أظهرت نتائج استطلاع جديد، أن المهنيين يأملون في استثمار المزيد من الوقت في رفاهيتهم خلال السنوات الخمس المقبلة. في حين علق العديد منهم آمالهم على أن يساعد الذكاء الاصطناعي في تحقيق ذلك.
وفي حين يحلم البعض بأن يكون لديه 12 ساعة إضافية في الأسبوع. وهذا هو مقدار الوقت الذي تتوقعه وكالة الأنباء العالمية “تومسون رويترز”، فإن الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي ستوفر الوقت على المهنيين في المستقبل.
كما أظهرت نتائج دراسة استقصائية جديدة أجرتها شركة “خدمات المعلومات” في شهري أبريل ومايو الماضيين لأكثر من 2200 متخصص، أن 77% من المهنيين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير “تحويلي” على حياتهم المهنية في السنوات الخمس المقبلة.
وكان الاستطلاع قد شمل الأشخاص الذين يعملون بمعدل 46 ساعة أسبوعيًا، والذي صرح خلاله أكثر من نصف المشاركين أنهم يشعرون أنه ليس لديهم الوقت الكافي للقيام بكل ما يريدون، ويأملون أن يساعدهم الذكاء الاصطناعي على تخصيص المزيد من الوقت للأشياء التي تهمهم.
وفيما يتعلق برأي كبار المتخصصين الذين شملهم الاستطلاع حول الأمور التي يرغبون في القيام بها لقضاء الوقت الذي ينقذ فيه الذكاء الاصطناعي رفاهيتهم، أكد نحو 24% منهم أنهم يريدون قضاء المزيد من الوقت في ممارسة هواياتهم، والراحة، وتطوير التوازن بين العمل والحياة بشكل عام، في حين أشار 10% إنهم سيقضون الوقت الإضافي في مشاريع العمل طويلة الأجل والمهام الأساسية.
لا شك أن تطوير التوازن الجيد بين العمل والحياة أمر مهم بشكل متزايد بالنسبة للعمال، خاصةً منذ الجائحة عندما كان “المنزل هو المكتب وكان الجميع يعملون على مدار الساعة”.
وتقول “ماري أليس فيوسيك”، كبيرة مسؤولي الأفراد في “تومسون رويترز”، إنه إذا كان بإمكان الذكاء الاصطناعي أن يحرر بعضًا من وقت هؤلاء العمال فإن هذا “يمنحهم فرصة للاستثمار مرة أخرى في صحتهم”.
ومع ذلك، أشارت نتائج الاستطلاع وجود انقسام في الرأي بين المهنيين يعكس حالة من عدم اليقين لديهم بشأن ما إذا كان المستقبل سيتضمن ساعات عمل أكثر أو أقل. حيث صرح نصف المشمولين في الاستطلاع أنهم يتوقعون رؤية تحسن كبير أو معتدل في التوازن بين العمل والحياة في السنوات الخمس المقبلة مع زيادة قدرات الذكاء الاصطناعي، في حين قال حوالي 38% منهم إنهم يتوقعون تغييرًا طفيفًا أو لا يتوقعون أي تغيير على الإطلاق.
وعلى أي حال، لقد خلق هذا الاستطلاع حماسة لدى العمال بشكل عام للقيمة التي يمكن أن تضيفها هذه التقنيات إلى عملهم.
وفي الوقت نفسه كان المحترفون الذين شملهم الاستطلاع متحمسين بشكل خاص لاستخدام الذكاء الاصطناعي للاستفادة من كميات أكبر من البيانات للحصول على رؤى الأعمال، وتقليل الأخطاء البشرية في عملهم، وتوفير تحليلات متقدمة لاتخاذ القرار.
ومع ذلك، لا تزال تتردد بعض الأقاويل حول دمج الذكاء الاصطناعي في مكان العمل، وينبع ذلك من المخاوف المتعلقة بسلامة الذكاء الآلي وخصوصية البيانات، فضلًا عن الشعور بعدم اليقين بشأن أفضل السبل لدمج التقنيات الجديدة في مكان العمل.
وعن تلك المخاوف وحالة الشعور بعدم اليقين التي تنتاب البعض ردت “فويسيك” قائلة: “إن تخصيص وقت للتعلم وتجريب الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية أيضًا”، وأضافت: “أنه يجب على قادة الأعمال تزويد الموظفين [بطرق آمنة] لمتابعة هذه التجارب”.
من المؤكد أن التاريخ سبق وأكد وجهة نظر “فويسيك” من قبل، وفي عالم الأعمال اليوم تعتمد الميزة التنافسية للشركات على قدرتها على التكيف مع التكنولوجيا الجديدة.
لذا أصبح على رواد الأعمال لزامًا أن يحتضنوا تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء شركاتهم وإنتاجيتها التي وبلا شك ستكون قادرة على أن تعود بمزايا كبيرة على أعمالهم وعلى العمال، وكل ما عليهم فعله فقط هو أن يبدأوا في تلك التجارب.
بقلم / افا ماندولي
المقال الأصلي: هنا