لاتزال تقنية بلوك تشين تفاجئنا بتطبيقات جديدة لم يكن يتوقع ظهورها؛ إذ يمكن توصيف البلوك تشين بأنها مجموعة من كتل البرمجة التي لا يمكن إجراء تعديل عليها فور تأكيدها من قبل سلسلة الكتل؛ حيث يتم تخزين بيانات هذه الكتل في سجل غير قابل للتعديل.
وتتميز البلوك تشين بأنها نظام لامركزي بشكل كامل؛ أي لا يمكن لأحد إجراء أي تعديل على البيانات دون موافقة الجميع؛ ما يزيد من مستوى الأمان. وبالرغم من أنها تواجه العديد من المشاكل في جوانب الخصوصية، إلا أن شركات مثل Algorand، وضعت لها حلولًا كما ذكرنا في المقال السابق.
من المفاهيم الخاطئة عند كثيرين- خاصةً في الوطن العربي- أن البلوك تشين هي البيتكوين، ولكن الحقيقة أن البيتكوين عملة رقمية تعمل بنظام البلوك تشين، تأسست عام 2009؛ أما البلوك تشين، فقد تأسس عام 2005؛ أي إنه منفصل تمامًا عن العملات الرقمية.
منذ تأسيس البلوك تشين، حاول الخبراء إيجاد تطبيقات جديدة لها وتوسيعها لتشمل كافة مجالات الحياة؛ فدخلت بالفعل المجال الطبي، والمجال المالي، والعسكري بتصنيع الأسلحة، ثم ظهرت مؤخرًا ثلاثة تطبيقات لم يتوقعها أحد؛ وهي:
1- تسجيل نتائج لاعبي الشطرنج:
في 18 مايو الماضي، أعلنت شركة World Chess استخدام تقنية البلوك تشين من Algorand لتسجيل نتائج لاعبي الشطرنج على مستوى العالم؛ لضمان الشفافية.
إنها خطوة ذكية ستساهم في وضع حد للتلاعب بالنتائج، كما يمكن استخدامها في العديد من المسابقات الرياضية الأخرى.
تجلب سلسلة الكتل (البلوك تشين) المفتوحة والعامة من Algorand، الشفافية الكاملة والأتمتة إلى نظام الشطرنج الرقمي؛ نظرًا لأنه سيتم التحقق من تقييمات اللاعبين على البلوك تشين، فسيكون تقرير النتائج موثوقًا به وآمنًا من أي تلاعب.
وعن طريق بروتوكول Algorand، سيتمكن لاعبو الشطرنج على مستوى العالم من قراءة النتائج بكل شفافية.
يوفر السجل- غير القابل للتعديل العام في Algorand – قابلية التوسع على مستوى كبير لاستيعاب حاجة منظمات الشطرنج الرقمية للتحقق من نتائج الملايين من لاعبي الشطرنج.
2- الحد من انتحال الشخصية
يوفر استخدام البلوك تشين، مستوى جديدًا من الأمان لحماية السجلات؛ عن طريق تغيير أشكال عمليات التحقق من الهوية؛ ما يعني عدم الحاجة إلى عدد لا يحصى من كلمات المرور وأسماء المستخدمين. وقد ظهرت منصة الهوية الآمنة (SIP) التابعة لـ Civic؛ كأول شركة تقدم حماية لبيانات المستخدمين عن طريق البلوك تشين، وكانت حلولها فعالة بشكل مثالي.
ومعروف أن البلوك تشين نظام لامركزي بأكمله؛ ما يعني عدم وجود نقطة ضعف؛ وبالتالي صعوبة تعرض هذا النظام للاختراق. ويشمل حل SIP، حفظ بيانات المستخدمين على سجل معاملات غير قابل للتعديل، واختصارها في مفتاح رقمي واحد، يمكن تضمينه أيضًا معلومات الضمان الاجتماعي، وبيانات الوسائط الاجتماعية، والسجلات الطبية.
3- إنشاء تطبيقات لامركزية
من القدرات الهائلة التي تقدمها تقنية البلوك تشين للمطورين، إنشاء تطبيقات لامركزية (dApps) تحل العديد من المشاكل اليومية، أُنشئت أصلًا باستخدام شبكة الإيثيريوم، وتوفر منصة لا مركزية تتيح إنشاء تطبيقات لامركزية، بالإضافة إلى العقود الذكية، وتمتاز بطريقة تخزين البيانات والوصول إليها؛ كون البيانات لامركزية، ولا يمكن لصاحب التطبيق التحكم فيها، بعكس التطبيقات التقليدية التي تتمركز بياناتها في موقع واحد.
وتخزن dApps المعاملات والبيانات الأخرى مباشرة على سجل الإيثيريوم غير القابل للتعديل، والذي يزيل نقاط الفشل الفردية، ويجعل عملية تخزين البيانات أكثر شفافية.
ولا شك في أننا سنفاجأ مع التقدم التكنولوجي المذهل الذي يتسارع بشكل خيالي، بتطبيقات أخرى للبلوك تشين لا تخطر الآن ببال أحد.
اقرأ أيضًا:
جائحة كورونا.. والدروس الثمانية