الإبداع ليس هبة ولا فطرة، بل هو مهارة، مثله مثل باقي المهارات الأخرى، ومن ثم، وعلى الرغم من كون الإبداع ضروريًا في الاقتصاد العالمي شديد التنافسية إلا أنه من الممكن الحصول عليه والوصول إليه، وهذا بالضبط ما يدفعنا للحديث عن تدريب على الإبداع، فمن خلال هذا التدريب يمكن للمرء أن يتغلب على التحديات التي تعترض طريقه.
وتكمن ميزة الإبداع الأساسية في كونه يساعد في حل مشكلة قائمة بالفعل، ويفتح أفقًا جديدًا، ولذلك كان مهمًا وضرورة محتمة، ومن خلال موضوعنا «تدريب على الإبداع» سنحاول الإشارة إلى أبرز تلك التدريبات والاستراتيجيات التي قدمها وشدد عليها Jeff Davidson في كتابه: The 60 Second Innovator، وذلك على النحو التالي:
اقرأ أيضًا: رقمنة الأعمال.. دليل الشركات إلى الربح والنجاح
هناك طريقة أفضل
رفض الوضع القائم حتى ولو كان مريحًا هو أول ما يجب الإشارة إليه عند حديثنا عن «تدريب على الإبداع»، فالإبداع، من حيث الجوهر، هو ثورة على الراهن، ورفض للمألوف، سوى أن رفضه ليس نفيًا من أجل النفي، وإنما هو يسعى إلى اتخاذ هذا الرفض ذريعة للوصول إلى طرية جديدة.
تلك هي تركيبة العقلية المبدعة، فلا تؤمن بأن المتاح هو أفضل ما في الإمكان؛ فما في الإمكان غير محدود أبدًا، وهل قدراته الإنسان محدودة؟!
وتظهر أهمية هذه التركيبة الذهنية وهذه الطريقة في التعاطي مع الأشياء عند مواجهة أي تحد من التحديات؛ حيث يكون التوجه، خلال هذه الأثناء، إلى البحث عن أفضل الطرق للتغلب على هذا التحدي، وحتى لو تم العثور على طريقة ما، فهناك دائمًا سعي للتوصل إلى ما هو أفضل منها، وأكثر سهولة وجدوى.
اقرأ أيضًا: طرق قياس الابتكار.. كيف تدوم الشركات؟
اسمع أكثر
إذا كنت تتعامل في العمل مع عملاء بشكل مباشر، أو إذا كانت الشركة تتوجه بخدماتها إلى فئة معينة من العملاء فإن أهم شيء في هذا الصدد أن تستمع إلى هؤلاء العملاء عن قُرب، وأن تتعرف على مشاكلهم وما يعانون منه، وإلا فكيف تقدم حلًا رائدًا لمشكلة ما طالما أنك لم تعرف أسبابها بل ربما لم تعرف بوجودها أصلًا؟!
وينطوي الإنصات على ميزة مهمة أخرى، وهي إتاحة الفرصة للمنصت باستيعاب أفكار الآخر، والعمل على إدراكها وتطويرها، والدفع بها قُدمًا، فحين لا يسمع المرء سوى صوت نفسه فلن يعمل إلا على اجترار أفكاره هو ومن ثم لن تكون هناك فرصة للإبداع ولا الابتكار.
اقرأ أيضًا: ما لا تعرفه عن الإبداع.. أساطير يجب التخلص منها
التخطيط بشكل خلاق
التخطيط التقليدي قد يضمن لك متابعة ما كتبته على الورق وما خططت له وتنفيذه، لكنه لا يضمن لك الحصول على الإبداع، فطالما أنك تفكر بشكل تقليدي فالمؤكد أن خططك ستكون تقليدية هي الأخرى.
وهذا التخطيط الخلاق قد يكون عبر إطلاق العنان للعقل ليذهب أنى شاء، والغوص في أحلام اليقظة، فربما من بين هذه الأحلام تجد حلمًا يمكن تحقيقه، وقد يقودك العقل إلى منطقة أخرى جديدة تمامًا عليك؛ ولذلك دع لخيالك العنان وهو سيتكفل بالإبداع.
اقرأ أيضًا: تحويل الأزمات إلى فرص.. فن الحصول على المكاسب الخفية
العصف الذهني
العصف الذهني هو عبارة عن عملية تفتح مسارات إبداعية في أذهان المشاركين، وتفرز الأفكار؛ وهو يهدف إلى السماح للتفكير المبتكر بالتدفق دون رقابة أو رفض أي شيء.
وحتى يؤتي العصف الذهني ثماره المرجوة يجب أن يتم ذكر معالم المشكلة التي يجري النقاش حولها بوضوح، ومن المهم، كذلك، طمأنة المشاركين بأن المجموعة لن تسخر أو ترفض أي أفكار، ويجب التأكد من أن الجميع يدلي بدلوه في هذا النقاش وينخرط فيه بكثافة ونشاط، ومن المهم كذلك ألا يتم التوقف عند نقطة معينة عندما تنضب أفكار المجموعة حولها، بل أن يتم الانتقال إلى ما يليها مباشرة.
ولا شك في أن الـ تدريب على الإبداع ليس مقتصرًا على ما ذكرناه هنا ولكن هذه نُبذ فقط، الغرض منها التأكيد أن الإبداع من الممكن الوصول إليه عبر عدة طرق وخطوات يتم السير فيها واتباعها بشكل ممنهج.
اقرأ أيضًا:
الابتكار وريادة الأعمال.. مأساة التكرار!
المنظمة الابتكارية.. الإبداع كحل نهائي
مراحل التفكير الإبداعي.. المشكلات وقود الابتكار