ارتبطت الدرعية التاريخية بشكل وثيق بالدولة السعودية الأولى؛ حيث كانت عاصمة لها، كما شكّلت منعطفًا تاريخيًا بارزًا في الجزيرة العربية، وكانت مقرًا للحكم والعلم، حتى اختار الإمام تركي بن عبدالله؛ مدينة “الرياض” لتكون المقر الجديد للحكم عام 1824.
وكان موقع “رواد الأعمال” استعرض أهم المناطق السياحية في المملكة، والتي تم إدراجها على قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو، وذلك بعد أن أعلنت السلطات السعودية، في السابع والعشرين من سبتمبر الماضي -بالتزامن مع يوم السياحة العالمي- عن البدء بمنح التأشيرة السياحية الإلكترونية، في إطار حرصها على المضي قُدمًا بعجلة النمو الاقتصادي.
أهم المعلومات عن الدرعية التاريخية
وفي المقال التالي، نعرض أبرز المعلومات عن الدرعية التاريخية التي تُعتبر ثاني الأماكن بالمملكة التي يتم إدراجها بقائمة التراث العالمي.
تتميّز الدرعية بالمظاهر الطبيعية الجميلة، كالروافد، والشعاب، والأراضي الخصبة، فضلاً عن الكثير من المعالم التي تربط تجربة الإنسان بالحضارة، والاستقرار، والبناء، والتعمير، الأمر الذي ساعدها على دخول القائمة العالمية عام 2010، بعد انضمام “مدائن صالح” إليها عام 2008.
ارتبطت الدرعية بوادي حنيفة الذي نشأت على ضفافه، ومنه استطاعت أن تأخذ مكانتها الحضارية والبيئية؛ ما أوجد نوعًا من التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة، كما حظيت بمكانة استثنائية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين، وتمكّنت من الحفاظ على شهرتها بعد أن ألحقت جيوش الدولة العثمانية التدمير بها وبمحيطها الجغرافي، عام 1818.
تأثرت المنطقة بالنشاط الإنساني، والوضع الاجتماعي، فأصبحت نموذجًا لمجتمع الواحات في البيئات الصحراوية، كما جسّدت الهوية الثقافية الأصيلة للمنطقة.
يظهر الجانب الحضاري في الدرعية من خلال الدور السكنية، أنظمة الري، إلى جانب القنوات والأنفاق، والقرى الزراعية الموجودة في محيطها الجغرافي.
سر التسمية
تعتبر المنطقة حصنًا للدروع، ومنها استمدت اسمها، وسرعان ما تصدّرت الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها، بالإضافة إلى تحكٌمها في طريق الحج إلى مكة المكرمة، وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق، وإلى “أبا الكباش” شمال الدرعية.
حملت الدرعية رسالة الإصلاح، كما حققت الكثير من النجاحات، بفضل مركزها السياسي، العسكري، والديني، وتدفقت عليها الثروة، وتقاطر التجار على أسواقها وغدت منارة للعلم؛ اشتهر أئمة الدولة السعودية الأولى بالعدل، والحزم والالتزام بالقيم الدينية، والتقاليد الحميدة.
أما من ناحية التعداد السكاني، فقد أكدت الإحصائيات أن عدد سكان المحافظة وصل إلى أكثر من حوالي 100 ألف، وذلك عام 2016.
ومن الجهة الإدارية، تقسّم المحافظة الدرعية إلى 6 مراكز، وهي: مركز العينة والجبيلة، مركز المعمارية، مركز سلطانة، مركز سدوس، مركز حزوى، ومركز بوضة، بالإضافة إلى مدينة واحدة فقط هي الدرعية.
الاهتمام بالتراث
أطلقت المملكة، مشروع تطوير الدرعية التاريخية، والذي يعد أحد المشاريع الوطنية الرائدة التي حظيت بالاهتمام والمتابعة المباشرة من صاحب السمو الملك سلمان بن عبد العزيز؛ خادم الحرمين الشريفين، الذي تبنى المشروع؛ انطلاقًا من أهمية تطوير هذا المعلم التاريخي البارز والمحافظة عليه.
من جهتها، أولت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أهمية خاصة بالحفاظ على الدرعية التاريخية، ورفع مقترحات تطويرها، علمًا بأن مشروع تطوير الدرعية يعتبر جانبًا من اهتمام المملكة بتنمية التراث الوطني؛ اعترافًا بدوره في حفظ تاريخ الوطن، وإبراز مساهمة أبنائه في ملحمة تأسيسه ووحدته.
اقرا أيضًا:
بعد التأشيرة السياحية الإلكترونية.. 5 مواقع سعودية بقائمة التراث العالمي