يحتفي العالم في يوم 21 فبراير من كل عام بـ «اليوم العالمي للإرشاد السياحي»؛ وذلك تقديرًا لما يبذله المرشد السياحي من جهود مضنية من أجل نقل الصورة الإيجابية والانطباع الحسن عن بلده؛ التي يُزوّد القادمين إليها بمعلومات وافية ودقيقة.
إن الدور الذي يؤديه المرشد السياحي ليس صعبًا فحسب، وإنما هو مسؤولية وطنية كذلك؛ فهؤلاء المرشدون لا يقدمون لمرافقيهم إلا المعلومات الوافية والصحيحة والكاملة، وكل ذلك بموضوعية شديدة وحيادية بالغة، دون العمل على نقل أي انطباعات أو توجهات معينة، إنما هو فقط يضع أمام هذا السائح أو ذاك الزائر المعلومة المجردة كما هي صماء ومن دون أي إضافات أو انطباعات.
وطن ممثلًا في رجل
بيد أن ما فات لا يعدو كونه مسؤوليات مهنية من الممكن أداؤها وإن كان في ذلك نوع عُسر ومشقة، إلا أن عمل المرشد السياحي ليس متوقفًا على نقل المعلومات، ولا شرح المعالم والأماكن الأثرية والتاريخية فحسب، وإنما ثمة عبء/ مسؤولية أدبية ومعنوية ينهض بها هذا الرجل، وهي تلك التي تعني أنه مسؤول عن صناعة صورة ذهنية إيجابية عن بلده لدى هؤلاء السائحين والزوار.
وعلى ذلك يمكن القول إن الوطن (الذي يمثّله هذا المرشد السياحي) برمته بما فيه من حضارة، وما لديه من تاريخ وآثار وتراث يُختصر في شخص هذا الرجل، إنه، باختصار غير مخل، رجل يحمل على كاهله وطنًا كاملًا، ولهذا كان مبررًا ومنطقيًا جدًا أن يتم الاحتفاء بهذه المهنة في اليوم العالمي للإرشاد السياحي وأن يخُصها العالم بيوم محدد.
إن المرشد السياحي، كما اتضح مما سبق، هو الواجهة المباشرة للدولة التي يمثّلها، وهو آخر وأهم ما يعلق في ذهن السائحين حين يعودوا أدراجهم إلى أوطانهم.
التسويق السياحي
ومن الناحية الاقتصادية، يمكن الإشارة إلى أن دور المرشد السياحي ليس مهمًا من الناحية السياسية أو حتى الوطنية _كونه صانع صورة الوطن في الخارج_ فحسب، وإنما، وبالإضافة إلى ما مَر ذكره، هو يمثّل قيمة اقتصادية كبرى.
فحين يقدم المرشد السياحي خدمة جيدة للزوار والسائحين، وعندما يقدم لهم كل ما يتطلعون إلى الحصول عليه من معلومات وبيانات فإنهم لن يعودوا مجددًا إلى هذا البلد أو ذاك فقط، وإنما سيعملون هم أنفسهم كمسوقين لهذا البلد، ومن ثم سيتضاعف عدد السائحين والوافدين إليه.
وقدوم السائحين والزوار يعني، كما هو معلوم، دخول الـ Fresh Money إلى محفظة الدولة، وهو الأمر الذي سينعكس بالإيجاب على الدولة ومواطنيها وما تقدمه من خدمات بشكل عام. إن الدور الذي يؤديه المرشد السياحي يمكنه، في حال تم القيام به على الوجه الأمثل، أن يؤثر بالإيجاب في أداء الدولة بشكل عام.
كيف تكون مرشدًا سياحيًا؟
والآن ربما تكون تحفزت لتكون مرشدًا سياحيًا، وأن تلعب هذا الدور الحيوي، وأن تمارس هذه الوظيفة، فما هي المؤهلات المطلوبة لذلك؟
سنحاول فيما يلي الإشارة إلى أبرز المؤهلات التي تمكنك من خوض غمار هذه التجربة، وهي على النحو التالي:
1- تطوير المهارات الاجتماعية
من بين المهارات المهمة التي يحتاج إليها المرشد السياحي أن يكون ذكيًا من الناحية الاجتماعية، وأن يكون منفتحًا على الآخر، وقادرًا على التعامل مع أنماط مختلفة من البشر، وأن يُكيّف سلوكه وفقًا لشخصية كل واحد من أولئك الذين سيتعامل معهم بشكل كثيف يوميًا.
2- إتقان أكثر عدد من اللغات
كلما تمكن المرشد السياحي من إتقان أكبر عدد من اللغات كانت فرص حصوله على العمل أكثر، وأمسى قادرًا على أداء خدماته للعديد من الجنسيات المختلفة.
3- الإبداع شرط أساسي
لا يتعلق عمل المرشد السياحي بعملية نقل أو تلقين مجموعة من المعلومات للسائحين والزوار عن هذا المكان أو ذاك، وإنما يتطلب الأمر نوعًا من الإبداع في تقديم الخدمة وعرض المعلومة؛ حتى يضمن لنفسه النجاح في تحقيق مهمته.
4- ابحث عن الإلهام
ربما تشعر، كمرشد سياحي، وبعد مزاولة العمل فترة من الزمن أنك فقدت الشغف أو لم تعد راغبًا في العمل، في هذه الحالة سيكون من المحتم عليك أن تعثر على ما يلهمك، قد يكون ذاك فترة تاريخية، أو بقعة جغرافية.. إلخ، هذه الأشياء ستكون هي الوقود الذي سيعيد تشغيلك من جديد.
5- الشغف سر النجاح
من المؤكد أن هذه المهنة شاقة إلى حد كبير، وتتطلب سفرًا كثيرًا وربما دائمًا، ناهيك عما تنطوي عليه من مسؤوليات وأعباء معنوية، وهو الأمر الذي يعني أنه لن يمد لك يد العون لكي تواصل أداء مهامك وبنجاح سوى أن تكون أصلًا شغوفًا بما تعمل، ومحبًا له، أما سوى ذلك فلن يمكنك الاستمرار.
اقرأ أيضًا:
مكافأة الفريق.. كيف تتغلب على مشكلات العمل؟