معهد ريادة الأعمال الوطني” . وأتوقع لريادة الأعمال أن تحقق رواجًا كبيرًا في المستقبل القريب، خاصة مع اهتمام رؤية السعودية “2030” بريادة الأعمال وتركيزها على المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
دعم معنوي
ما دور الأسرة في التشجيع والدعم؟
دور كبير, فقد حباني الله بأسرة متفهمة ومشجعة، فـأمي هي أكبر الداعمين لي؛ فقد آمنت بي ولها كل الامتنان، فـالدعم المعنوي من أكبر المسببات بعد الله عز وجل في تشجيع الراغبين في التجارة، و أكبر جائزة لدي هي فرحة والداي وافتخارهما بي.
قدوة
من مثلك الأعلى في عالم الأعمال؟
سمو الأمير الوليد بن طلال، الذي يعد أحد أذكى المستثمرين وأكثرهم إبداعًا في العالم، وهو نموذج يحتذى كأهم وأفضل رواد الأعمال، وهو رمز سعودي كبير وقدوة للشباب العربي، ففضلًا عن نجاحه في العمل الاقتصادي، يؤمن بالمسؤولية الاجتماعية التي أنشأ من أجلها مؤسسة الوليد بن طلال للعمل الإنساني التي تمد خدماتها للعالم أجمع.