يكرس بنك التنمية الاجتماعية جهوده ومنتجاته التمويلية من أجل دعم شريحة محددة من العملاء؛ فهو يعني أولًا بالمواطنين ذوي الدخل المنخفض، كما أنه يعمل، ثانيًا، على رعاية الأسر المنتجة والاهتمام بها، ومحاولة تلبية مطالبها، وتذليل العقبات التي تعترض طريقها؛ لما لهذه الفئة من أهمية كبرى بالنسبة للاقتصاد الوطني.
ويتيح البنك لذوي الدخل المحدود فرصة الحصول على تمويل ميسر يمكنهم من مواجهة بعض الالتزامات الناشئة عن احتياجاتهم الأساسية، سواء للفرد أو الأسرة، بل يعينهم في الوقت ذاته على إطلاق مشاريعهم الناشئة متى أرادوا ذلك.
اقرأ أيضًا: الاستعدادات النهائية لموسم الحج.. إجراءات لحماية ضيوف الرحمن
تمويل الأسر المنتجة
يولي بنك التنمية الاجتماعية أهمية خاصة لدعم الأسر المنتجة؛ إذ يتقاطع تمويل الأسر المنتجة مع الهدف الاستراتيجي الثاني للبنك والمتعلق بتحقيق أهداف وبرامج رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال برنامج التحول الوطني؛ الذي يهدف إلى زيادة مساهمة الأسر المنتجة في الاقتصاد.
وقد قدم بنك التنمية الاجتماعية الدعم والتمويل لقطاع مهم وحيوي يمثل شريحة كبيرة من الأعمال متناهية الصغر، شملت عددًا من الخدمات المالية وغير المالية، لمشاريع الأسر المنتجة في كل مختلف مناطق المملكة.
وفي منتصف 2020م بلغ عدد الأسر المنتجة المستفيدة 85 ألف أسرة منتجة بقيمة إجمالية 1.2 مليار ريال، تم تقديمها من خلال الجمعيات التنموية، وشركاء التمويل متناهي الصغر في جميع مناطق المملكة.
وشملت خدمات البنك: تقديم قروض ميسرة متناسبة مع مراحل نمو أنشطة الأسر، وبناء القدرات والتدريب، بالإضافة لإنفاذ المنتجات للأسواق وحاضنات الأعمال وغيرها.
وهذا يعني أن الدعم المقدم من البنك للأسر المنتجة ليس مقتصرًا على التمويل المالي، وإنما هو ينخرط، وبالتوازي مع الجهد التمويلي، في تدريب وتأهيل رواد الأعمال الناشئين.
وعلى صعيد تمويلي، قدم بنك التنمية الاجتماعية _ضمن حزمة منتجات تمويلية متعددة_ منتج تمويل الأسر المنتجة؛ والذي هو عبارة عن دعم مالي مسترد يصل إلى 50 ألف ريال مقدم عن طريق وسطاء التمويل المدعومين بمحافظ تمويلية من قِبل بنك التنمية الاجتماعية؛ لتمويل مشاريع الأسر المنتجة من المواطنين والمواطنات.
ويهدف هذا المنتج إلى دعم الأسر المنتجة ماديًا، وتشجيعهم على مزاولة الأعمال والمهن بأنفسهم ولحسابهم الخاص وتوسعة مشاريعهم، وكذا المساهمة في تحويل شريحة من الأسر من مستهلكة إلى منتجة، بالإضافة إلى توسيع مشاركة المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة والعاطلين عن العمل في التنمية الاقتصادية.
اقرأ أيضًا: ولي العهد يطلق الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية
التصنيف الائتماني للأسر المنتجة
بيد أن اهتمام بنك التنمية الاجتماعية بالأسر المنتجة لم يتوقف على التمويل والتدريب فحسب وإنما يتجلى هذا الاهتمام في منحى آخر؛ حيث أطلق البنك، منتصف العام الماضي، أول نظام تصنيف ائتماني للجمعيات والأسر المنتجة المستفيدة من تمويلات محافظ وسطاء التمويل الأصغر، وذلك ضمن جهود البنك في تقديم الحلول التقنية لرفع كفاءة الجهات، وضمان سلامة العمليات.
ويهدف بنك التنمية الاجتماعية؛ من وراء إطلاق نظام التصنيف الائتماني للجمعيات والأسر المنتجة، إلى بناء سجل ائتماني يتيح للعميل منتجات وفرصًا إضافية، ورفع كفاءة الشركاء من جمعيات وجهات ذات علاقة، إضافة إلى معالجة عمليات الإقراض، لا سيما إدارة المحفظة؛ من خلال حوكمة الأعمال، وتسهيل آلية الصرف، والربط الإلكتروني مع الجهات الحكومية.
