تظل القيمة الاجتماعية للأعمال محور نقاش على نطاق واسع بين المهتمين بالمسؤولية الاجتماعية للشركات؛ حيث أكد الخبراء أنه يجب الانتباه إلى ما يمكن أن يقدمه العمل.
واتضح بالفعل أن القيمة الاجتماعية للأعمال الخاصة بالشركات جزء لا يتجزأ من قوتها في السوق، وبخلاف السعي وراء الربح المادي فإن القيادة السليمة للشركات تلتزم بهذه المسؤولية التي تتضمن تحسين المجتمع أيضًا؛ في الوقت الذي تفعل فيه ذلك عن اقتناع تام.
في المقابل قال العديد من رؤساء الشركات إن هناك قيدان يحدان من النتائج المحتملة للمنافع الاجتماعية للشركات؛ وهما: العائد على رأس المال وقدرات الشركة.
المسؤولية الاجتماعية للشركات.. كيف لرائد الأعمال أن يخطو للأمام؟
التباهي الضار للأعمال
يتوقع المستثمرون عادة عوائد كبيرة، لكن أولًا بالنسبة للشركات التقليدية الساعية للربح سوف يفهم المستثمرون ما إذا كان التنفيذيون يتباهون بالأهداف الاجتماعية. ولكن إذا نتج عن التشدق الكلامي عوائد أقل فسيتجنب معظم المستثمرين الشركة. وسيؤدي ذلك إلى صعوبة جمع رأس مال إضافي، فضلًا عن الإضرار بسمعة المديرين التنفيذيين عندما يبحثون عن وظائف إدارية أخرى.
البحث عن الربح
على الجانب الآخر فإن بعض الشركات يتم تأسيسها كشركات ذات منفعة، ومن ثم يمكنها أن تضيف عنصر القيمة الاجتماعية للأعمال ضمن جدولها؛ حيث تتضمن الأهداف المعلنة أشياء تتجاوز الربح، والتي قد تشمل: الاستدامة والإنصاف والعمل الخيري المجتمعي، وقد يمنع هذا الهيكل المؤسسي جميع المستثمرين من الشكوى من فشل الإدارة في تعظيم الأرباح.
وحتى بالنسبة للشركات التي تبحث عن القيمة الاجتماعية للأعمال ينظر المستثمرون إلى النتائج المالية. لقد سمعوا أن الشركات المسؤولة اجتماعيًا تكسب قدر ما تكسبه الشركات القديمة الهادفة إلى الربح.
المأمول من المسؤولية الاجتماعية.. رد على كوارث عولمية
إذا لم يكن ذلك صحيحًا فسوف يبتعد المستثمرون، وربما سيقبل الآخرون عوائد أقل لفعل الخير، ولكن فقط لفترة محدودة؛ لذا لا تتوقع أن يكون المستثمر من فاعلي الخير فهو يريد عوائد مالية جيدة، وهنا يتحتم عليك أن تكون على اطلاع بالرأسمالية الواعية التي تضمن لك الحفاظ على القيمة الاجتماعية للأعمال، إضافة إلى جني الأرباح.
الحفاظ على القيمة الاجتماعية للأعمال
بعض الخطوات الصغيرة ممكنة لصالح المجتمع؛ لذلك يمكن للشركات معالجة عدم المساواة من خلال توفير وظائف للأشخاص المحرومين أو تمكين المرأة أو ذوي القدرات الخاصة على سبيل المثال، وهذا ما يعزز من القيمة الاجتماعية للأعمال، وقد يجذب الاستثمارات ويحافظ على درجة ترويج مناسبة لمشروعك –دون الوقوع في فخ استغلال المسؤولية الاجتماعية لصالح التسويق فالسحر قد ينقلب على الساحر بالأخير– مع مراعاة أن هذه العملية ستكون فقط للأشخاص المستعدين لتعلم الوظيفة واتباع القواعد، وهذا من صميم مهمات إدارة الموارد البشرية الماهرة التي يمكنها معرفة الكوادر الواعدة، وبالتالي فإن الأمر يمتد إلى الاستدامة والأهداف الأخرى الخاصة بشركتك.
وتتمثل المهمة الأساسية للشركة في تحويل الموارد منخفضة القيمة إلى سلع وخدمات ذات قيمة أعلى، وتكمن القيمة الاجتماعية للأعمال في توفير السلع والخدمات التي يريدها الناس، بسعر يجدونه مفيدًا وتجده –كرائد أعمال– تنافسيًا بعد دراسة قوية للسوق.
استدامة المسؤولية الاجتماعية.. الفكر المركب وفهم الغايات
وأخيرًا فإن التحدي الواقعي الذي يواجه المسؤولية الاجتماعية للشركات يكمن في كيفية موازنة المديرين ومجالس الإدارة بين مصالح جميع أصحاب المصلحة، الأمر الذي يتلخص أساسًا في القيادة؛ لذا يجب على المرء أن يسأل: كيف تخضع الإدارة للمساءلة عن قراراتها؟ كيف تتخذ الشركة تلك القرارات؟ هل إجراءات المسؤولية الاجتماعية للشركات الفعلية تتفوق على الخيارات الأخرى لمعالجة المشكلات؟ والأهم من ذلك: كيف يمكن لترسيخ القيمة الاجتماعية للأعمال أن يساعد في جذب استثمارات جديدة والحفاظ على الحالية دون الإخلال بالربح المادي؟
اقرأ أيضًا:
ريادة الأعمال الواعية.. فلسفة مستدامة
سمعة الشركات.. الباب الخلفي لنجاح رواد الأعمال
البيئة النظيفة وحدود المسؤولية الاجتماعية