يعلم كل من يتابعني على موقع “لينكد إن”، مدى حماسي لموضوع المسؤولية الاجتماعية للشركات، ويقيني بأن القيادة هي أهم شيء في هذا المجال، وخاصة اتجاهاتها الجديدة المتمثلة في القيادة الاستراتيجية المحلية – الدولية ” الجلوكال” (البيئات الافتراضية المحلية، والعالمية المدمجة) .
عندما نتحدث عن المسؤولية الاجتماعية للشركات، هناك تساؤلات تحتاج إلى إجابات: ماذا وراء تحقيق الربح من خلال تقديم الخدمات أو المنتجات ؟ وما تأثير سمعتنا على من نريد جذبهم لأعمالنا؟ ومن هم شركاؤنا؟ ومن هم البائعون والمستثمرون والمستهلكون، ومن هم القادة الذين نتعامل معهم؟ ولماذا نعمل في مجال الأعمال التجارية؟ ذلك هو السؤال الهام.
عندما ندمج المسؤولية الاجتماعية في العمل التجاري، فسوف نحقق نتائج هائلة على المدى الطويل، وسوف نتيح الابتكار، ونشرك العملاء والموظفين في العمل، حتي نصل في نهاية المطاف إلى الحد من التكاليف، وتمايزالعلامة التجارية بين المنافسين، بما في ذلك تحديد توجّه الشركة.
وللحصول على هذه النتائج، نلقي نظرة على العناصر الثلاثة الأساسية التالية:
1- الثقافة على أساس القيمة: لا يمكن أن تكون لديك هذه الثقافة، دون وجود قيادة ممتازة، بغض النظر عن حجم الشركة، كبيرة كانت أم صغيرة، وبغض النظر عن القيم الأساسية واللغة المشتركة، والتزام ودعم القيادة التنفيذية، والأخلاق الحميدة، الأمر الذي يشكل أهم عناصر نجاح المسؤولية الاجتماعية للشركات.
2- المتطلبات القانونية للسلوك المهني: على المؤسسات القيام بالمسؤولية الاجتماعية اليوم، فربما لا يكون لديها فرصة غداً، لأن المؤسسات التي تهتم بجانب المسؤولية الاجتماعية، سوف تمضي لأماكن أبعد من نظيرتها التي لا تهتم بها على المدى الطويل، وبالتال يستكون قدوة للآخرين.
3- تجاوز أولوية الشركة للضمانات المطلوبة: والمقصود بذلك، ما وراء الضمانات المقتصرة على الامتثال والتوجيه، والضمانات المتعلقة بالتغطية الإعلامية، بمعنى شمول الثقافة الأخلاقية والاجتماعية “جلوكال”، ما يؤثر بشكل إيجابي، ليس فقط على موظفيها، ولكن أيضاً على المجتمع ككل، من خلال إضفاء الطابع المؤسسي على القيم الأخلاقية التي تجعل عائلتك وأصدقاء كفخورين بك، لأنك سوف تحقق أهدافاً بعيدة المدى أسهل وأسرع كثيراً.
إننا نعيش في حقبة جديدة، حيث تغير البيئات الرقمية للتكوينات الثقافية للمؤسسات، والاستمرار في فرض تغييرات على الأعمال التجارية، ما يؤدي إلى خلق مسؤولية اجتماعية فعالة وشفافة ومؤثرة، إضافة إلى البصمة الرقمية للشركة.
ولقد شاركت من قبل في إحدى مدوناتي مقالات عن هذا الموضوع، على الرابط التالي:
https://www.linkedin.com/pulse/new-era-d-l-suites-what-why-fortune-500-need-change-lundberg-m-s-?trk=mp-reader-card) .
ومن المتوقع خلال السنوات من 10-20 القادمة، استبدال أو اختفاء أكثر من 40٪ من مجموعة شركات فورشن 500 الموجودة في قائمتها الحالية، لأن كثيراً من الشركات لاتتوجه نحو الاقتصاد الذي يسيّر الأعمال تجاه المواهب عالية الأداء. وشئنا أم أبينا، فإنَّ البصمة الرقمية سوف تخلق مزيدًا من الخيارات أمام المستهلكين، والموظفين المحتملين عن أي وقت مضى. والأساس هنا، هو معرفة كيف تستمر مؤسستك في مواجهة المؤسسات الرائدة في مجال عملك، وقد قيل قديماً: “إذا كنت تحصل على ريال واحد في كل مرة، فحدثني عن مدى سوء المؤسسة” قد يكون هناك ضرورةل إعادة التقييم التنظيمي، لمعرفة الأسباب الحقيقية التي تدفع الشركات لاحتضان المسؤولية الاجتماعية.