عبدالله محمد العريني السبيعي: “مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي تنم عن إدارة صحيحة للمخاطر”
عبدالرحمن الحبيب: “من الصعوبات تُخلق النجاحات”
بدر الشبرين: “المبادرة ممتازة وقريبًا سنسمع عن تصنيع منتجات أخرى”
تستمر جهود المملكة العربية السعودية في دعم الإنسان والسعي من أجل حمايته، بينما تؤازر قطاع ريادة الأعمال؛ الذي تهتم به وفقًا لرؤية 2030، ولعل مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي واحدة من أهم الخطوات التي يمكنها أن تعزز من الأمل في النفوس بينما يواجه المواطن جائحة كورونا.
فقد دعت الهيئة السعودية للمهندسين بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة الاستثمار والتجمعات الصناعية وهيئة المشتريات الحكومية والمحتوى المحلي والهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومنصة ملتقى الصناعيين والمصدرين السعوديين والجمعية السعودية للرعاية التنفسية، كل الشركات الصناعية السعودية؛ للمشاركة في مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي الجديدة بعنوان “مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي من خلال المصانع السعودية”؛ وذلك للمساهمة مع جهود الدولة في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19).
وتعتزم المملكة إنتاج أول نوعية من أجهزة التنفس الصناعي، بمعدل 1000 جهاز أسبوعيًا، خلال أسبوعين من بدء الإعلان عن المبادرة.
المملكة تهتم بصحة الإنسان
من جهته، قال الأستاذ عبدالله محمد العريني السبيعي؛ مهندس طبي حيوي في شركة بيكتون ديكنسونز أند كومبني العالمية، وأخصائي أول تقييم علمي سابق في هيئة الغذاء والدواء السعودية، في تصريحات خاصة لموقع “رواد الأعمال”: “إن مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي في المملكة العربية السعودية حاليًا، هي مبادرة تظهر الاهتمام المتزايد من هذه الدولة المباركة في حماية الإنسان. في كل يوم يمر نجد حرص القيادة الرشيدة على حفظ صحة الإنسان دون النظر للتكاليف المادية، في الوقت الذي فضلت الكثير من الدول، المادة على صحة المواطن”.
وأكد الأستاذ عبدالله محمد العريني السبيعي أن المبادرة رائعة للغاية؛ فالمملكة العربية السعودية منذ انطلاقة رؤية سمو ولي العهد محمد بن سلمان، حرصت كل الحرص على أن تكون في مقدمة مصاف الدول الصناعية، مضيفًا: “اليوم مع وجود هذه الأزمة، وبعد عدة سنوات من انطلاق الرؤية ،٢٠٣٠ وفي هذا الوقت القصير، استطاعت الطاقة الصناعية في المملكة متمثلة في صناعة الأجهزة الطبية أن تتطور بشكل ملحوظ؛ رغم أننا لم نحقق الهدف حتى الآن”.
وأوضح: “من ناحية الكفاءات؛ أيضًا الفضل لله ثم لحكومتنا الرشيدة التي كرست جهودها في تعليم أبناءها والاستثمار في الموارد البشرية؛ فقد ابتعثت الكثير من أبناء الوطن للدراسة في أفضل الجامعات العالمية المتخصصة. فأنا شخصيًا استفدت من هذه البرامج وحاصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في الهندسة الطبية الحيوية. ومن الملحوظ من خلال الهيئة السعودية للمهندسين أن أعداد المهندسين في هذا التخصص الدقيق في تزايد وانتشار غير مسبوق؛ فهذه الكفاءات الوطنية الغنية بالمعرفة ستساهم في إنجاح هذه المبادرة”.
التغلب على التحديات
وأوضح الأستاذ عبدالله السبيعي، أنه قد ينظر للموضوع من عدة جوانب وهو يعتبر من التحديات الكبيرة؛ ولكن مع دقة النظر للتفاصيل، نجد أن الأرض خصبة لمثل هذه المبادرة، كما أن استيراد المواد الخام وبعض مواد الإنتاج ليست بتلك الصعوبة اليوم؛ فمنافذ المملكة مفتوحة وقطاع الأجهزة الطبية في هذه الجائحة في نمو متزايد؛ بهدف تحقيق حماية ودعم صحة الإنسان أولًا.
وأوضح أن هناك ضغط كبير في الطلب على المنتجات المشابهة من المصانع العالمية؛ حيث إن أعداد إصابات كورونا في ازدياد وتنامي في كثير من الدول المتقدمة، مضيفًا أن بعض الدول ستسعى إلى احتكار أكبر عدد من المنتجات الطبية لاستخدامها محليًا وتقليل التصدير للدول الأخرى؛ لذا فإن هذه المبادرة تنم عن تخطيط صحيح من ناحية إدارة المخاطر وستساعد أيضًا على وضع خطط استراتيجية مستقبلية لحوادث مشابهة _ لا قدر الله.
