يعد الذهب بالنسبة للعائلات السعودية أكبر من مجرد زينة أو حلي، بل يمثل أصول مالية ثمينة. واستكمالا لموروث ثقافي عريق. وملاذ ضد التقلبات الاقتصادية العالمية.
وعلى الرغم من انخفاض الطلب العالمي على المعدن الأصفر خلال الفترة الماضية، أبرز المستهلك السعودي سلوك شرائي مختلف تجاه تلك السلعة الثمينة. حيث اكتنز كميات ضخمة من المعدن الأصفر.
الذهب.. أمان مادي ونوع ادخار
غالباً ما يتم جمع المعدن الأصفر ،داخل المملكة العربية السعودية السعودية، بدافع الوظيفة الجمالية أو الادخارية. حيث تشتريه العائلات ليس فقط للمناسبات الاجتماعية مثل الأعراس أو الأعياد الدينية، بل كأداة للحفاظ على قيمة الثروات المالية على هيئة سائلة أو قابلة للتداول.
كما يلعب المعدن الأصفر دور أساسي في توريث الثورة بين الأجيال. ذلك عبر تقديمه كهدايا زواج أو كقطع عائلية موروثة. ما يضمن الحفاظ على القيمة المادية للثروات المالية مستقبلا.
كذلك, تتباين عادات الشراء من عائلة إلى أخرى بحسب المناطق. فعلى سبيل المثال، في الشمال، يتعامل نحو 70% من المشترين مع الذهب كأداة استثمارية، بينما يظل مرتبطاً أكثر بالتقاليد والزينة في جنوب المملكة.
استقرار قيمة الذهب في ظل ضغوط الأسعار
علاوة على ذلك, تجاوز الطلب في السعودية على المعدن الثمين الضغوط الاقتصادية العالمية.
وخلال الربع الأول من 2025، تزايد الطلب على المجوهرات الذهبية بواقع 35% سنويا. في وقت تراجع فيه الطلب العالمي بنسبة 21%.
وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع ارتفاع أسعار المعدن الأصفر إلى 3,500 دولار للأونصة. أي بواقع 34%.
في حين مثلت المجوهرات النصيب الأكبر من المشتريات. أي ما يعادل 11.5 طن خلال الربع الأول من العام الجاري. ما أظهر اتجاه مرتفع إلى أهمية اكتناز السبائك والعملات الذهبية. حيث ارتفع الطلب على الذهب الاستثماري بنسبة 15%. ما يؤكد قيمته كملاذ مادي آمن.
الذهب والتحوط ضد التضخم
أيضا دفعت الضغوط الاقتصادية العالمية العائلات السعودية إلى اعتماد الذهب جدار حماية من مخاطر التضخم. حيث يتمتع بالقدرة على الاحتفاظ بالقيمة عبر الأجيال القادمة.
بالتالي, يعيد الشعب السعودي تشكيل الركائز الأساسية للسوق التجاري.
بينما يحرص السعوديون على الالتزام بالتراث الثقافي للذهب المادي، يتجه كثيرون نحو أدوات استثمار حديثة مثل منصات الذهب الرقمية، ملكية الأجزاء الجزئية، وصناديق المؤشرات المتداولة.
كما يضمن هذا المزيج بين التقليد والتقنية استمرار المعدن الأصفر كعنصر جوهري في حياة الأجيال الجديدة.
تباين الطلب على المعدن الأصفر
من ناحية أخرى، يعتبر المقيمون في الخليج، مثل الهنود والإماراتيون، الذهب نوع آخر. حيث يستخدم الهنود المعدن الأصفر كمعبر مالي بين بلد الإقامة والهند. ففي حالة انخفاض عملة الروبية مقابل الدرهم، يتحول شراء الذهب في الإمارات أرخص بالروبية، ما يدعم حركة الإقبال على الشراء.
كما يتزايد الطلب لديهم خلال مواسم الأعياد مثل ديوالي أو حفلات الزفاف. أيضا يفضل كثير منهم الاستثمار عبر أدوات مالية حديثة مثل الصناديق المتداولة أو السندات الذهبية السيادية. في محاولة البحث عن السيولة وتحقيق تنوع المحافظ الاستثمارية على حساب تعلقهم بالتراث الثقافي.
صناعة المعدن الأصفر في المملكة العربية السعودية
بحسب بيانات Global Data، حلت السعودية المركز الـ27 عالميًا وسط أكبر منتجي الذهب في عام 2023. بجانب تسجيل زيادة 16% مقارنة بعام 2022.
في حين تراجع إنتاج المعدن الأصفر في السعودية خلال السنوات الخمس حتى 2022 بمعدل نمو سنوي مركب سجل 4%. بينما أشارت التوقعات إلى ترقب زيادة الإتاج سنويا بواقع 6% خلال الفترة بين 2023 و2027.
وجدير بالذكر أن Global Data أصدرت التقارير استنادا إلى إحصائيات حديثة لعرض صورة كاملة عن سوق الذهب. وفقا لتقرير “التعدين العالمي للذهب حتى 2030”.
أيضا تحصل السعودية على 0.38% من الإنتاج العالمي للذهب. في حين تتصدر الصين وروسيا وأستراليا وكندا قائمة أكبر المنتجين عالميًا.
الشركات المنتجة
تحل شركة التعدين العربية السعودية (معادن) وشركة باريك جولد من أهم الشركات المنتجة للذهب في المملكة. حيث سجلت “معادن” انخفاض في إنتاجها بنسبة 1% ذلك خلال الفترة بين 2020 و2021. بينما تراججع إنتاج “باريك جولد” بنسبة 7%.
بإختصار, يتمتع الذهب بقيمة ليس لها مثيل في قلب الشعب السعودي, سواء تزينت به النساء على هيئة مجوهرات أو تم الاحتفاظ به داخل خزائن الأسر في صيغة أونصة أو عملات. يحتفظ المعدن النفيس بمكانة خاصة في المجتمع السعودي. حيث يمثل دالالة ثقافية وملاذ آمن ضد تقلبات الحياة. نظرا لاعتماد العائلات عليه لضمان أمنها الاقتصادي والحفاظ على قيمة الثروات عبر الأجيال. ما يحقق نوع من الاستقرار المادي ضد الاضطرابات الاقتصادية العالمية.
المقال الأصلي: من هنـا



