المهندس عمرو جوهر النائب السابق لرئيس مجلس إدارة المجلس العالمي للمشاريع الصغيرة
أطالب الدولة بتهيئة مناخ الأعمال المناسب وتوفير آليات الدعم الفني والتمويل اللازم لرواد الأعمال
هدفنا تحفيز الباحثين لإجراء الأبحاث لفهم العوامل المؤثرة في ريادة الأعمال وكيفية معالجتها في الواقع المصري
عندما نتحدث عن ريادة الأعمال لا بد أن نتحاور معه فهو أحد الرموز الشابة التي أسهمت بشكل فاعل في تأسيس مجتمع ريادة الأعمال في مصر فهو أحد مؤسسي الجمعية المصرية لشباب الأعمال، وأحد مؤسسي المجلس الشرق أوسطي لريادة الأعمال وانتخب نائبا لرئيس المجلس العالمي للمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال مرتين.. نحن نحاور المهندس عمرو جوهر للتعرف على واقع ريادة الأعمال في مصر.
- كيف ترون أهمية ريادة الأعمال لمصر في الوقت الحالي؟
لو نظرنا للواقع المصري سنجد أن القطاع العام الحكومي قد أصبح مترهلا وبه نحو ستة ملايين موظف، يعاني معظمهم من البطالة المقنعة، ونسبة الشباب أقل من ثلاثين سنة أكثر من ٦١٪ من تعداد السكان، ومعدل البطالة بين الشباب يتخطى 25%؛ لذا في مثل هذه الظروف يصبح التوجه نحو تحفيز ودعم ريادة الأعمال ضرورة لخلق فرص عمل، وكذلك تمشياً مع السياسات الاجتماعية لخفض معدلات الفقر وتنمية قطاع عريض من المشاريع المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة كقاعدة لنمو الاقتصاد المصري وزيادة المكون الإبداعي به في هذا العالم الذي يتنافس على أساس اقتصاد المعرفة.
- هل ترى أننا ماضون قدما في هذا الاتجاه؟
نحن نتكلم كثيرا ونعمل قليلا.. وعندما نعمل مع الأسف في أغلب الأحوال نعمل في جزر منعزلة.. ولكن بنظرة أكثر تفائلا أعتقد أن الوعي العام بأهمية العمل الحر وريادة الأعمال في المرحلة القادمة في تحسن، ولكن لكي نخطو خطوات حقيقية بجانب الإرادة السياسية الداعمة لا بد أيضا من تفعيل التشريعات اللازمة، وكذلك مطلوب المزيد من التعاون بين الحكومة والمجتمع المدني في إطار خطة متكاملة وقيادة واعية.
- تم اختياركم لعضوية المجلس الدولي للمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال.. كيف جاء هذا؟
المقر الرئيس للمجلس بجامعة جورج واشنطن بالولايات المتحدة وهناك قاعدة عضوية نحو ثلاثة آلاف عضو من جميع أنحاء العالم وقد تم انتخابي لدورتين متتاليتين خلال عامي ٢٠١٢ و٢٠١٣م كنائب للرئيس للبرامج وممثل للمجلس الشرق أوسطي التابع للمجلس الدولي.
- ما الدور الذي يقوم به المجلس الدولي للمشاريع الصغيرة وريادة الأعمال؟
هذا المجلس مؤسس منذ ١٩٥٥م، وبه أعضاء من أكثر من 70 دولة على مستوى العالم، ومعظم أعضاء المجلس من الباحثين والخبراء وواضعي السياسات ورواد الأعمال وغيرهم من المشتغلين لدعم هذا القطاع.
ويهدف المجلس لنشر فكر ريادة الأعمال وتبادل الخبرات بين أعضائه والتعاون مع القائمين على الأمر في البلدان المختلفة فيما يخص تنمية وتطوير ريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة.
ويعمل المجلس الدولي في مصر من خلال المجلس الشرق أوسطي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة.
- ما خططكم لدعم ريادة الأعمال في مصر؟ وهل هناك خطط لتعاون مشترك مع الحكومة والمؤسسات المصرية؟
نهدف إلى التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني المختلفة والحكومة من خلال المجلس الشرق أوسطي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة لتنفيذ المبادرات المختلفة؛ لنشر فكر العمل الحر وانتشار المناهج التعليمية لريادة الأعمال في كافة المراحل التعليمية, وكذلك تحفيز الباحثين في المجال لإجراء الأبحاث المختلفة لفهم العوامل المؤثرة في ريادة الأعمال وكيفية معالجتها في الواقع المصري.
