توقع الخبير الاقتصادي الدكتور محمد دليم القحطاني؛ أستاذ الاقتصاد بجامعة الملك فيصل بأن الفترة القادمة ستشهد خروج 60% من الشركات الناشئة والصغيرة من السوق بسبب الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم الآن جراء أزمة كورونا.
وأرجع ذلك إلى معاناة نحو 92% من الشركات الناشئة والصغيرة من الأزمة الحالية – حسب دراسة الاتحاد الوطني للأعمال المستقلة الأمريكي – الذي أضاف أن المعاناة تتمثل في قلة السيولة، والنقص الحاد في المبيعات، توقف سلاسل الإمداد، وتعطل حركة الاقتصاد.
وقال في الندوة التي عقدت على منصة مجلة “رواد الأعمال” على موقع التواصل الاجتماعي الأشهر “انستجرام” إن 80% من المشروعات الصغيرة بدأت بالاقتراض وهي ملتزمة بسداد أقساط لقروض بأنواعها المختلفة سواء للمصارف أو البنوك أو لمؤسسات مالية أو أفراد، ما يزيد من صعوبة الأزمة في ظل الأزمة المالية ونقص السيولة المالية، وصعوبة الوفاء بالالتزامات تجاه هذه القروض وتجاه مستحقات الموظفين والموردين.
وأشار “القحطاني” إلى أن نفس الدراسة الأمريكية التي أثبتت أن 5% فقط من أصحاب الأعمال الصغيرة أفادوا أنهم لم يتأثروا بالأزمة ولم يتعرضوا لاي تأثيرات على الأطلاق، وهم من لديهم استعداد لمواجهة الأزمة، وإدارة لمواجهة الأزمات، وأكثر من سيناريو لممارسة الأعمال في ضوء تطور الأوضاع.
ودعا “القحطاني” الجميع للتفكير في مرحلة التعافي من الآن، مؤكدًا أن المجال يسمح بتجنب المخاطر بالتأكيد؛ حيث سنكون على مشارف اقتصاد جديد يحتاج لآليات جديدة في إدارة الأعمال، ومنتجات جديدة تتوافق مع التوجه والتغير في سلوك العملاء الذي تغير كثيرًا في ظل هذه الأزمة.
ووضع القحطاني “خارطة طريق لرواد الأعمال” يمكن العمل عليها من الآن، من خلال الخطوات التالية:
(1) تقييم الأضرار المالية:
عليك أن تسجل الأضرار الملية، وكم نسبة الخسائر، وكم فقدت من المخزون، وكم دفعت رواتب، وكم دفعت للموردين، والإيجارات، والصيانة وغير ذلك.
(2) لابد من مراجعة خطط العمل:
عليك أن تحدد أولوياتك الأهم فالمهم، وحدد أهدافك واحرص أن تكون أهدافًا واقعية، وحدد أولوياتك حسب الأهمية.
(3) البحث عن مصدر لتمويل التعافي بعد الأزمة:
لابد أن يكون لديك مبالغ نقدية، وحدد الجهة التي ستمولك، واعلم بأن الاقتراض وإيجاد التمويل سيصاحبه تنافسًا شديدًا جدًا؛ فالمقرضين سيكونون شديدي الحرص على الاطمئنان لتجصيل قروضهم، وكل ذلك يعتمد على نوعية نشاطك وزيادة مبيعاتك، وهو ما يجذب المقرضين.
(4) حدد ميزانيتك:
وذلك يتم حسب الإنفاق الجديد؛ لأن صاحب العمل عليه إنفتق المال قبل أن يتمكن من كسب المال، فهو بحاجة لشراء مخزون، وتوظيف أعداد جديدة، وميزانية للتسيق والدعاية وغير ذلك، وهنا لابد من محاربة الهدر المالي في المؤسسة، كما يجب على صاحب العمل أن يؤجل دفع راتبه لنفسه، وأن يعتمد على ما لديه من مدخرات.
(5) التفكير في إعادة البناء وعمل جدول زمني له:
وهنا يجب الحذر من القيام بكل الأعمال في وقت واحد، كن واقعيًا وحدد أولوياتك حسب الأهمية، ولا تضيع وقتك في الأنشطة التي لا تحقق عائدًا قويًا على استثماراتك، وراقب عملك أسبوعيًا لمعرفة مايُعمل وما لا يعمل.
(6) وضع خطة طوارئ للأزمات القادمة -لاقدر الله- :
فالأزمات لا تتوقف، وقد تعطل عملك الصغير مرة أخرى، كوّن مدخرات نقدية سائلة أولية لنشاطك التجاري، وقلّص الإنفاق غير الضروري لجعل ميزانيتك تحت السيطرة، وابحث عن طرق ترفع كفاءة موظفيك وتخفض من تكاليف التشغيل، لابد أن يكون لديك خطة (باء) و(جيم) و(دال) و(هاء) و( واو) و (زاي).
و أجاب “القحطاني” على أسئلة رواد الأعمال المتابعين للقاء؛ ففي رده على سؤال حول مستقبل وظيفة “إدارة الأعمال”، أكد أن المستقبل لمن يستخدم أداوات أعمال حديثة ومبتكرة تختلف تمامًا عما كانت عليه من قبل، مشيرًا إلى أنه قد توصل إلى أكثر من 100 أداة حديثة في عالم إدارة الأعمال غائبة عن أصحاب الأعمال والقائمين بالمهام الإدارية.
اقرأ أيضًا :
مها شيرة مؤسسة “She Works”: جائحة كورونا نقطة تحول مطلق نحو الثورة الصناعية الرابعة
علي آل محسن: منصة “عاين” هدفها تخفيف المخاطر والمحافظة على الثروة العقارية
موسى العامري لـ”رواد الأعمال”: يمكن لقطاع المطاعم تجاوز أزمة كورونا بشروط