في عصر يتسابق فيه الجميع إلى إرضاء المستهلك والظفر برضاه تمسي مسألة المسؤولية الاجتماعية في البنوك محض ضرورة؛ بمعنى أنه لا مناص للبنوك والمؤسسات المالية من النهوض بدور اجتماعي ما.
وذلك ليس لأن هذا مفيد لها من الناحية الاقتصادية، وإنما لأن هذه هي الطريقة الوحيدة تقريبًا للحصول على المستهلكين (ولا حياة للشركات من دون مستهلكين) ومن ثم اكتساب ولائهم، واستدامتهم.
اقرأ أيضًا: كيف تجعل مشروعك صديقًا للبيئة؟
أهمية المسؤولية الاجتماعية في البنوك
ويرصد «رواد الأعمال» مدى أهمية المسؤولية الاجتماعية في البنوك.
-
بناء الثقة
تُعد ثقة المستهلك مهمة لبناء علاقات طويلة الأمد، وتقليل اضطراب العملاء، وحتى القدرة على تقديم خدمات وحلول مخصصة تعمل على بناء تلك العلاقات.
ويزيد الأمر أهمية إذا علمنا أن شعور جيل الألفية بأهمية المسؤولية الاجتماعية متعاظم جدًا، كما أن 84% من هؤلاء، وفقًا لاستطلاع أجرته Harris، لا يثق في الشركات التي يتعاملون معها، خاصة إذا كانت لا تلعب دورًا اجتماعيًا في المجتمع.
اقرأ أيضًا: أساسيات المسؤولية الاجتماعية
-
زيادة الوعي بالعلامة التجارية
تلك ميزة مهمة للمسؤولية الاجتماعية، وليست مقصورة على البنوك وحدها، لكن الأمر الجيد أن المسؤولية الاجتماعية في البنوك تساعد هذه المؤسسات في الوصول إلى فئات وشرائح جديدة ومختلفة عما هو مألوف.
فعلى سبيل المثال: يمكن للمؤسسات المالية أن تصل إلى الأطفال والأصغر سنًا؛ من خلال قيامها بدور مجتمعي في هذه المدرسة أو تلك، صحيح أن هؤلاء الأطفال لن يتعاملوا مع البنوك في الوقت الحالي، لكنهم سيتعاملون معها فيما بعد.
اقرأ أيضًا: تطبيق المسؤولية الاجتماعية وتحدياته
-
تعظيم الاستجابة
وإذا كنا نتحدث عن أهمية المسؤولية الاجتماعية في البنوك فمن الواجب أن نشير إلى أن أهم ميزة يمكن أن تجنيها البنوك هي تعظيم الاستجابة.
وتشير Double the Donations إلى أن المستهلكين يستجيبون بنشاط للمنظمات المشاركة في المسؤولية الاجتماعية للشركات؛ حيث تُظهر البيانات أن 55% من المستهلكين يرغبون في دفع المزيد مقابل منتجات من شركات مسؤولة اجتماعيًا، مع زيادة المشاركة والتفاعل العام.
اقرأ أيضًا: اقتصاد النظم البيئية.. جسر بين العلوم والتخصصات
-
تعزيز الإنتاجية
عند الحديث عن أهمية المسؤولية الاجتماعية في البنوك نشير إلى أنها (المسؤولية الاجتماعية) تسير في مسارين؛ فهي أولًا توفر الكثير من المزايا على الصعيد الخارجي؛ حيث تعزز المسؤولية الاجتماعية من مكانة الشركة في المجتمع، وتجذب إليها أنظار المستمثرين والعاملين في السوق.
أما المسار الثاني فهو مسار داخلي؛ حيث تبني المسؤولية الاجتماعية في البنوك أو في أي مؤسسة أخرى أيضًا الثقة الداخلية وعلاقات الموظفين وتعزز الإبداع.
وأظهرت إحدى الدراسات أن الموظفين في الشركات المسؤولة اجتماعيًا يشاركون في عملهم بنسبة تصل إلى 60% أكثر من أولئك الذين لا يظهرون أي مسؤولية اجتماعية.
اقرأ أيضًا: أنواع المسؤولية الاجتماعية.. السعي الطوعي للتنمية
-
فوائد مالية
في حين أن الفوائد الأكثر وضوحًا للمسؤولية الاجتماعية للشركات موجهة نحو الداخل؛ من حيث تحسين إدراك العملاء والصورة العامة، والتغطية الإعلامية المحسنة، وزيادة الوعي بالعلامة التجارية ، إلا أن هناك العديد من الفوائد الأخرى للاستثمار في مجتمعك.
على سبيل المثال: سيعني الاستثمار في محو الأمية المالية لمجتمعك أنه مستعد بشكل أفضل لاتخاذ قرارات مالية جيدة.
وتمكين مجتمعك من اتخاذ قرارات جيدة سيؤتي ثماره بالفعل على المدى الطويل؛ لأنهم في أوضاع أفضل سوف يسعون للحصول على قروض عقارية، والاستثمار، وبدء الأعمال التجارية، وسداد القروض، والمساهمة بطريقة أخرى في النمو الاقتصادي الإيجابي. كل هذه الأمور ستصب في مصلحة النبوك.
اقرأ أيضًا: المسؤولية الاجتماعية المهنية.. من الاحترافية إلى الأخلاق
-
النفع المتبادل
صحيح أن النفع المتبادل أحد أبرز تجليات فلسفة المسؤولية الاجتماعية، ولكن هذا النفع المتبادل يظهر بقوة مع المؤسسات المالية؛ إذ إن قيام البنوك بدور إيجابي في المجتمعات التي تعمل فيها سوف يسهم، بشكل أو بآخر، في تحسين أوضاع أفراد هذه المجتمعات التي يعملون فيها.
وهو الأمر الذي يعني أن هذا سوف يعود بالنفع على البنوك نفسها؛ فكلما كان الناس أحسن حالًا تعاظمت تعاملاتهم مع البنوك؛ ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تحسن أوضاع البنوك هي الأخرى.
ومن ثم فإنه من الممكن القول إن كل نشاط اجتماعي تقوم بها مؤسسة ما، سواء كانت تجارية أو غير ذلك، سوف يعود بالنفع عليها (على هذه المؤسسة) هي نفسها، كما سيكون مفيدًا ونافعًا لأفراد المجتمعات الذين تخدمهم.
اقرأ أيضًا:
مفهوم التأمين الاجتماعي.. سلاح ضد المخاطر
المسؤولية الاجتماعية وتحفيز الابتكار.. جدل نظري متصاعد
المنافسة الأخلاقية في السوق.. أسس بقاء الشركات