تهل علينا ذكرى اليوم الوطني 89 لمملكتنا الغراء، والوطن يرفل في عباءة المجد، متوجًا بغترة العزة، سائرًا نحو الخير والرخاء، بفضل ما يسطره مليكه وشعبه من قصص وبطولات الجهد والعطاء.
نستدعي في هذا اليوم أجمل الذكريات، وقصص البطولات، ونتذكر ملحمة النضال التي قادها أحد فتية الوطن الأخيار؛ المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله– حينما آثر حياة الكفاح والتضحية بالنفس والدماء؛ من أجل توحيد أرجاء الوطن، وجمع كلمة الشعب على كلمة سواء: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فآمن به أبناء شعبه، والتفوا حوله رابطي الجأش عاقدي العزم على النصر، وإعلاء كلمة الله ، وراية الوطن خفاقة.
إننا نستلهم في ذكرى اليوم الوطني 89 الدروس، ونستخلص منها الحِكِم، لعل أهمها حب الوطن والانتماء، وروح التضحية والفداء، وهمة النفس والعطاء، ووحدة الكلمة والولاء؛ وهو ما يثبته أبناء الشعب المعطاء، الذين يخوضون الآن معارك العزة والإباء، على كافة الأصعدة، ماضين في طريقهم للعلياء خلف قيادتهم الرشيدة.
89 عامًا من الإنجازات
إن ما تحقق للمملكة في 89 عامًا من إنجازات، تعجز عن وصفه الكلمات، فها هي المملكة – التي وهبها الله سبحانه عظيم المكانة، وأعلى شأنها بين الأمم بسيد تهامة، وجعلها مستقرًا لبيته الحرام، ومهدًا لختام رسالاته للآنام – تتبوأ مكانة كبرى بين الأمم، متوجة بزعامة سياسية، واقتصادية، جعلتها في مقدمة الدول العشرين الكبرى، محققة نجاحًا تلو الآخر، تترجمه الأرقام الاقتصادية على كافة الأصعدة.
لعل أبرز الأرقام على الصعيد الاقتصادي، نجاح حكومة خادم الحرمين الشريفين – منذ إطلاق رؤية 2030 المباركة التي أطلقها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – في تثبيت دعائم الاقتصاد الوطني؛ بزيادة استثمارات الدولة من الأصول الاحتياطية في النصف الأول من العام 2019 م، إلى نحو 1923 مليار ريال، بلغت نسبته 3.3 %، كما بلغ متوسط معدل كفاية رأس المال للبنوك السعودية نحو 20.6%؛ ما يعزز متانة القطاع المالي ويجعله أكثر قدرة على دعم الاقتصاد المحلي، ومواجهة متطلبات التمويل.
جذب الاستثمارات
لقد أصبحت المملكة من الوجهات المختارة لرؤوس الأموال الباحثة عن بيئئة داعمة وآمنة للاستثمار؛ بفضل ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين من إصلاحات تنظيمية وتشريعية؛ لتشجيع وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية؛ إذ قفزت الاستثمارات الأجنبية المباشرة من 1.5 مليار دولار في العام 2017 إلى 3.2 مليار دولار في 2018.
وعلى الصعيد الداخلي، نجحت الحكومة في رفع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 1.66% في الربع الأول لعام 2019م؛ حيث ارتفع القطاع النفطي بنسبة 1.04%، محققًا إيرادات بلغت 169.09 مليار ريال، مقارنة بـ 113.95 لنفس الفترة من عام 2018 بزيادة قدرها 48%، وارتفع القطاع غير النفطي بنسبة 2.1%، وبلغت الإيرادات غير النفطية 76.32 مليار ريال في الربع الأول من عام 2019 مقارنة بـ 52.32 مليار لنفس الفترة من عام 2018 بزيادة قدرها 46 %.
كذلك، أُطلقت أكبر ميزانية عبر تاريخ المملكة، وارتفع الإنفاق الحكومي على المشاريع بنسبة 27% بنهاية الربع الثاني من 2019م مقارنة بنفس الفترة من عام 2018م، كما ارتفعت قيمة الاحتياطي العام للدولة بمقدار 12.32 مليار في الفترة من يناير 2019م حتى يونيو 2019م ، بنسبة نمو بلغت 2%، وارتفع الحساب الجاري للدولة بمقدار 44.32 مليار ريال خلال الفترة نفسها بنسبة نمو قُدرت بـ 79%.
ولعل الأبرز؛ هو انخفاض معدل البطالة الإجمالي بين الشريحة العمرية (15 سنة فأكثر) إلى 5.7 % في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بـ 6.0 % في الربع الأخير من 2018؛ إذ بلغ معدل البطالة بين الذكور 2.8 %، وبين الإناث 21.0%، كما انخفض معدل البطالة بين السعوديين (15 سنة فأكثر) إلى 12.5 % في الربع الأول من عام 2019، مقارنة بـ 12.7 % من نفس الفترة في العام 2018م.
جذب رؤوس الأموال
وعلى صعيد السياسة الخارجية؛ حققت المملكة نجاحات متتالية، انطلاقًا من مكانتها الرائدة في محيطها العربي والإسلامي والدولي، وحرصها على خلق قنوات تواصل مع جميع الدول، حاملة رسالة الأمن والسلام إلى العالم؛ ما انعكس اقتصاديًا في ارتفاع حجم التبادل التجاري مع دول العالم في 2018م إلى نحو 1.6 تريليون ريال، بنسبة ارتفاع بلغت 21.1% عن العام السابق، ووصلت الصادرات السعودية إلى نحو 200 دولة حول العالم، وبلغت قيمة الصادرات غير النفطية نحو 30 مليار ريال خلال العام الماضي، فيما وصل حجم تمويل الشركات المصدرة من هيئة الصادرات السعودية إلى 3 مليارات ريال.
كل هذا إنما يؤكد أن المملكة ماضية في طريقها نحو العلا، عاقدة العزم على تحقيق “السعودية العظمى”، متسلحةً بإيمانها بربها، وبرؤيتها المستنيرة، وشبابها وشعبها، تتقدمهم حكمة قائدها وعلو همة ولي عهدها المستمدة من فكر مؤسسها وعمق تاريخها.
هلا بذكرى اليوم الوطني 89 .. وإلى المجد والعلياء.