يعتبر موضوع العقار والتقنية من الموضوعات الهامة والحيوية، وقد خصته شركة “جي وورلد” بتقرير مخصوص؛ لا سيما في ظل التطور السريع الذي يشهده القطاع العقاري في العالم، ومع دخول التقنية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية إلى القطاع العقاري والتي أثرت في سلوك المتعاملين في النظام البيئي للعقار بالكامل بداية من المشرعين والمطورين إلى المستهلك النهائي.
ومع ظهور تقنيات وأدوات رقمية جديدة جعلت تجربة التعامل مع العقار أسرع وأفضل عما قبل، ومع ظهور العديد من المصطلحات التقنية ذات العلاقة بالعقار، أصدرت جي وورلد تقريرًا بحثيًا حول العقار والتقنية؛ ليلقي الضوء بشكل أوضح وأعمق على علاقة العقار مع التقنية، وما هي التطورات التي شهدها العقار خلال الفترة الماضية من الجانب التقني وما هو المتوقع حدوثه في المستقبل من تأثير التقنية على القطاع العقاري.
اقرأ أيضًا: تطوير القطاع العقاري في المملكة.. إعادة هيكلة شاملة
العقار والتقنية
لعبت التقنية، حسب تقرير شركة “جي وورلد”، خلال الفترات الماضية دورًا مؤثرًا في القطاع العقاري والذي بدوره تعامل مع التقنية وفتح لها أبوابه، على الرغم من أن هذا القطاع لا يتبنى التغيير بسرعة وبسهولة، بل ويعتبر من أواخر القطاعات استجابة للثورة الرقمية الحاصلة.
ربما يرجع ذلك إلى صعوبة الانتقال من الأسلوب التقليدي المعتمد على نظام العمولة إلى النظام الحديث، ولكن في النهاية استجاب القطاع لهذا التغيير، وهذا يرجع للعديد من الأسباب منها: التغير في سلوكيات المشترين والمتعاملين في القطاع العقاري، والذي تحول من النظام التقليدي للنظام الرقمي في معظم التعاملات اليومية للعديد من القطاعات مثل القطاع المالي والتعليمى وغيرها.
وكذلك التغير في النظام البيئي للقطاع العقاري ككل، والبحث الدائم من أصحاب المصلحة المتعاملين بالقطاع عن تبسيط التعاملات العقارية ورقمنه القطاع العقاري _ هنا يأتي الحديث جليًا عن العقار والتقنية _ بشكل متكامل خصوصًا عقب جائحة كوفيد19- والتي سرعت التحولات الرقمية للعمليات.
ويعد القطاع العقاري أحد القطاعات الحيوية التي ظهر دور التقنية فيها بشكل ملحوظ، وأصبحت التقنية عاملًا حاسمًا في ظهور العديد من الشركات الناشئة العاملة في القطاع _ العقار والتقنية مرة أخرى _ والتي بدورها استطاعت أن تقضي على الأنظمة التقليدية في التعاملات العقارية التي بدأت تختفي وتندثر مع التقدم الذي يشهده قطاع تكنولوجيا.
اقرأ أيضًا: رئيس غرفة الشرقية: نظام الشركات الجديد يكمل منظومة تمكين قطاع الأعمال
تكنولوجيا العقار
وإذا كنا نتحدث عن العقار والتقنية، فأولى بنا أن نعرف ما هي تكنولوجيا العقار؟ حيث قامت الرابطة الأوروبية لتكنولوجيا العقار، حسب تقرير شركة “جي وورلد”، بوضع تعريف لتكنولوجيا العقار؛ حيث وضحت أنه أي ابتكار (نموذج تقني أو تجاري تقني) في سلسلة القيمة العقارية؛ عبر جميع فئات الأصول العقارية.
وفي عام 2017 تعاون جيمس ديرسلي أحد المختصين والشريك المؤسس لمنصة Unnisu والبروفيسور أندرو باوم في وضع تعريف لتكنولوجيا العقار على النحو التالي:
«تكنولوجيا العقار هي جزء صغير من التحول الرقمي الأوسع لصناعة العقارات. يصف حركة تقود تغييرًا في العقلية مع صناعة العقار ومستهلكيها فيما يتعلق بالابتكار المدفوع بالتكنولوجيا في تجميع البيانات، والمعاملات، وتصميم المباني، والمدن».
ولكن هذا التعريف الموسع، الذي نسوقه في معرض حديثنا عن العقار والتقنية، لم يعد، حسب شركة “جي وورلد”، ملائمًا مع حجم الاستثمارات الجريئة في هذا القطاع والدخول المتزايد للشركات الناشئة والتقنيات التي دخلت بشكل أعمق في القطاع العقاري.
اقرأ أيضًا: ندا النفيعي: نظام الشركات الجديد نقلة نوعية في مجال الأعمال
التكنولوجيا العقارية في أفريقيا
تعيش أفريقيا حالة من التطور التقني والتي لم تصل بعد إلى معدلات كبيرة، ولكنها تسعى لأن يكون لديها المقومات التقنية من بنية تحتية واستخدامات متعددة للتقنية والعمل على التحول الرقمي في الكثير من المعاملات اليومية. وبالتالي ليس من المستعبد إيجاد نوعًا من الربط بين العقار والتقنية هناك.
وتختلف استخدامات التقنية في الدولة الأفريقية مع اخُتلاف حجم الإنفاق على التقنية، ومن المتوقع، حسب شركة “جي وورلد”، أن تشارك أفريقيا بنسبة 5% في عام 2022 من مجموع حجم الإنفاق العالمي على تقنية المعلومات والتي يتوقع أن تبلغ حوالي 5.3 تريليون دولار، والتي تشمل أيضًا الإنفاق على البنية التحتية والبرامج والأجهزة وخدمات الأعمال التقنية الناشئة والتي تندرج تحتها تكنولوجيا العقار.