- ما أهمية نقل التجارب الدولية والخبرات الأخرى في هذا مجال ريادة الأعمال؟
لا نحتاج لإعادة اختراع العجلة بل يجب أن نتطلع لنقل التجارب الدولية الناجحة وتطويعها لما يناسب الظروف المحلية في مصر، فالعالم أصبح الآن قرية صغيرة، وأنت في منزلك وفي بيتك تستطيع أن تكتشف عبر الإنترنت: كيف يفكر العالم؟، ولأين وصل؟، ونحن دورنا أن ننقل هذه التجارب، وأنتم أيضا في مجلتكم تنقلون هذه التجارب بعرض قصص النجاح لمشاهير رواد الأعمال، وبالتأكيد الشباب سيستفيد منها وكلنا نستفيد.
* ريادة الأعمال هي التي تحول الأفكار والابتكارات لمشاريع تطبيقية يستفيد منها المجتمع.. كيف ترون أهمية ذلك؟
هناك أهمية قصوى لربط الجامعات والمؤسسات البحثية برواد الأعمال والمستثمرين؛ ما يتيح الفرصة لتحويل هذا المجهود المتميز من الابتكارات إلى مشاريع على أرض الواقع تدر عائداً مادياً لأصحابها وعائداً مجتمعياً من خلال فرص العمل وبالتالي عائداً اقتصادياً بوجه عام.
- ما الصعوبات التي ترونها -من وجهة نظركم- تعوق تقدم ريادة الأعمال في مصر؟
أهمها: نظرة المجتمع السلبية لريادة الأعمال ومجتمع الأعمال بشكل عام، ودور الإعلام في تشكيل هذه النظرة السلبية، اتساع قاعدة التوظيف الحكومي المستقر، ضعف مستوى التعليم الحكومي بشكلٍ عام، وعدم وجود محتوى ريادة الأعمال بشكل خاص، وكذلك قلة المحتوى الإلكتروني باللغة العربية.. عدم توافر آليات التمويل غير التقليدية خارج إطار التمويل البنكي.
- كيف يمكن التغلب على هذه الصعوبات؟
مطلوب إرادة سياسية حقيقية، خطة متكاملة، آليات واضحة للتنفيذ من خلال تشريعات وقوانين، التنسيق بين المؤسسات الحكومية المختلفة، وعمل جماعي ملموس، التكاتف والتعاون بين القطاع الخاص والحكومة، وأخيرا إعلام مسؤول ومتخصص.
- معظم الشباب يشتكي من قلة الفرص وقلة الدعم؟ ما رأيكم؟
الشباب يجب أن يعي أن النجاح يتطلب العقلية الريادية وبذل العرق والسعي الدؤوب، ولكن في الوقت نفسه الدولة عليها دور كبير، وأنا أطالب الدولة بتهيئة مناخ الأعمال المناسب وتحفيز آليات الدعم الفني والتمويل اللازم بالتعاون مع المجتمع المدني والقطاع الخاص لزيادة فرص الشباب في النجاح وتطوير قدراتهم لبدء مشاريعهم الخاصة وإعادة المحاولة في حالة الفشل بدون الخوف من تبعات هذا الفشل.
- ثقافة ريادة الأعمال تحتاج إلى مجهود كبير وسط مجتمع يؤمن بثقافة “إن فاتك الميري”، كيف يمكن التغلب على هذا لنشر ثقافة ريادة الأعمال؟ وهل لديكم برامج في هذا الإطار؟.
نحن نقوم بعدد كبير من النشاطات أهمها تنظيم الاحتفالات السنوية وإحياء الأسبوع العالمي لريادة الأعمال في مصر بالتعاون مع كافة المشتغلين بهذا المجال، وهذا هدفه الأساسي جذب الأنظار لريادة الأعمال ونشر ثقافة ريادة الأعمال، كما نرتب حاليا مع وزارة التربية والتعليم للبدء في برامج لتدريب طلبة المدارس الفنية الصناعية على ريادة الأعمال، وهذا مهم جدا ليتخرج هؤلاء الشباب وهم يتسلحون بمهارات تأسيس وإدارة المشاريع بدلا من انتظار الوظيفة أو معاناة البطالة.
- ما نصائحكم للشباب ورواد الأعمال الشبان؟
أنصح رواد الأعمال دائما بتحديد أهدافهم والانضباط والمثابرة بدون كلل أو ملل لتخطي العقبات وتحقيق هذه الأهداف مهما كانت التحديات.