برز تدهور البيئة كأخطر المشكلات التي تواجه البشرية، وتهددها بالفناء، وكذلك الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض، أو في باطنها، أو التي تعيش داخل المياه.
واحتل تدهور البيئة سلم الأولويات في اهتمامات دول العالم باختلاف ثقافاتها وأجناسها؛ إذ بدأت في اتخاذ خطوات عملية؛ لاحتواء المشكلات التي تهدّد البيئة، فبرزت جهود عملية للدول- مجتمعة أو منفردة- للمحافظة على البيئة؛ عبر أنشطة متزايدة في جميع المجالات؛ للحدِّ من الممارسات الضارة، والأنشطة المدمرة التي تضر البيئة، مع العمل في الوقت نفسه على إعادة إصلاح ما تمَّ تدميره، وتنفيذ خطط وبرامج تضمن الاستدامة البيئية.
وانطلاقًا من مسؤوليتها- كدولة رائدة ضمن مجموعة العشرين- قادت المملكة جهودًا على المستوى المحلي، والإقليمي، والدولي، للحفاظ على البيئة؛ اعتمادًا على رؤية المملكة 2030؛ وذلك بطرح مجموعة مبادرات بيئيّة ضمن مبادرة السعودية الخضراء، وحرص المملكة على إطلاق المبادرات والقوانين التي تخدم البيئة محليًا ودوليًا؛ كمبادرة الشرق الأوسط التي أطلقها سمو الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد -حفظه الله- والتي تهدف إلى زراعة 50 مليار شجرة في الشرق الأوسط؛ من بينها 10 مليارات شجرة داخل المملكة.
لقد مثَّلت هذه المبادرات رؤية سعودية ومسؤولية دولة قائدة، استنادًا إلى المستهدفات الطموحة لهذه المبادرات، والتي من أهمها زيادة الغطاء النباتي، والطاقة المتجددة، وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 278 مليون طن سنويًا بحلول 2030م، واستصلاح 200 مليون هكتار من الأراضي المتدهورة عن طريق التشجير؛ ما يسهم في خفض الانبعاثات الكربونية في العالم بنسبة 2.5%، والمساهمة في خفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن إنتاج النفط والغاز في المنطقة لأكثر من 60%.
كذلك، أطلقت المملكة أكثر من 62 مبادرة في المسار البيئي؛ لزيادة الغطاء النباتي في المستقبل، والحفاظ على الغطاء النباتي الموجود، وحمايته بطريقة مستدامة وتنميته، مع إضافة حوالي 10 مليارات شجرة ضمن مبادرة السعودية الخضراء، التي رفعت نسبة مساهمة المملكة إلى 4% من مستهدفات المبادرة العالمية للحدّ من تدهور الأراضي.
لقد بدأت المملكة فعليًا، تنفيذ مبادراتها المهتمة بالتشجير، بزراعة حوالي نصف مليون شجرة، وإعادة تأهيل (8) ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة، وتخصيص أراضٍ لمحميّة جديدة؛ ليصبح إجمالي المناطق المحميّة في المملكة أكثر من 20% من إجمالي مساحتها.
ولتحقيق الأهداف المعلنة لكل المبادرات، يتطلب الأمر توحيد الجهود الرسمية والوطنية، وتفعيل دور القطاع الخاص، والقطاع غير الربحي، والوقف الخيري، ومنظمات المجتمع المدني، والمنظمات الشبابية، في تنمية الغطاء النباتي، وتحويل المملكة إلى أرض خضراء؛ من خلال تشكيل منظومة وطنية تشاركية متكاملة، بما في ذلك المجتمعات المحلية؛ حتى يصبح التشجير والمحافظة على البيئة ثقافة مجتمعية، تدعم الجهود الحكومية محليًا، وإقليميًا، ودوليًا؛ باعتبار أنّ المحافظة على الغطاء النباتي، وزيادة رقعته أحد المستهدفات الرئيسة للاستراتيجية الوطنية للبيئة، التي تمثّل خطة وطنية لتحقيق أهداف وتطلعات رؤية المملكة 2030 فيما يختصُّ بحماية البيئة.
اقرأ أيضًا:
نهضة المملكة بفكر قائد شاب متفرد
العلم والتكنولوجيا من أجل التنمية
أمير الإنجازات والذكرى الخامسة للبيعة
المؤتمر العالمي لريادة الأعمال