عادة ما يبحث رواد الأعمال عن مشروعات عالمية؛ للحصول من خلالها على رخصة فرنشايز لتنفيذها داخل المملكة، لكنَّ رائد الأعمال حسين الحاجي نقَّب وبحث في بيئته المحلية؛ حتى نجح في إطلاق مشروع ينطلق منه إلى باقي مناطق المملكة، وجعله علامة تجارية محلية تنتشر ليس في قريته بمنطقة الأحساء فقط، بل والتوسع والانتشار في باقي مناطق المملكة، وحتى خارجها.
في هذا الحوار، نتعرف على تجربة “بوتيرس” التي أصبحت علامة تجارية ناجحة، لها ثلاثة فروع، وتسعى لافتتاح الرابع….
*عرفنا بنفسك، وبعلامتك التجارية “بوتيرس”؟
– حسين بن محمد الحاجي، درجة المشاركة في إدارة الأعمال، وبكالوريوس في التسويق من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. أما “بوتيرس” فهي كلمة شعبية حساوية تعني بطاطس، لكنها صنعت الفرق في عالم البطاطس؛ لتصبح علامة تجارية مسجلة.
* كيف كانت بداية مشروعك، وما الذي يميزه عن غيره؟
– كانت بداية عملي في التجارة مع زوجتي؛ بتأسيس أول محل نسائي باسم “فت يو”، كان يجمع بين البيع الإلكتروني، والبيع المباشر في قريتنا الحبيبة “البطالية”؛ حيث تقدمنا بدراسة جدوى لمعهد ريادة، تم قبولها، وتم دعم المشروع. والآن منتجاتنا تغطي جميع مناطق المملكة والخليج.
المرحلة الثانية في تجربتي في عالم الأعمال، كانت من خلال تأسيس جمعية استثمارية عائلية، تتلخص فكرتها في أن يساهم كل فرد من عائلة الحاجي- بغض النظر عن قدرته المادية- بدفع ما يستطيع من قيمة السهم. وخلال فترة وجيزة، جمعت أكثر من نصف مليون ريال؛ ليبلغ عدد الأسهم 178 سهمًا من الذين وثقوا في قدراتي بعد نجاح المتجر النسائي “فت يو”.
أما المرحلة الثالثة فكانت تأسيس أول مطعم متخصص يقدم جميع أنواع البطاطس، يضم عددًا من الموظفين السعوديين في محل متوسط المساحة داخل حديقة بوسط المبرز. وبشكل فاق توقعاتنا، لقي المنتج- الذي يحمل الاسم الشعبي “بوتيرس”- إعجاب كل من تذوقه، ونال ثقة الجميع. وفي خلال فترة وجيزة، ارتفع حجم الطلبات إلى ثلاثة أضعاف المتوقع؛ ما حفّزنا على افتتاح الفرع الثاني في أهم مدينة سياحية بالأحساء وهي “جواثا”.
والآن، وبعد سنتين ونصف السنة، أصبحنا نمتلك في الأحساء ثلاثة فروع، آخرها استقطابنا من قِبَل مجمع العثيم التجاري بالأحساء، والذي أسس لنقلة نوعية لنا، وجعلنا في مصاف المطاعم الشهيرة؛ ما حفزنا على تسجيل اسم “بوتيرس” كعلامة تجارية.
رابع منتج قومي
*ما سبب اختيارك للبطاطس، وكيف تصنع منها عشرين نوعًا؟
– يعود اختياري لعشقي للبطاطس بكل أصنافها، فهو رابع منتج قومي على مستوى العالم، ومُعتمد من الأمم المتحدة كواحد من منتجات الأمن الغذائي في العالم.
وبعد بحث واسع لمختلف أطباق البطاطس، استطعنا الحصول على أطباق وطبخات من مختلف الدول والطرق العالمية لطبخها، فهناك من يفضلها مقلية مثل أمريكا، ومن يفضلها مشوية مثل تركيا وأروبا، ومن يفضلها مهروسة مثل وسط أوروبا. وفي عالمنا العربي نطبخها مع الوجبات الرئيسة؛ كل ذلك جعلنا نصنع أكثر من 20 طبخة ونكهة.
متعة التجربة
* بحكم تخصصك في التسويق، ماهي طريقة التسويق المثلى للمطاعم؟
– في تسويقك للمطاعم، لابد من التركيز في وسائلك الإعلانية على متعة التجربة وجودة الطعم والسرعة والنظافة، فهذه هي العناصر التي تجعل الزبون يكرر الزيارة لمطعمك. ونحن في “بوتيرس”- بشكل خاص- نتيح للزبائن مرونة عالية جدًا في الاختيار؛ إذ يمكن للزبون صنع طبقه بنفسه؛ وهو خيار نادر جدًا أن تجده في قطاع المطاعم السريعة، ولكن في بوتيرس وضعنا آلية تشغيل سريعة ذات مرونة عالية جدا تعمّق التجربة الفريدة لدى الزبون.
*أيهما أعلى إقبالًا، الطلبات في المطعم أم عن طريق الأون لاين؟
– الطلبات من خلال المطعم هي الأكثر طلبًا من الأون لاين، ولكننا متواجدون في التطبيقات أيضًا ونستقبل الطلبات بشكل ممتاز.
مكسب كبير
*هل ساهمت تطبيقات التوصيل في سحب البساط من المطاعم الصغيرة؟
– الجميل أن التطبيقات أصبح بالإمكان توفيرها حتى لدى المطاعم الصغيرة، وهي لمن يستطيع أن يتعامل معها مكسب كبير وإضافة حقيقية.
*كم عدد فروعكم، وما اشتراطاتك لطالبي الفرنشايز؟
– نمتلك الآن ثلاثة فروع، ونجهز حاليًا لافتتاح الفرع الرابع قريبًا.
بالنسبة للفرنشايز، تلقينا طلبات عديدة، ولكننا لم ننتهِ حتى الآن من دليلنا الخاص بالفرنشايز، ومن لديه الرغبة في العمل معنا لإنهاء الدليل بسعر منطقي فمرحبًا به.
* لماذا يعد قطاع الأغذية الأعلى طلبًا في الفرنشايز؟
– من خبرتي البسيطة، يكثر الفرنشايز في قطاع المطاعم؛ لأن قياسه سهل حتى من خلال الزيارة. كذلك، تقدم الدولة كثيرًا من التسهيلات والدعم من خلال إنشاء صناديق الدعم وهيئة المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ ما يحفز كل من لديه شغف وطموح إلى التوجه للجهات المعنية؛ للاستفادة من الخيارات المتاحة للتمويل؛ لذلك لا أرى عذرًا لأي شاب أو شابة لديه فكرة، ولا يسعى لتحويلها إلى مشروع ريادي.