إن جاز لنا اختصار تطورات عملة البيتكوين وتاريخها فمن الممكن القول إنه تاريخ مضطرب، بل إن هذا الاضطراب وذاك التذبذب الشديد هو السمة الأكثر تميزًا لهذه العملة، وسر شهرتها أيضًا.
ففي عام 2017 قفزت عملة البيتكوين بنسبة 740% خلال 5 أشهر، ووصلت إلى 19.807 دولار قبل أن تنخفض بنسبة 69% لتصل إلى 5967 دولارًا.
والحق أن هذا التقلب الشديد في القيمة والأسعار يعتبره البعض ميزة وعيبًا في ذات الوقت، فالبعض يرى فيه فرصة للربح غير المتوقع، في حين يرى المعارضون لهذه العملة أن هذا التقلب الشديد وعدم ضمان الأسعار ولا استقرارها يمثّل خطورة كبرى، ويُعرّض الأموال _العامة والخاصة_ إلى مخاطر جمة.
ولا شك أن لدى كل طرف من هذين الطرفين وجهات سديدة تؤكد وجهة نظره، لكن ليس هذا مجال الانتصار لأحدهما على الآخر.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال الفنية.. نهج الإبداع
تطورات عملة البيتكوين وتاريخها
إن الحديث عن تطورات عملة البيتكوين قد يشي بأن هذه العملة ذات تاريخ طويل، في حين أن الأمر ليس كذلك؛ إذ لم تكن موجودة حتى أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وهو ما يعني _وهذا ما ينبغي التشديد عليه في معرض الحديث عن تطورات عملة البيتكوين_ أن تاريخ البيتكوين قصير وتحولاتها جمة، والحق أن هذا إحدى السمات الأساسية لهذه العملة كما تقدم.
وعلى أي حال فإن البيتكوين عملة افتراضية يتم صرفها وتداولها عبر دور الصرافة المتاحة عبر شبكات الإنترنت، كما يمكن تحويلها إلى عملات أخرى في بعض الدول الأوروبية وقبض ثمنها بعملات حقيقية ملموسة؛ مثل: الدولار، الين، الجنيه الاسترليني.. وغيرها.
ويمكن صرف العملة من أي مكان في العالم، بدون مصرف مركزي؛ عبر عملية تسمى “التعدين”؛ وذلك من خلال تحميل برنامج تعدين العملة المجاني.
اقرأ أيضًا: ريادة الأعمال.. وراثة الثراء في مواجهة الشغف
تاريخ مختصر للبيتكوين
لا يمكننا تتبع تطورات عملة البيتكوين من دون الوقوف على تاريخها الزمني؛ إذ يعود هذا التاريخ إلى عام 1982م، عندما اقترح عالم الكمبيوتر “ديفيد تشوم” مفهوم النقد الإلكتروني لأول مرة.
وقد نشر “تشوم” ورقة بعنوان “التواقيع العمياء للمدفوعات التي لا يمكن تعقبها”، والتي توضح بالتفصيل شكلًا جديدًا من التشفير الذي ادعى أنه يمكن أن يسمح بنظام دفع آلي؛ حيث لا يمكن للأطراف الثالثة رؤية المعلومات عن الدفع.
وفي عام 1997 اخترع Adam Back نظام hashcash، وهو نظام مشابه جدًا لما سوف تستخدمه Bitcoin فيما بعد، وفي أواخر عام 1998 أصدر Wei Dai مقالًا يشرح فيه بالتفصيل فكرته عن “b-money”، وهي عملة مشفرة تتعامل بشكل مشابه لما ستصبح عليه البيتكوين فيما بعد؛ حيث يتم إنشاء العملة عن طريق حل عملية حسابية، ويتم نقل الأموال إلى الشبكة.
في العام نفسه طرح Nick Szabo اقتراحًا مشابهًا لـ “Bit Gold”. كانت فكرته متمثلة في إنشاء نظام لا يتطلب تدخل طرف ثالث، مثل البنك المركزي.
وفي عام 2008 ظهرت عملة البيتكوين، ويمكن اعتبار هذه المرحلة آخر مراحل تطورات عملة البيتكوين، وبحلول 9 يناير من العام ذاته تم إصدار أول تكرار لبرنامج Bitcoin، وفي 12 يناير حدثت أول معاملة Bitcoin على الإطلاق.
اقرأ أيضًا: أساطير ريادة الأعمال.. أوهام أُخذت على أنها حقائق
ما بعد البيتكوين
لكن التوصل إلى اختراع البيتكوين لا يعني أننا وصلنا إلى نهاية المطاف، ولا أن واقع العملات الرقمية وصل إلى أوجه وانتهى، بل يمكن الحديث عما بعد البيتكوين على نحوين: الأول هو التطورات البنيوية التي تطرأ على البيتكوين ذاتها، فواقع هذه العملة الآن ليس هو كما تم إنشاؤها أول مرة عام 2008.
ومن جهة أخرى يمكن قراءة ما بعد البيتكوين من حيث وجود العملات المشفرة الأخرى التي تنافسها، وتحاول أن تجد لنفسها في هذا المجال موطئ قدم.
اقرأ أيضًا:
مفهوم تطوير الأعمال.. التعريف والأدوار
متعة العمل في رمضان.. استراتيجية تزيد من الإنتاجية
نصائح ريد هوفمان لرواد الأعمال.. فرصتك الأولى نحو الاستقلال المالي