أصبحت الفترة الحالية التي نعيشها تتسم بالانفجار التكنولوجي والتغيـر المستمر؛ نتيجة الاكتشافات والاختراعات الحديثة فـي مختلف مجالات الحياة، فالتطور الكبير الذي يشهده العالم في الصناعات التكنولوجية الحديثة، والتي أخذت طابع الابتكار وسهولة التعامل، أثر بشكل كبير في الشركات؛ ما دفع العديد منها للاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة ومحاولة مواكبة ما يستجد فيها من تقنيات لضمان الاستفادة منها في بيئة العمل.
ولو أمعنا النظر في الشركات المختصة بالصناعات التكنولوجية والتقنيات الحديثة، ربما سنلاحظ أنها اهتمت بطرح العديد من التطبيقات التي تخدم جميع التخصصات الضرورية التي يحتاجها الإنسان بشكل يومي، وهناك العديد من هذه التطبيقات يختص بتكنولوجيا إدارة الأعمال وتنظيمها.
اختصار الوقت والجهد
ومع هذا الطرح المستمر للتطبيقات التكنولوجية الحديثة، صار بإمكان كل صاحب شركة أو نشاط تجاري إيجاد التطبيقات التي تتناسب مع طبيعة عمله وتختصر له الوقت، وتقدم له التسهيلات لإدارة عمله بالحد الأدنى من النفقات، كما يُمكن لهذه التطبيقات أن تمنحه الفرصة لتطوير المنشأة، وأملًا في تحقيق بعض مظاهر التقدم والرقي التي تنعم بها الشركات الرائدة والصناعات الكبرى في مختلف أنحاء العالم، وجهت بعض الشركات أنظارها نحو التكنولوجيا الحديثة وتقنياتها المستخدمة في عملية التنظيم الإداري.
التنظيم الإداري في الشركات
من نافلة القول، إن التنظيم الإدراي له دور كبير وفعال في عملية الاستجابة للمتغيرات التي تحدث في بيئة العمل، والموظفين الذين يعملون بها، والتوزيع الأمثل للوظائف المتاحة لكل موظف، دون أن يكون هناك تأثير شخصي في أحدهم، كما أنَّ التنظيم الإداري يعطي الأعمال الوظيفية لكل شخص حسب خبرته، واختصاصه؛ حيث إن كلّ موظف يعرف واجباته وصلاحياته، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى إتاحة الفرصة الحقيقية لجميع الموظفين لاكتساب الخبرات، وتبادل المعلومات فيما بينهم.
وفي السابق، وقبل ظهور التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها المتطورة، كانت الشركات والعلامات التجارية وكذلك المؤسسات تعتمد على اللوائح والقرارت في عملية تنميط السلوك الإداري ووضع إجراءات تفصيلية محددة للتصرفات اليومية مع الموظفين؛ وهو ما كان يؤدي إلى صنع حالة من التخلف التنظيمي أو الإداري، فبلا شك تعيق اللوائح وكثرة التعليمات العمل.
تطوير عوامل النجاح في المنظمات
حرصت التكنولوجيا الحديثة على توفير التطبيقات المتخصصة في التنظيم الإداري التي قد يحتاجها رواد الأعمال؛ حيث يُمكنهم الاعتماد على التطبيقات التكنولوجية الحديثة لقياس مدى النجاح الذي حققته الشركة في الابتكار والتجديد، وإلى أي مكانة وصلت إليها تلك الشركات في سوق العمل؛ لذا ينبغي على رواد الأعمال مواكبة تلك التكنولوجيا والاعتماد بشكل أساسي على تطبيقاتها المتطورة التي يُمكن استخدامها في القياس والتقييم لكل العمليات التي تقوم بها الشركة أولًا بأول، والأخذ في الاعتبار بآراء المستخدمين في أي منتج جديد، أو تحديثات أو تحسينات أُدخلت على منتج قائم بالفعل.
وظهرت التكنولوجيا الحديثة والتطبيقات المتطورة في نظم الإدارة تماشيًا مع العصر الحالي الذي يشهد فيه العالم تقدمًا كبيرًا في نظام الاتصال والتواصل والمعلومات؛ حيث أصبحت فيه المعلومات من أهم أشكال ومصادر القوة وعاملًا مؤثرًا في الأنشطة التي يقوم بها الأفراد في نظام الإدارة الذي يتعلق ببيئة العمل، كما أصبحت التكنولوجيا مؤشرًا رئيسًا لقياس مدى نجاح الموظفين في المهام الموكلة إليهم؛ حيث يجري الموظفون الإداريونتلك المهام بالاعتماد على الوسائل التكنولوجية الحديثة، والتي تتم في أغلب الأحيان عن بُعد دون الحاجة إلى لقاء مباشر.
تطور الفكر الإداري
في نهاية المطاف، إن تطور الفكر الإداري في المؤسسات خلال الفترة الأخيرة، ساهم بشكل كبير في إيجاد الكثير من الحلول لكل المشكلات التي كانت تواجه النظام الإداري، والذي كان يتسبب في إعاقة عمل المؤسسة، ولعل هذا التطور الكبير أحدث تغيرًا كبيرًا في وظائف الإدارة وأساليب العمل في المنظمات الحديثة بعد معالجة وتحليل المعلومات التي أصبحت تشكل موردًا مهمًا لأي مؤسسة، بل أصبحت من الأبعاد الأساسية للعملية الإدارية والتنظيمية، ومن هنا فإن ظهور التكنولوجيا الحديثة وتطبيقاتها المتطورة ساهم في توفير فرص جديدة أمام مدراء منظمات الأعمال لإيجاد مجالات لاستخدامها في استراتيجيات الأعمال، وهو ما يعمل على تحسين الوضع التنافسي للمؤسسة.
اقرأ أيضًا:
التكنولوجيا الرقمية وتفعيلها في بيئة الأعمال