احتضنت العاصمة الرياض من 19ـ21 فبراير الحالي، فعاليات النسخة الرابعة من المنتدى السعودي للإعلام، تحت شعار ” الإعلام في عالم يتشكل”، نُظِّم خلاله عشرات الجلسات الحوارية، تحدث خلالها نحو 200 متحدث من أبرز الإعلاميين والأكاديميين وصناع القرار في مجال الإعلام.
من أبرز النشاطات التي شهدها المنتدي، إقامة “معرض مستقبل الإعلام”(FOMEX) الذي تضمن مؤشرات جادة، عكست قدرة المملكة على تجسيد رسالتها المتمثلة في بناء الإنسان، وإلهام العالم، وصناعة المستقبل.
المنتدى السعودي للإعلام
ليس من السهل الحديث عن هدف صناعة المستقبل في عالم ما زال يتشكل؛ أي إن معالمه لم تتحدد بعد؛ بمعنى أنه في طور التبلور؛ إذ تضعنا شدة التقلبات الدولية أمام حالات التغير المستمر، بعدما كانت تحت تأثير معطيات الاستمرار المتغير الذي سبق أن جعل الإعلام يكتفي بأن يراقب ويتأمل.
لذلك يستثمر المنتدي في الوضع الجديد؛ لتجاوز مجرد النظر إلى المستقبل، إلى محاولة القفز إلى صياغته وصناعته؛ من خلال تحقيق التطلعات لتطور استراتيجية الإعلام التي تقوم على ترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية والتطوع؛ لينمو قطاع الإعلام على أساس مراعاة معدلات الطلب، ودراسة عصرنة البنية التحتية، وتحديد مصادر التمويل، واحتضان وتشجيع المواهب والمبدعين الشباب، ودعم تقنيات التحول التنظيمي لتجاوز التحولات التقليدية نحو تطوير إمكانيات وأدوات صناعة التأثير على الرأي العام وتوجيهه محليًا وتشكيله إقليميًا ودوليًا؛ ليتحقق في إطار الإعلام التفاعلي.
القمة العربية الخماسية
يتزامن تنظيم هذا المنتدى مع بدء التحضير لعقد لقاء القمة بين الرئيسين الأمريكي ترامب والروسي بوتين في العاصمة الرياض؛ لمناقشة سبل حل الأزمة الأوكرانية الروسية، كما ستحتضن المملكة العربية القمة العربية الخماسية لاستعراض ملامح مقترح الخطة المصرية البديلة؛ لمعالجة تحديات قضية قطاع غزة.
ويمثل تنظيم المنتدى السعودي الإعلامي في هذه الظروف السياسية الحرجة فرصة ثمينة أمام رجال الإعلام؛ لاختبار قدراتهم على مواكبة تناول الأحداث، وتأكيد إمكاناتهم المهنية وكفاءاتهم في إجادة التقنيات والحلول في صناعة الإعلام والإنتاج والبث الرقمي، كما يُعد فرصة طيبة أمام الشباب السعودي؛ للاطلاع على التجارب العملية والخبرات العالمية، كما أنه مناسبة أيضًا لرصد الفرص الكامنة في الإعلام العالمي الحديث وكيفية استثمارها.
إجادة توظيف الإعلام
لقد اكتسبت السعودية حنكة كبيرة في التنسيق ما بين الأحداث العالمية على نحو تضمن به أن يلقي كل حدث بوهج ايجابياته؛ ليضيء جوانب الحدث الآخر.
إنَّ من أبرز فضائل هذا المنتدى، أنه سيشارك برؤيته في إجادة توظيف الإعلام في مهمة تعزيز الوعي بالمسؤولية المجتمعية؛ من خلال تحليل البيانات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي.