ليس سهلًا حصر تحديات المسؤولية البيئية للشركات وإنما من المهم الإشارة إلى بعضها، كما سنفعل في هذا المقال، لكن المهم توضيح أن هذه التحديات يواجهها خطأ في التفكير والاستراتيجية.
فهناك مثلًا سباق محموم للسيطرة على البيئة، ورغبة عارمة في امتلاك مواردها، رغم أن هذا يؤدي، على المديين المتوسط والبعيد، إلى عواقب كارثية، لكن لا أحد يأبه سوى للربح العاجل والسريع.
وليس هناك شك في أن الاتجاهات الحالية للدراسات المتخصصة في هذا الصدد تشير إلى نمو رأسي في العلاقة بين التنمية الاقتصادية وتدمير البيئة؛ ما يسلط الضوء على الطريقة التي يمكن للبشر من خلالها استخدام النظام الطبيعي بسرعة، وممارسة ضغطهم بطريقة غير مستدامة.
ولعل هذا التمهيد لمسألة تحديات المسؤولية البيئية للشركات يشير، بطريقة غير مباشرة، إلى وحدة الاقتصاد والبيئة وضرورتهما معًا للتنمية؛ فلا يمكن أن تتحقق التنمية الاقتصادية المستدامة بأحد هذين النسقين دون الآخر، وإنما لا بد من تضافرهما معًا.
اقرأ أيضًا: أمور يغفل عنها رائد الأعمال بشأن المسؤولية الاجتماعية
تحديات المسؤولية البيئية للشركات
ويرصد «رواد الأعمال» طائفة من تحديات المسؤولية البيئية للشركات، وذلك على النحو التالي..
-
قياس الأثر مُحال
أحد أبرز تحديات المسؤولية البيئية للشركات أنه قد يكون من الصعب قياس أثر مبادرات الاستدامة بشكل خاص؛ لأنها غالبًا ما تؤثر في الأشخاص والمجتمع على المستوى الكلي، كما أن آثارها التنظيمية غير واضحة.
علاوة على ذلك فإن آثارها ليست واضحة على الفور، كما أنها تعتمد على من يقوم بتنفيذها وكيف؟
صحيح أن المقاييس كثيرة ولكن ما الذي يجعل مقياسًا أو مجموعة من المقاييس أفضل من مقياس آخر، وكيف يمكن للشركات الحكم على المقياس الأنسب لاحتياجاتهم؟ هذا في حد ذاته أحد تحديات المسؤولية البيئية للشركات التي لا يمكن إغفالها أو إسقاطها من الحسبان.
ناهيك عن كون بعض هذه المقاييس أكثر صلة بقطاعات معينة، مثل التصنيع، بينما يركز البعض الآخر على قضايا محددة، مثل الكربون، فيما تركز بعض المقاييس الأخرى على المنتجات، وتركز أخرى على المنظمات.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية الداخلية.. ترتيب البيت من الداخل أولًا
-
التفكير قصير المدى
قلة الوعي أحد تحديات المسؤولية البيئية للشركات؛ إذ إن كثيرًا من القائمين على الشركات التي تلعب دروًا اجتماعيًا وبيئيًا ما يركزون على الأرباح قصيرة المدى، وهذا التوجه لا يصلح مع المبادرات الاجتماعية والبيئية.
صحيح أن معظم مديري الاستدامة يتجاوزون السؤال عما إذا كان من المجدي أن تكون مستدامًا أو مسؤولًا من الناحية البيئية، ومع ذلك غالبًا ما يتم استدعاؤهم لشرح أنشطة الاستدامة وتبريرها من الجهة المالية؛ حيث لا تعكس عملية صنع القرار المالي الحالية بشكل كامل قيمة الاستثمارات المتعلقة بالاستدامة.
وغالبًا ما يتم التعامل مع المبادرات على أنها “خارج الشبكة” أو “حدثًا لمرة واحدة”، بدلًا من كونها مكونًا متكررًا في جميع أنشطة صنع القرار.
ويريد مديرو الاستدامة في المؤسسات المختلفة أن يعرفوا بالضبط كيف يمكن قياس ورؤية عوائد استثمارات الاستدامة؟ وما هي الطرق قصيرة وطويلة المدى لتقييم وتبرير هذه الاستثمارات؟ كيف يمكن للمديرين التنفيذيين في مجال الاستدامة إثبات قيمة الاستدامة في لغة صنع القرار وإطار عمل المديرين التنفيذيين للشؤون المالية؟
اقرأ أيضًا: لماذا يجب على رواد الأعمال تبني “الرأسمالية الواعية”؟
-
التهديدات والفرص
ومن ضمن تحديات المسؤولية البيئية للشركات أن المؤسسة لا تعرف أيًا من القضايا التي يجب التركيز عليها أولًا؛ إذ تلوح في الأفق تهديدات عديدة للأعمال التجارية؛ من الأزمات المالية إلى تغير المناخ وقضايا الأراضي المحلية، إلى الأوبئة الصحية.
ومن الصعب الحكم على أي من هذه المخاطر يستدعي الانتباه، وغالبًا ما يكون من الصعب تحديد أولوياتها، كما تحتاج الشركات إلى إرشادات حول كيفية تقييم الأهمية النسبية لمسألة ما، سواء لأغراض الإفصاح أو للتخطيط الاستراتيجي.
اقرأ أيضًا:
- سواحل الجزيرة الإعلامية ترعى حفل رواد العمل الاجتماعي
- الأمير فهد بن نواف: مبادرة رواد العمل الاجتماعي تظهر دور المسؤولية الاجتماعية للشركات
- الجوهرة العطيشان: العمل الاجتماعي يعدّ رافدًا أساسيًا من روافد التنمية الوطنية
- 3 كتب عن المسؤولية الاجتماعية.. دليلك لممارسة جادة
- 7 استراتيجيات لإعداد خطة المسؤولية الاجتماعية للشركات خلال جائحة كورونا