تراجعت أسعار النفط في الأسواق الآسيوية، اليوم الأربعاء، لكنها ظلت قريبة من أعلى مستوياتها في شهر، مدعومة بفرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة من شركات الشحن والسفن، وسط ترقب لاجتماع “أوبك+” المقرر عقده مع عطلة نهاية الأسبوع.
وانخفض خام برنت بمقدار 19 سنتًا، أو ما يعادل 0.3%، إلى 68.95 دولار للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 16 سنتًا، أو 0.2%، ليصل إلى 65.43 دولار للبرميل، بعد أن كانا قد أغلقا مرتفعين بأكثر من 1% في الجلسة السابقة، وفقًا لوكالة “رويترز”.
عقوبات أمريكية تعزز الدعم الفني
وجاء الدعم الأولي لأسعار النفط في الجلسة السابقة بعد أن فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على شبكة من شركات الشحن والسفن يقودها رجل أعمال عراقي- كويتي. بسبب مزاعم تورطها في تهريب النفط الإيراني.
وفي هذا الإطار، أكدت بريانكا ساشديفا؛ كبيرة المحللين في Phillip Nova، أن “العقود الآجلة للنفط تواصل تلقي الدعم من هذه العقوبات الجديدة التي تشير إلى احتمال حدوث شح في المعروض مستقبلًا”. ما يعكس تأثير العوامل الجيوسياسية على الأسواق.
مخاطر جيوسياسية تشكل علاوة المخاطر
علاوة على ذلك، أشارت “ساشديفا” إلى أن التقلبات الهيكلية ما زالت قائمة؛ حيث تلعب العقوبات على إيران والبؤر الجيوسياسية دورًا رئيسًا في تشكيل علاوة المخاطر وإبقاء أسعار الخام قريبة من مستوياتها المرتفعة الأخيرة.
من ناحية أخرى، أكد إمرِل جميل؛ كبير المحللين في LSEG، أن المخاطر الجيوسياسية لا تزال تؤثر بشكل كبير في اتجاهات أسعار النفط. وأن السوق تترقب اجتماع “أوبك” المقبل لتحديد مسار الأسعار.

ترقب حذر لاجتماع أوبك+
كذلك، تترقب السوق نتائج اجتماع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها في 7 سبتمبر. حيث يتوقع محللون أن المجموعة من غير المرجح أن تُجري تغييرات إضافية على الإنتاج في الوقت الحالي.
بينما أضاف “جميل” أن السوق ما تزال في حالة ترقب لاحتمال حدوث زيادات إضافية قد تؤدي إلى فائض في المعروض. وهو ما قد يضغط الأسعار على المدى المتوسط.
توقعات بانخفاض المخزونات الأمريكية
كما وجدت الأسعار دعمًا إضافيًا من التوقعات بانخفاض مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي. إلى جانب تراجع مخزونات نواتج التقطير والبنزين، بحسب استطلاع أولي أجرته “رويترز”، يوم الثلاثاء.
علاوة على ذلك، قدر ثلاثة محللين شاركوا في الاستطلاع انخفاض مخزونات الخام في المتوسط بنحو 3.4 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 29 أغسطس. ما يشير إلى قوة الطلب في السوق الأمريكية.
بيانات اقتصادية ضعيفة تضغط على الأسعار
كذلك، كبحت البيانات الاقتصادية الضعيفة من ارتفاع الأسعار، إذ انكمش قطاع التصنيع الأمريكي للشهر السادس على التوالي. وهو ما أثر سلبًا على توقعات الطلب على النفط.
بينما تأثرت ثقة الأعمال والنشاط الاقتصادي بشكل مباشر برسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمركية. ما أدى إلى ضغط توقعات الطلب على النفط في الولايات المتحدة والعالم.