زيادة حجم الطلب على الأجهزة
بدوره، شدد الأستاذ عبدالرحمن الحبيب؛ الرئيس التنفيذي لمصنع المدينة الطبي الصناعية، في تصريحات خاصة لموقع “رواد الأعمال”، على أهمية مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعي الجديدة، موضحًا أنها تعتبر ذات أهمية عالية للغاية؛ خاصة في ظل تزايد حجم الطلب الذي لا يوصف الآن.
وأبدى عبدالرحمن الحبيب توقعاته بأن التصنيع في المملكة سيحتاج تعاون مع الخبرات الأجنبية؛ وذلك لنقل التقنية، علمًا بأن هناك بعض المصانع قد بدأت بالفعل في هذه الخطوة.
وقال الحبيب: “إن الجميل في الأمر، يكمن في إتاحة الصندوق الصناعي، تمويلًا عاجلًا للمصانع التي ستصنع منتجات محاربة فيروس كورونا”.
وعن تأثير الأزمة الحالية على قطاع ريادة الأعمال، قال عبدالرحمن الحبيب: “صحيح أن هذا الوقت يعتبر صعبًا للغاية بالنسبة للجميع؛ إلا أنه بفضل الله ثم بفضل حكومة الملك سلمان بن عبدالعزيز؛ خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وتفهمهم لصعوبة الوضع الراهن، وبفضل حزم الدعم الحكومي الكبير الذي تم تقديمه، فإنني اعتقد أنه سيخلق فرصًا ممتازة للنجاح، خصوصًا في تصنيع وتجارة المنتجات الطبية، بحكم أن لها أولوية في مكافحة العدوى؛ فمن الصعوبات تُخلق النجاحات”.
دعم التصنيع
وأكد الرئيس التنفيذي لمصنع المدينة الطبي الصناعية أن العديد من المستثمرين قرروا بالفعل التوجه نحو تصنيع المنتجات الطبية من قبل الأزمة؛ لما وجود به من فرص عملاقة، فالحكومة بالمملكة تقدّم الدعم للتصنيع بعدة طرق ضخمة للغاية، بداية من تمويل 50% إلى 70% من أي مصنع ويستمر الدعم في تمويل مواد الخام، ويتبعه دعم بنك الصادرات بشكل كبير، ثم إعطاء أولوية في المشتريات الحكومية للمصانع السعودية؛ حتى إن كان السعر أعلى بنسبة 10% إلى 30% في بعض الجهات.
وأضاف: “وهناك فرص لتوفير مصانع جاهزة، أو أراضي عن طريق هيئة “مدن”، إضافة إلى البرامج الحكومية لدعم الدراسات الاقتصادية، وتسهيل الأمور اللوجستية”.
ريادة الأعمال في المجال الطبي
من جانبه، أعرب الأستاذ بدر الشبرين؛ المسؤول بشركة ميدي سيرف للمنتجات الطبية، في تصريح خاص لموقع “رواد الأعمال” عن إعجابه بالمبادرة، مؤكدًا أنها فكرة ممتازة للغاية، متطلعًا إلى تصنيع المزيد من المنتجات في المملكة؛ حيث قال: “المبادرة ممتازة وقريبًا سنسمع عن تصنيع منتجات أخرى”.
وأكد أنه من الطبيعي أن يتجه رواد الأعمال إلى المجال الطبي بشكل أكبر، بعد الأزمة الحالية، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يعتبر عالميًا.
وكان المهندس سعد الشهراني؛ رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين، أكد أن المبادرة تكتسب أهمية قصوى؛ حيث تلعب أجهزة التنفس الصناعي دورًا حاسمًا في إنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي الحادة، مثل «كوفيد – 19» الذي يسببه فيروس كورونا المستجد، وقد لا يكون الوقت في صالح المريض، وهو ما يقتضي أن يكون متوفرًا في المنازل أجهزة تنفس صناعي صغيرة، إلى جانب تأمين حاجة المستشفيات.
اقرأ أيضًا:
“هيئة المهندسين” تطلق مبادرة تصنيع أجهزة التنفس الصناعية
لجنة الصناعة والطاقة بغرفة الشرقية تناقش حلولًا لدعم القطاع
طريقة التسجيل في منصة التطوع الصحي
تعليق واحد
مقال رائع من أخوة كرام مشهود لهم المهنية العالية ولمع نجمهم في مخرجات المجال الطبي فـ الوطن فخورٌ بهم وإلى الأمام بإذن الله.