«العمري»: كورونا ليست أزمة لكنها صنعت عددًا من الأزمات
كورونا خطر وفرصة فيذات الوقت
إن كان رواد الأعمال يتميزون بشيء فليس أكثر من قدرتهم على رؤية الفرصة في قلب الخطر، على رؤية الفرص في قلب المخاطر؛ فهم يدركون أن ثمة مكاسب يمكن تحقيقها من وراء هذه المخاطر والكوارث، والأحداث الجسام.
ومن ثم فإن رؤية الفرصة تتطلب أولًا إعادة وضع مصطلح الأزمة في موضعه الصحيح، وفي هذا الصدد، قال أسامة العمري؛ خبير التسويق وتطوير الأعمال، المدير التنفيذي لشركة “جليمر للتسويق والتدريب” بكندا، في حديثه لـ «رواد الأعمال»، إنه لا بد، في البداية، من تعريف الأزمة؛ فهي تختلف عن مفهوم الظاهرة القاهرة، بمعنى أن انتشار فيروس كورونا يُعد، من وجهة نظر تسويقية، من الظواهر القاهرة التي لا دخل للإنسان فيها بشكل مباشر، فهي تغير مفاجئ، ذو آثار حادة تترك نتائج سلبية، وتحتاج إلى جهود غير عادية لإعادة التوازن من جديد؛ ومن نتائج تلك الظاهرة القاهرة ما يسمى الأزمة.
الطابع المزدوج للأزمة
وأضاف أنه يمكن القول، بناءً على ذلك، إن الكورونا في حد ذاتها، ليست أزمة، لكن من تداعياتها عدد من الأزمات، لافتًا إلى أن أبسط تعريف للأزمة هو: الناتج من ترجمة الكلمة الصينية ( Wei-Jet) وWei تعني الخطر وJet تعنى الفرصة، فكل الأزمات تعبر عن تغيير سريع لا إداري تأثيره سلبى أو إيجابي؛ فهو خطر وفرصة في نفس الوقت؛ وتمتاز الأزمات بالظروف الاستثنائية التي تواكبها.
ورأى «العمري» أن الذكي هو من يرى في تلك الأزمة فرصة يحسن استغلالها وتوظيفها، ففي عام 2008-2009 كانت الأزمة المالية العالمية على أشدها، وتراجعت الأسواق بشكل حاد، إلا إنها كانت فرصة رائعة للمستثمرين الأذكياء؛ حيث كانت تباع أسهم الشركات بخصومات كبيرة خيالية إن صح التعبير، ومع تعافي الأسواق من الركود العظيم، حقق هؤلاء المستثمرون مكاسب هائلة من مناوراتهم المدروسة.
التعامل المثمر مع الأزمات
وذكر «العمري» أنه من الأمثلة المميزة للتعامل مع الأزمات؛ أن قيمة مشتريات وارن بافت بلغت، خلال كارثة الائتمان، 5 مليارات دولار من أسهم شركة جنرال إلكتريك (GE) وأسهم (Goldman Sachs (GS وغيرها، أما جيمى ديمون؛ الملياردير ورئيس مجلس إدارة بنك “جي بي مورجان”، فاستخدم الميزانية العمومية لمصرفه في الاستحواذ على شركتي واشنطن ميوتشوال، وهما مؤسستان ماليتان دمرتهما الرهانات الضخمة على الإسكان الأمريكي، واستطاع بتلك المناورة الاستيلاء عليهما بأسهم أقل من 1% من قيمتهم الفعلية.
وأوضح خبير التسويق وتطوير الأعمال أنه، وعلى الصعيد العربي، هناك العديد من الشركات التي حققت استفادة كبيرة من الأزمات مثل أرامكو، خاصة بعد زيادة الطلب على النفط؛ لارتفاع سعر الإمدادات، وكذلك شركات الأغذية والتقنية في المنطقة العربية.
اقرأ أيضًا:
مستقبل العمل عن بعد وأثره في أداء الموظفين
“أبو القمبز”: أزمة “كورونا” قادتنا للتحول الإلكتروني غصبًا عنا
معتز الدخيل: دعم القطاع الخاص يضمن استدامة المنشآت الصغيرة والمتوسطة