بالرغم من أن هوايته منذ الصغر حب الميكانيكا وسمكرة السيارات، لكنه التحق بقسم المحاسبة بكلية التجارة بجامعة الملك سعود؛ للحصول على الشهادة الجامعية، ثم سافر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة إدارة الأعمال، وتعلم أساسيات صيانة السيارات ليقترب من هوايته بشكلٍ أكبر؛ حتى استطاع تأسيس عدة ورش لصيانة السيارات بعد العودة إلى السعودية.. في الحوار التالي يسرد أسامة الشهري تجربته في مجال صيانة السيارات بعد أن تحولت من هواية إلى احتراف.
- في البداية، حدثنا عن هوايتك في مجال صيانة السيارات؟
مُنذ صغري، كنت أذهب إلى الورش القريبة من المنزل، وأشاهد كيف تتم صيانة السيارات، وعندما وصلت إلى المرحلة الثانوية طلبت من صاحب ورشة، العمل معهم، فوافق، ومنها تعلمت أساسيات الميكانيكا وآلية الفك والتركيب. وبمرور الوقت، بدأت أشتري سيارات معطلة وأقوم بسمكرتها وإصلاحها، ثم بيعها.
ولما سافرت إلى الولايات المتحدة للدراسة، كنت أراقب السوق السعودي، وأتعرف على ما ينقصه من آلات، وقطع غيار للسيارات؛ لتسويقها وبيعها أونلاين من أمريكا.
- ماذا عن التحديات التي واجهتك؟
واجهت تحديات عديدة؛ أبرزها:
1. الاحترافية في العمل؛ فعالم صيانة السيارات- سواءً ميكانيكا أو سمكرة- متجدد ومتطور؛ فالعميل السعودي يركز على الصيانة الجيدة؛ ما يتطلب أن يكون الميكانيكي مطلعًا على أحدث السيارات وأنواعها.
2. المعاناة من العمالة الأجنبية؛ فهي تنافس من خلال أنواع مغشوشة أو ضعيفة الجودة، كما أنهم يرفضون العمل مع مدير سعودي.
3. تحديات حكومية؛ من حيث استخراج الرخص، ومتطلبات البلدية، والدفاع المدني.
دراستي في أمريكا
- وهل دراستك في أمريكا أضافت لك شيئًا؟
لا شك في ذلك؛ فقد تعلمت هناك التنظيم، ونظافة الورش، وتغيير الأجزاء الميكانيكية التي تتلف وعدم محاولة إصلاحها؛ لأن الصيانة حل مؤقت؛ فربما يعود العطل مرة أخرى في أي وقت؛ ما قد يشكل خطورة على حياة السائق.
كذلك، وجدت أن العمل في أمريكا جماعي؛ حيث يركز كل فرد على تخصص معين في مجال صيانة السيارات، مع وجود مشرف يراقب الجودة، ومعايير الورشة في المخرجات، علاوة على اهتمامهم بتطوير أداء العاملين، فالاحترافية والعمل الجماعي وتطوير أداء العاملين أسس النجاح.
- هل يثق المواطن في الميكانيكي السعودي؟
ثقة عالية بفضل الله؛ إذ يرسل لي كثير من العملاء من خارج الرياض سياراتهم عبر (السطحة) لطلب نصائح بشأن ما هو مناسب للسيارة، ثم يرسل المبلغ المطلوب دون فصال، كذلك يطلب مني كثير من النساء إرسال سائق للمنزل لاستلام السيارة من أجل إصلاحها، ثم إعادتها إلى المنزل.
- ماذا ينقص السعودي ليكون محترفًا في مجال الصيانة؟
يوجد بالمملكة معاهد وكليات لتخريج متخصصين في مجال صيانة السيارات، ومعاهد أونلاين تدرب الملتحقين بها على يد مدربين عالمين وبأسعار معقولة، فضلًا عن وجود شركات محلية كبرى تنظم دورات احترافية مجانية على يد خبراء من جميع أنحاء العالم، علاوة على المقاطع التعليمية المنتشرة على موقع يوتيوب.
وهذه السبل تحول دون وجود عوائق أمام الشباب السعودي في التعلُّم، شريطة تمتع الفرد بالإصرار والعزيمة. وهذه مناسبة، لأعلن فيها عن ترحيبي في ورشي بأي سعودي يريد التعلُّم.
نمو ورش التنظيف
- بعد السماح للمرأة بالقيادة، هل شهد قطاع صيانة السيارات نموًا؟
بشكلٍ عام، شهد قطاع السيارات خلال السنوات الثلاث الماضية نموًا عاليًا؛ ما انعكس على قطاع الصيانة، لكن بعد السماح للمرأة بقيادة السيارة، لمسنا اهتمامًا لدى النساء عن الرجال في مجال تنظيف السيارات؛ ما جعل كثير من ورش تنظيف وتلميع السيارات توفر معدات عالية الجودة لهذا الغرض، كما لمسنا حرص المرأة على إصلاح العطل فور حدوثه؛ بخلاف الرجل الذي قد ينتظر.
الدعم الحكومي
- كيف ترى دعم الجهات الحكومية لرواد الأعمال في مجال صيانة السيارات؟
هناك تمويل من جهات الحكومية كثيرة، لكن ينبغي ألا يقل الدعم عن 100 ألف ريال؛ كون الورشة اليوم لا تحتاج فقط إلى معدات خفيفة، بل أيضًا آلات ثقيلة لرفع السيارة وتفكيكها، كما أتمنى أن تهتم الجهات الحكومية بدعم وتمكين العمالة المحترفة.
اقرأ أيضًا:
نايف ملاعب مؤسس “بلاي هيرا”: نفتخر ببطل العالم للعبة فيفا وبطلة العالم للجامعات الدولية
رائد الأعمال حسين الصددي: “سواعد الصحة الرقمية” من أفضل 50 مشروعًا بالمملكة
الوليد بن خالد بن عبدالعزيز: مشروع المواقف الذكية يتماشى مع خطط التنمية ورؤية 2030