وعند النظر إلى الأرقام التصاعدية في عدد اشتراكات الهُواتف الذكية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نجد أنه قد وصل عدد المشتركين إلى ما يقرب من 446 مليون مشترك، ومن المتوقع أن يصل عدد المشتركين إلى 799 مليون مشترك.
وهذا التطور يدل على الوتيرة السريعة التي يستخدم بها سكان قارة أفريقيا التقنية؛ فتطور الأرقام يدل على استعداد الشعوب الأفريقية للتحول الرقمي _ وليس من العسير إذا الحديث عن العقار والتقنية _ في ظل تدني بعض الخدمات الأساسية لديهم. فقط زاد عدد المستخدمين للهواتف الذكية أكثر من 416 مليون شخص خلال 9 سنوات فقط.
وعلى الجانب الآخر تطورت المعاملات المالية في القارة الأفريقية والتي تستخدم الهواتف الذكية في عمليات تحويل الأموال؛ حيث شهدت تحويل الأموال عبر الهواتف نموًا سريعًا حيث أجرى 200 مليون مستخدم 24.46 مليار معاملة مالية عبر الهاتف فى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهو يمثل ما نسبته 5% من جميع المعاملات التي تمت في أنحاء العالم، وفي نيجيريا بلغت عدد التحويلات المالية لكل تطبيقات الهأتف المحمول أكثر من 46 مليون دولار في عام 2020.
يعتبر مستقبل التكنولوجيا العقارية، حسب شركة “جي وورلد” المعنون بـ «العقار والتقنية»، فى قارة أفريقيا متقدمًا ومستقبله واعد والتوقعات تشير إلى أن تصبح الدول الأفريقية في مقدمة الدول الجاذبة للاستثمارات التقنية ومن ضمنها التكنولوجيا العقارية، وهذا يعود للعديد من الأسباب منها: التقدم الكبير في استخدام التقنية بشكل يومي على صعيد المعاملات المالية وغير المالية، وتطلعات الدول الأفريقية لتحسين جودة البنية التحتية، وتنظيم القطاع العقاري عبر استخدام التقنيات الحديثة.
اقرأ أيضًا: جذب الاستثمارات في المملكة.. جهود وإصلاحات اقتصادية
التكنولوجيا العقارية في السعودية
لا يغيب عن عين المشاهد والمحلل حالة التقدم التقني الذي تعيشه المملكة خلال السنوات الماضية والتي شهدت تطور أعلى كافة المجالات ومنها المجال التقني والذي أصبح مشاركًا في القطاعات الحيوية داخل المملكة سواء على الصعيد الحكومي أو الخاص، فالراصد لحالة التقدم التقنى للمملكة يعي تمامًا التطور الحاصل والذي جاء بناءً على خطة حكومية ممتدة للوصول إلى أفضل المعايير التقنية المستخدمة على مستوى العالم.
فإذا قارنا نسبة مساهمة قطاع النقل والتخزين والاتصالات في إجمالي الناتج المحلي نجد أنها قد ارتفعت عام 2020 إلى 6.5% وذلك مقارنة بالعام السابق له عام 2019 الذي بلغت فيه نحو 5.8% أما على أساس الربع السنوي فقط ارتفعت أيضًا نسبة مساهمة قطاع النقل والتخزين والاتصالات في الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية في الربع الثالث عام 2021 إلى 5.22% وذلك مقارنة بالربع السابق له حيث وصلت فيه إلى 5.07%.
تعمل الشركات الناشئة حاليًا في المملكة العربية السعودية، حسب شركة “جي وورلد” المعنون بـ «العقار والتقنية»، على توفير بيئة خدمية تقنية تخدم الأنشطة العقارية، تلك الأنشطة التي تساهم في الناتج المحلي الإجمالي السعودي بما يزيد عن 212 مليار ريال سعودي في عام 2021 وذلك بالأسعار الجارية، وتعتبر الأنشطة العقارية واحدة من الخدمات التي تلقى عناية من قبل الحكومة السعودية.
يعيش القطاع العقاري مرحلة نمو في حجم المساهمة في الناتج المحلي الإجمالي حيث شارك القطاع العقاري بنسبة 6.8% في إجمالي الناتج المحلي الإجمالي السعودي في عام 2021 مع تطلعات أن تصل نسبة القطاع إلى 8.8% في عام 2030.
لذلك فإن فرص الاستثمار في القطاع العقاري، حسب شركة “جي وورلد” المعنون بـ «العقار والتقنية»، كبيرة وسوف تجذب المستثمرين للدخول بشكل أقوى من حيث الاستثمارات الجريئة، فمع نمو القطاع التقني في المملكة والذي بدوره سوف ينعكس على القطاع العقاري سوف نشهد تواجد العديد من الشركات الناشئة التي سوف تغير من السوق العقاري التقليدي الحالي وتعمل على رقمنة القطاع العقاري والدفع به قدمًا.
اقرأ أيضًا:
صندوق التنمية العقارية.. الأهداف والخدمات
نتائج إطلاق رؤية 2030.. الطريق لصناعة المستقبل
برنامج سكني.. إنجازات تتماشى مع الرؤية
منصة مزايا.. خدمات أعمال متنوعة بأسعار مخفضة لرواد الأعمال وأصحاب المنشآت
موانئ المملكة.. 9 شرايين تربط السعودية بالعالم