ويُتيح النظام إنشاء حسابات لموظفي شريك التمويل، وإنشاء عقد لتمويل فردي أو جماعي للأسر المنتجة، وصرف دفعة أو دفعات وإنشاء جدول السداد والأقساط للأسر المنتجة، إضافة إلى إدخال بيانات الكفيل لعقد التمويل الفردي للأسر المنتجة، وتعديل البيانات الأساسية لشريك التمويل، وعرض بيانات الأسر المنتجة لموظفي شريك التمويل.
ويستهدف النظام فئتين: الأولى تتضمن الأسر المنتجة؛ بهدف بناء سجل ائتماني للمستفيد من خلال قياس المؤشرات، كما يُتيح للمستفيدين المتميزين منتجات وفرصًا إضافية، بينما تشمل الفئة الثانية تصنيف شركاء التمويل؛ بهدف رفع كفاءة الشركاء من خلال قياس بعض المؤشرات؛ منها: كفاءة إدارة التحصيل، وكفاءة تدوير المحفظة.
اقرأ أيضًا: اليوم العالمي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة.. المملكة على طريق الريادة
بنك التنمية الاجتماعية ورؤية 2030
لا يعزف بنك التنمية الاجتماعية على لحن منفرد، ولا يعمل بمعزل عن رؤية المملكة 2030 وتوجهاتها وأهدافها الاستراتيجية، فلئن كان البنك يولي الأسر المنتجة اهتمامًا مخصوصًا فإن المملكة تفعل الأمر ذاته.
ففي عام 1440هـ أقر مجلس الوزراء اللائحة التنظيمية للأسر المنتجة؛ التي تستهدف تنظيم أعمال الأسر المنتجة وتطويرها، كما أُنشئت لجنة دائمة برئاسة البنك وعضوية عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة؛ لتحديد الأدوار وتوحيد الجهود ورفع مستوى التعاون؛ لتنمية هذا القطاع الوليد والذي توليه الدولة عناية كبيرة.
وقام بنك التنمية الاجتماعية عقب هذه الخطوة بدراسة فجوات احتياجات المستفيدين؛ عبر دراسة معمقة لحوالي 42 نقطة اتصال في رحلة نمو الأسر المنتجة وهي: مرحلة ما قبل التأسيس، ومرحلة التأسيس، والتشغيل، والنمو، والتجسير.
وخرج البنك من هذه الدراسة باستراتيجية طويلة الأمد مع الشركاء؛ لتعزيز وتمكين الأسر المنتجة ورفع اقتصادياتها.
وتم تعريف 4 ممكنات أساسية لتنمية وتطوير الأسر المنتجة هي: التشريعات والأنظمة، وتحسين البنية التحتية للقطاع، وتحفيز وتشجيع الطلب والحلول المالية.
وعلى صعيد التشريعات والأنظمة أصدر البنك عام 2019م الدليل الإجرائي للأسر المنتجة بالتنسيق مع الجهات الحكومية ذات العلاقة المنصوص عليها في لائحة الأسر المنتجة، وصدر كذلك عدد من الدعائم التشريعية؛ لتعزيز أعمال الأسر المنتجة وحمايتها؛ ومنها: نظام مكافحة التستر المعتمد من مجلس الوزراء.
وقد أُطلقت حديثًا خدمة إصدار شهادات تسجيل الأسر المنتجة؛ من خلال المنصة الوطنية للأسر المنتجة، لتحويل تلك الأسر إلى كيانات اقتصادية معرّفة؛ لتعزيز موثوقية منتجاتها وتسهيل تقبلها في السوق، وقد بلغ عدد الأسر المنتجة الحاصلة على الترخيص (12 ألفًا) حتى الآن.
يُشار إلى أن بنك التنمية الاجتماعية تأسس عام 1391هـ، وتركّز نشاطه في البداية على التمويل الاجتماعي، ثم توسع في أنشطته ليشمل برامج التمويل المهنية لتكون جنبًا إلى جنب التمويل الاجتماعي.
ورغبة من القيادة الرشيدة في تنويع نشاط البنك وتطوير أعماله فقد صدر نظام البنك الجديد بموجب المرسوم الملكي الكريم رقم م/34 وتاريخ 1427/6/1 هـ، مُلغيًا بذلك نظام البنك السابق الصادر بالمرسوم الملكي الكريم رقم م/44 وتاريخ 1391/9/12 هـ؛ ليكون البنك إحدى الركائز الحكومية المهمة في مجال تقديم برامج التمويل التنموية الميسرة لمواطني هذا البلد؛ لتمكينهم من المساهمة بدور فاعل ومؤثر في مسيرة البناء إضافة لدعم المشاريع الصغيرة والناشئة؛ لما لها من أهمية عالية في بناء اقتصاد المملكة، وقد تبنّى البنك استراتيجيات وخططًا لتطوير هذا القطاع وتسهيل وتسريع عملية التمويل؛ من خلال برنامج تمويل المشاريع.
اقرأ أيضًا:
الصادرات البترولية في المملكة.. نجاحات ونتائج
صندوق التنمية الوطني.. وتحقيق أهداف رؤية 2030
كود البناء السعودي.. تعريفه وأهميته