القطاع غير الربحي في المملكة.. سبل التنمية الاقتصادية والاجتماعية

القطاع غير الربحي في المملكة أحد أهم الأعمدة الأساسية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية على حد سواء، وليس أدل على ذلك من سعي حكومة المملكة إلى رفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي من 0.3% إلى 5% في عام 2030.

بالطبع يحتل القطاع غير الربحي في المملكة مكانة بارزة في رؤية 2030، والتي تعمد إلى تطوير هذا القطاع باعتباره شريكًا مهمًا وفعالًا في النهضة التنموية الاستثنائية الشاملة التي تشهدها المملكة.

وتهدف رؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني إلى تهيئة البيئة الملائمة لدفع القطاع غير الربحي في المملكة نحو النمو، وتحويله إلى سوق عمل جاذبة، وتنمية المجتمع؛ وزيادة عدد المتطوعين إلى مليون متطوع، وزيادة نسبة الإنفاق التنموي للقطاع لتلك المؤسسات؛ لتصل إلى 51% بدلًا من 21% من إجمالي إنفاقها، بالإضافة إلى رفع كفاءة وفاعلية رأس المال البشري.

اقرأ أيضًا: المسؤولية المجتمعية والأندية الرياضية

الصناديق الوقفية

وإذا كنا نتحدث عن القطاع غير الربحي في المملكة فلا ينبغي إغفال الصناديق الوقفية، والتي تعد أحد الأساليب الجديدة في تشكيل وإدارة الأوقاف، فضلًا عن كون هذه الصناديق توفر الدعم اللازم لكل المستفيدين من الأوقاف لا سيما الجمعيات بمختلف أشكالها.

وتناسب الصناديق الاستثمارية الوقفية مختلف أشكال الأوقاف سواء مبانٍ أو جامعات أو مزارع وغيرها، خاصة أن السعودية تخطط وفق رؤيتها 2030 إلى رفع نسبة المشروعات التنموية ذات الأثر الاجتماعي من 7% إلى 33%.

المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي

يهدف المركز الوطني لتنمية القطاع غير الربحي إلى تنظيم دور منظمات القطاع غير الربحي في المملكة وتفعيله، وتوسيعه في المجالات التنموية، والعمل على تكامل الجهود الحكومية في تقديم خدمات الترخيص لتلك المنظمات، والإشراف المالي والإداري على القطاع، وزيادة التنسيق والدعم.

تأسس المركز في سياق تنمية القطاع غير الربحي، الذي يعد هدفًا استراتيجيًّا ضمن خطة رؤية 2030 الهادفة إلى تمكين القطاع غير الربحي في المملكة، وتحقيق أثر أعظم للقطاع على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي؛ حيث يُعتبر المركز إحدى مبادرات برنامج التحول الوطني لتنمية القطاع غير الربحي.

ويتولى المركز مهامًّا متعددة ستمكن القطاع من النماء، وتفعّل دوره في تحقيق التنمية المستدامة؛ إذ سوف يعمل مع كل شركائه من الجهات الحكومية، والمنظمات غير الربحية، والشركات، والأفراد، وفق حوكمة شمولية تحقق انسيابًا عمليًّا، يوفر للجميع إمكانية المساهمة وفقًا لأدوارهم ضمن منظومة القطاع غير الربحي.

اقرأ أيضًا: المؤسسة العامة للحبوب.. جهود حثيثة لتحقيق الأمن الغذائي بالمملكة

القطاع غير الربحي في المملكة

أظهرت إحصائيات أجريت في المملكة بلوغ إجمالي المتطوعين خلال عام 2021 أكثر من 393 متطوعًا، في حين بلغت القيمة الاقتصادية البديلة لأعمال هؤلاء المتطوعين ما يربو عن المليـار و150 مليـون ريال.

وبلغ إجمالي المتطوعين، خلال العام نفسه، 251.484 متطوع ومتطوعة، وتم إطلاق 805.242 فرصة تطوعية، وما يزيد على 42 مليون مستفيد مــن الأنشطة التطوعية، وكان العائد الاقتصادي من خلال الأعمال التطوعية أكثر من 916 مليــون ريال. وحقق القطاع غير الربحي في المملكة ارتفاعًا إلـى 3.068 منظمـة بنهاية 2021 بنسبة 88% مقارنة بعام 2017.

ووصل عدد هذه المنظمات، في الربع الثاني بالتحديد من عام 2022، حسب إحصائيات وزارة الموارد والتنمية الاجتماعية، إلى 258.304 بنسبة تخطت المستهدف؛ من خلال إطلاق 146.608 فرصة تطوعية.

وكان من أبرز الإنجازات في القطاع غير الربحي في المملكة: 24 مليون مستفيد من التطوع، في حين بلغ العائد الاقتصادي التقديري من عملية التطوع 282.564.596 ريال سعودي.
وأظهر تقرير آفاق القطاع غير الربحي الصادر من مؤسسة الملك خالد لعام 2022م ارتفاع عدد المنظمات المسجلة في السعودية إلى حوالي سبعة آلاف منظمة، بنسبة نمو بلغت %، وزيادة في مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي للسعودية بأكثر من 8 مليارات ريال (2.1 مليار دولار) سنويًا.

اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:

تأثير المسؤولية الاجتماعية في نجاح الشركات.. كيف يكون؟

استدامة الشركات.. من المناخ إلى الاقتصاد

مسك الخيرية.. اهتمامات تحقق تطوير المجتمع

العمل التطوعي.. مسيرة عطاء وتمكين في المملكة العربية السعودية

6 أمور أساسية عن الحوكمة البيئية