ليس مستبعدًا أن نولي المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال قدرًا من العناية والاهتمام؛ إذ لا يعمل رائد الأعمال بمفرده، ولا هو موجود في جزيرة منعزلة؛ فريادة الأعمال، من حيث الأصل والجوهر، استجابة لمطالب مجتمعية، وانخراط مكثف مع الناس ومحاولة لحل مشكلاتهم.
وطالما أن ريادة الأعمال اجتماعية من الأساس أو ذات مغزى اجتماعي على الأقل، فلا بد لرائد الأعمال أن يكون ماهرًا على المستوى الاجتماعي. والمؤسف في الأمر أن المهارات الاجتماعية تلك لا يتم تعليمنا إياها في أي مرحلة من مراحل التعلم والدراسة المختلفة؛ ومن ثم فإن أمر تطويرها مُلقى على عاتق كل واحد فينا بمفرده.
وإن كنا لا ننفي النجاح عن أولئك الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية فإننا نؤكد أن فرص النجاح ستكون أعظم لو تعلمنا هذه المهارات.
اقرأ أيضًا: تطوير المهارات الاجتماعية.. أسس التعامل مع الآخرين
المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال
ويرصد «رواد الأعمال» أهم المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال، وذلك على النحو التالي..
-
إعادة تأطير القلق
رواد الأعمال من أكثر الناس قلقًا؛ وذلك نظرًا للتحديات الجمة التي تعترض طريقهم بشكل مستمر، ومن هنا تنبع أهمية المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال؛ إذ تمكنه من وضع هذا القلق في السياق الصحيح، وإدراك المخاوف كما هي دون تهويل أو تهوين.
والحق أن هذه المهارة من أهم المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال، فلو تمكن من إتقانها سيكون بإمكانه تجاوز تحدياته والمعضلات التي تواجهه بسلاسة ويسر. فمن المعروف أن القلق تهويل من شأن أمر ما. وإعادة تأطير القلق تتطلب تربية عين ثالثة تُمكن رائد الأعمال من النظر إلى الأمور من الخارج بعين جديدة؛ كيما يخف قلقه ويكون أقدر على العمل بروية وهدوء.
اقرأ أيضًا: نصائح وارن بافيت لرواد الأعمال.. دروس ملهمة
-
الإصغاء
كثير منا يتصور نفسه ذا أذن كريمة، وجيد الإنصات، في حين أن الأمر ليس في الواقع كذلك؛ فعندما يتحدث إليك شخص ما عليك أن توليه انتباهك الكامل لا أن تمثّل أنك تنصت إليه.
وربما لا تعلم أنك تمثّل الإصغاء إلى محدثك، لكن ثمة أمور تكشف لك ذلك: إذا كنت تفكر في ردك القادم، أو إذا تسمع بشكل انتقائي، أو كنت تحاول البحث عن العيوب الشخصية لمن يحدثك.. إلخ فكل هذا معناه أنك لا تصغي بشكل حقيقي وإنما أنت تتظاهر بالاستماع فقط.
والإنصات الحقيقي من المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال؛ لأنه يمكنه من الوقوف على حقائق الأمور، وليس إدراكها كما تتبدى على المستوى الأول للوعي، فمعظم الأفكار المسبقة أو الأولية لا تكون صحيحة أو على الأقل دقيقة.
اقرأ أيضًا: “IFundWomen” برهان على نجاح الرائدات ذوات البشرة الداكنة
-
تجلية الأفكار الداخلية
كل واحد منا عبارة عن مجموعة من الأفكار الداخلية التي تلعب برأسه وتوجهه يمنة ويسرة، لكن القادة المخضرمين ورواد الأعمال البارعين هم أولئك القادرون على التحكم في هذه الأفكار الداخلية وتجليتها ووضعها في السياق الصحيح.
ومن المهم _طالما أننا نتحدث عن المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال_ أن تكون أفكارك ومشاعرك وتوجهاتك واضحة لمن يعمل معك، دون أن تترك الفرصة للأوهام والأفكار السلبية أن تتغلغل إلى أعضاء فريقك أو العاملين معك.
ولكي تكون قادرًا على تجلية أفكارك الداخلية على نحو صحيح؛ عليك أن تفرق بين الحقائق وبين مشاعرك تجاه موضوع ما _وتلك مسألة عادة ما تزل فيها أقدام وغالبًا ما يحكمنا الوهم ومشاعرنا حول المسألة أكثر من الحقائق الواقعية_، علاوة على أنه من المهم أيضًا أن توصل رسائل واضحة لا تحتمل لبسًا أو تأويلًا.
اقرأ أيضًا: أفضل 23 طريقة لكسب المال من المنزل خلال عام 2021
-
التكيف الاجتماعي
التكيف الاجتماعي هو القدرة على التكيف والشعور بالراحة في مجموعة واسعة من المواقف، ومع مجموعة واسعة من الناس؛ أنت لا تعمل بمفردك ولا حتى مع مجموعة محدودة من الناس، بل إنك مضطر بحكم كونك رائد أعمال إلى العمل مع أشخاص من مشارب وتوجهات شتى، وذوي شخصيات مختلفة، وبالتالي فإن التكيف الاجتماعي _كونه إحدى المهارات الاجتماعية لرائد الأعمال_ أمر لا بد منه.
ليس المطلوب منك أن تكون نسخة طبق الأصل من الآخرين، ولا أن تكون مسخًا، توافق كل شخص على ما يقوله، وإنما المطلوب أن تتكيف مع المواقف والشخصيات المختلفة، وأن تكون قادرًا، في الوقت ذاته، على إدارة الخلاف معهم حينما يحدث.
اقرأ أيضًا:
صفات رائد الأعمال الناجح.. كيف تطوّر من نفسك؟
دروس أساسية لنجاح الأعمال.. عصارة تجارب السابقين
نماذج لرواد الأعمال حول العالم.. شخصيات ملهمة