لحجز تذاكر السفر عبر “فلاي أكيد”
الإقبال العالمي على السياحة في المملكة يفتح أسواقًا جديدة
بعد تجربته المتميزة بإطلاق تطبيق “فلاي أكيد” للمسافرين، سعى المهندس بسام المحمدي إلى تطوير نوعية الخدمة المقدمة لتشمل مجالات أوسع وأكثر حاجة إلى تقديم خدمات السفر المريحة والسريعة؛ بتلبية رغبات المسافرين بدقة وسهولة، مع الاهتمام بقطاع الأعمال الذي وضح من خلال الرصد حاجته إلى تطبيق مكمل لفلاي أكيد، يوفر لهم الدرجة المطلوبة من التحكم والتنظيم. فماذا يقول المحمدي حول خطوات تطوير المنتج، وما نصائحه لرواد الأعمال بشكل عام والعاملين بقطاع حجوزات السفر بشكل خاص؟
- ما الذي دفعك لدخول قطاع حجوزات السفر لقطاع الأعمال؟
أثناء تحليل بيانات أكثر العملاء استخدامًا لفلاي أكيد، لاحظنا وجود نشاط متزايد لدى مجموعة من المستخدمين من ناحية عدد حجوزات السفر وعدد الركاب المسجلين على الحساب.
بعد التواصل مع أحدهم، وجدنا أنها شركة متوسطة تقوم على مشاريع سفر الموظفين، فكانوا يعانون من مشكلة عدم توفر حجوزات، فاستفادوا من خدمة حجز الانتظار لدينا، ولكنهم اكتشفوا فائدة عظيمة أخرى في أسلوب الحجز المختلف لدينا؛ وهو أننا نسأل المسافر عن مواصفات الرحلة التي يرغب فيها، بغض النظر عن المتوفر منها الآن. وقد أدى هذا إلى تمكين مدير الحجوزات بالشركة من تلبية رغبات جميع الموظفين المسافرين بدقة وبسهولة، دون عناء البحث عن رغبات كل موظف على حدة.
أدركنا حينها وجود شريحة مهمة من عملائنا في قطاع الأعمال، بحاجة إلى منتج مكمل لفلاي أكيد، يوفر لهم الدرجة المطلوبة من التحكم والتنظيم بنفس السهولة والمرونة المعتادة من فلاي أكيد، فكان قرار التوسع في هذا المنتج الجديد هو امتداد طبيعي لمسيرة المشروع.
تذليل الإجراءات
- كيف وجدت التحديات والصعوبات في هذا القطاع؟
من ناحية الإجراءات؛ مازالت رحلات العمل تُدار بالأسلوب نفسه منذ التسعينيات. تدير الشركة طلبات السفر عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني، وتتكون العملية التقليدية من نحو ٢٣ إجراءً إداريًا ما بين طلب، وبحث، وتعميد، ودفع، وتسوية، فاختصرنا هذه الخطوات في خطوة واحدة فقط؛ وهي تصدير التذكرة تلقائيًا للموظف؛ من خلال التطبيق، حسب سياسات الشركة المبرمجة في النظام.
ويمكن للشركات الراغبة في درجة تحكم أعلى، إضافة خطوة أخرى للتعميد اليدوي لكل تذكرة.
أما من الناحية التجارية، فإن أبرز التحديات التي تواجه حجوزات الطيران لقطاع الأعمال؛ تكمن في التأخر في الدفع الذي اعتاد عليه عملاء قطاع الأعمال والقطاع الحكومي، بينما يتم تسوية مبالغ التذاكر من طرف وكالة السفر مع شركات الطيران بشكل أسبوعي؛ ما يسبب ضغطًا كبيرًا على التدفقات النقدية.
الحصول على التراخيص
- هل يحتاج الدخول لسوق السفر لرأس مال كبير؟
يعتمد على طبيعة الخدمات المقدمة. إذا كانت وكالة سفر متكاملة؛ فهناك عدة متطلبات للبدء؛ أبرزها الحصول على التراخيص اللازمة المحلية والدولية؛ وهو ما يتطلب رأس مال على شكل ضمانات بنكية لتغطية قيمة المشتريات بالآجل، عدا التكاليف التشغيلية، ولكن وكالات السفر ليست النموذج الوحيد في المجال.
بإمكانك تقديم محتوى سياحي متميز باللغة العربية، يخدم السياحة الداخلية بالدرجة الأولى، ثم السياحة الدولية للمتحدثين بالعربية.
