تقع مدينة العُلا، أقصى الشمال الغربي للمملكة العربية السعودية، وتتبع منطقة المدينة المنوّرة، وتبعد عنها حوالي 300 كيلو متر.
تتمتع العُلا بكثير من المناطق السياحية الأثرية، والإسلامية؛ حيث تُعد وجهة لتلاقي الحضارات والثقافات المختلفة؛ لذا تقع ضمن المواقع الأثرية المسجّلة بمنظمة اليونسكو.
ووفقًا للهيئة العامة للسياحة والآثار، يزور العلا نحو 30 ألف سائح سنويًا، من داخل المملكة وخارجها، كما تستضيف فعاليات مهرجان شتاء طنطورة الثقافي، بحضور نخبة من كبار نجوم الوطن العربي، والعالم، في احتفالية بدأت في الـ20 من ديسمبر المنصرم، وتستمر حتى 9 فبراير الجاري.
ويأتي تطوير “العُلا”، لتواكب أهداف رؤية 2030، وتنفيذًا للتعاون المشترك مع فرنسا؛ لتُصبح المدينة مركزًا للثقافة والتراث والطبيعة والسياحة والتعليم وحماية وحفظ التراث والآثار؛ حيث تعتزم “باريس” تنظيم المعرض المتنقل الأول عن حضارات العُلا في ربيع العام الحالي.
يحيط بالعُلا جبلان كبيران على وادٍ خصب التربة؛ يُزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه، تتوفر بالقرب منه مياه جوفية رغم شح الأمطار.
أبرز الأماكن السياحية
يزور السائحون المناطق الأثرية التي تعكس حضارة العُلا وتطوّر ثقافاتها على مر السنوات، ومنها:
1. العُلا القديمة
تمثل البلدة الإسلامية، ويقطنها حوالي 60 ألف نسمة، وتعود لبدايات العصر الإسلامي وتمثل إحدى ثلاث مدن إسلامية في العالم أجمع مازالت باقية؛ حيث تمتاز بمساجدها ومنازلها وأسواقها وأسوارها.
2. الطنطورة
تقع الساعة الشمسية – المعروفة لدى سكان البلدة بالطنطورة – جنوب البلدة الإسلامية، وهي بناء هرمي الشكل؛ حيث تستخدم لمعرفة دخول الفصول الأربعة، وخاصة فصل الشتاء.
ويتم الاستعانة بحجر مغروس في الأرض أمام البناء الهرمي؛ يصل إليه ظل الساعة الشمسية يوم 21 من ديسمبر وهو اليوم الأول لدخول فصل الشتاء، ولا يصل ظل الساعة الشمسية إلى هذا الحجر مرة أخرى إلا في العام التالي، وفي التاريخ نفسه.
3. دار الحجر “مدائن صالح”
يُعد أشهر معلم أثري وتاريخي، في محافظة العُلا، ويشتهر باسم “مدائن صالح”، وهو عبارة عن كهوف، ومقابر منحوتة في الجبال لأقوام حكموا شعوب هذه المنطقة من الآشوريين مرورًا بالأنباط، والرومان، وصولًا إلى العرب.
يقع شمال غربيّ المملكة، بين المدينة المنوّرة، وتبوك، وقد وُجد به آثار تعود لفترة ما قبل التاريخ، إلى جانب رسوم صخرية، ورجوم ركامية، كما تنوعت في الحجر النقوش الكتابية بين العربية الجنوبية، واللحيانية والثمودية، والنبطية، واللاتينية، والإسلامية.
وتضم مدائن صالح العديد من المزارات السياحية؛ مثل:
• قصر الفريد
يقع القصر بالمقابر النبطية في مدائن صالح، ويُعد من أشهر هذه المقابر وأكبرها؛ إذ يصل عدد القبور بداخله إلى 131 قبرًا.
بُنِيَ هذا القصر لشخص يُدعى حيان بن كوزا، وهو أحد الآثار المماثلة في المنطقة للهندسة المعمارية لمدينة البتراء في الأردن؛ التي كانت عاصمة المملكة النبطية.
• قصر البنت
يُعد أحد القصور المنحوتة في مدائن صالح؛ حيث يوجد خارجه رسمة لحيتان داخل شكل مثلث تُمثل حارس القبر.
تعود تسمية القصر – كما يُقال- إلى فتاة دُفنت فيه بعد أن قتلها والدها؛ بسبب علاقة حب جمعتها بأحد النحاتين في مملكة الأنباط، الذين سكنوا المدائن سنة 150 قبل الميلاد.
• ديوان جبل أثلب
وهو عبارة عن قاعة ذات زوايا مربعة، عرضها عشرة أمتار، وعمقها 12 مترًا، وارتفاعها ثمانية أمتار، ولها مدخل عرضه ثمانية أمتار و35 سنتيمتر، يوجد بكل جانب عمود من الحجر مربع الزوايا.
4. محطَّة السكة الحديد
بدأ العمل بها في أكتوبر من عام 1899، وتقع على خط سكة حديد الحجاز، التي كانت تربطها ببلاد الشام، مرورًا بمدينة تبوك؛ حيث أنشأها العثمانيون. ولا تزال آثار المحطة وعربات القطار شاهدة على حقبة تتجاوز 100 عام.
5. قلعة الحجر الإسلامية
وهي قلعة بناها العثمانيون عام1375 هـ 985 م؛ كاستراحة لحجاج بيت الله الحرام.
6. قلعة موسى بن نصير
تقع على جبل شاهق وسط مدينة العُلا، وقد سُميت باسم القائد المسلم موسى بن نصير لأنه أقام فيها حسبما ورد من آثار. بُنيت من الحجر المشذب على رأس هضبة صغيرة، كقلعة حصينة للدفاع عن البلدة. ويمكن الصعود إلى أعلى القلعة من خلال دَرَج مبني من الحجارة مكون من حوالي 300 درجة.
لمياء حسن