من الممكن أن تتطور الخدمة بعد ذلك إلى تنظيم البرامج السياحية للمحتوى الأكثر شعبية، يليه أخذ عمولة من منظمي الرحلات والفنادق وغيرها. كل ذلك من الممكن أن يتطور بالجهد والشغف دون الحاجة إلى رأس مال كبير.
إنعاش قطاع السفر
- تتجه المملكة اليوم إلى تنشيط قطاعي السياحة والترفيه، فإلى أي مدى سينعش ذلك قطاع السفر بالمملكة؟
بالتأكيد سيكون تأثير ذلك مباشرًا على النمو؛ فأغلب الأرقام التي تخدم القطاع اليوم، ناتجة عن المستهلك المحلي ولأغراض شخصية أو تجارية. بينما زيادة الإقبال العالمي على السياحة في المملكة، سيفتح أسواقًا جديدة، وبأحجام لم يشهدها القطاع من قبل. ولن يكون المجال محدودًا على المواسم المحلية؛ مثل عطلات المدارس التي تقود حركة السوق، كما هي اليوم.
- هل تتوقع أن تغلق مكاتب حجوزات السفر أبوبها، ويتم الاكتفاء بالتطبيقات الإلكترونية؟
لنا عبرة في الدول التي سبقتنا في هذا المجال؛ حيث يندر أن تجد مكاتب حجوزات سفر في الشوارع؛ أما محليًا، فمازالت المكاتب صامدة لعدة أسباب؛ منها تفضيل الدفع نقدًا ومناولة عن التجارة الإلكترونية؛ وهو ما نلحظ تغيره بشكل كبير خلال السنتين الماضيتين. وأيضًا، يبحث العميل المحلي عن الثقة قبل كل شيء، فقد يثق في شخص يجلس على مكتب يضمن أنه مُصرَّح له من قبل الجهات المسؤولة، ويتحاور معه وجهًا لوجه، أكثر من تطبيق مجهول بالنسبة له.
وهنا يكمن التحدي أمام التطبيقات- وخصوصًا المبتكرة- في إثبات أنها جديرة بثقة العميل؛ من خلال جودة الخدمة المقدمة، واستغلال التقنية التي لا تتوفر لدى المنافسين.
تشجيع ريادة الأعمال
- كيف ترى التحديات التي تواجه مجال ريادة الأعمال في المملكة؟
خطت المملكة خطوات كبيرة في تحسين بيئة العمل، وتشجيع ريادة الأعمال في المملكة. فارق شاسع، عاصرته منذ البدايات في عام ٢٠١٢م، عندما كنت أعمل في ملحق منزل والدي، وأتردد على الجهات الحكومية كل يوم لإصدار السجلات والتراخيص، واليوم نجد حاضنات ومسرعات الأعمال منتشرة، وأغلب الخدمات الحكومية تتم إلكترونيًا من منصة واحدة؛ مثل منصة “مراس”؛ وهو ما يُزيل العديد من العوائق السابقة.
بالطبع، مازال أمامنا تحديات كبيرة؛ تتمثل في استقرار الأنظمة؛ لأن التغييرات المتكررة في أنظمة التجارة والعمل تضر المستثمر، خصوصًا في بدايات العمل التجاري.
التحدي الآخر يتمثل في أنظمة الاستثمار وأنظمة الشركات ذات المسؤولية المحدودة والمساهمة المغلقة؛ إذ ينبغي أن يكون هناك مرونة كالتي نجدها في الأسواق العالمية، والتي تجذب رؤوس الأموال الجريئة بشكل حقيقي، حتى لا يضطر رواد الأعمال السعوديون إلى تأسيس شركاتهم في دول أخرى، بحثًا عن رأس المال الجريء (سواء المحلي أو الأجنبي).
وفي كل ما ذكرته من قبل من إيجابيات تحققت، نتمنى لها الاستدامة والاستمرار وألا تكون مجرد موجة وتنتهي.
نصائح لرواد الأعمال
- بم تنصح رواد الأعمال بشكل عام، والعاملين بقطاع حجوزات السفر بشكل خاص؟
١- ابتكر في منتجك وفي نموذج العمل، وابتعد عن المنافسين.
٢- اختبر مشروعك مع عملاء حقيقيين، وتأكد من تقبل السوق له، قبل قرار التوسع في الاستثمار.
٣- ثق في الله قبل كل شيء، ثم ثق في نفسك بعد الابتكار والاختبار؛ فذلك أهم دوافع للانطلاق وعدم التردد، ومواصلة العمل بالرغم من التحديات.
حاوره الاستاذ : عبدالله سعيد القطان