رفع تصنيف “الخطوط” لخمسة نجوم بنهاية العام القادم
الجاسر : جدول زمني لمتابعة مراحل تنفيذ المشروع لإطلاقه في الوقت المحدد
أطلقت الخطوط السعودية مبادرة جديدة ضمن مشروع استراتيجي لتطوير الأداء والخدمات والارتقاء بها لآفاقٍ أرحب وفق أعلى معايير خدمات النقل الجوي، تتضمن النهوض بكافة الخدمات قبل وأثناء وبعد الرحلة، بدءًا من الموقع الإلكتروني وتطبيقات الهواتف الذكية ومراكز الاتصال ومكاتب المبيعات، ومرورًا بالخدمات في صالات المطارات، وعلى متن الطائرات، علاوةً على خدمات ما بعد البيع شاملةً كافة مواقع الخدمة.
جاء ذلك اليوم – الأربعاء- في المؤتمر الصحفي الذي عقده قطاع الاتصال المؤسسي بالخطوط السعودية، بأكاديمية الخدمة الجوية بجدة؛ للكشف عن المبادرة واستعراض إنجازات العام الماضي؛ وذلك بحضور المهندس صالح بن ناصر الجاسر؛ مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية، ويان البريخت؛ الرئيس التنفيذي للخطوط السعودية للنقل الجوي، وعدد من مسؤولي الشركة.
وقال المهندس صالح الجاسر: إن الهدف من إطلاقِ الـمشروعِ الشامل (TOP5) هو أن تكون الخطوط السعودية مصنَّفة كشركة خمسة نجوم بنهاية العام القادم، وهو نادي الصفوة لشركات الطيران الرائدة بالعالـم، حسب تصنيف “سكاي تراكس” الذي يُعلَن في صيف العام التالي؛ عبر عمليةٍ شاملةٍ لتطوير تجربة السفر في كافة مراحلها بدءًا من مرحلة ما قبل الرحلة، مُرورًا بعملية الحجز والشراء والخدمةِ الأرضية، وعلى متن الطائرة، وخدمات الوصول، ومرحلة ما بعد الرحلة؛ لتكون على أعلى مستوىً في كل مرة، بـما في ذلك التعامل الـمهني، وتقديم الرعاية الفائقة عند تعرض أيَّةِ رحلة لظروف تشغيلية غير مواتِية.
وأضاف أن هذا الـمشروع الاستراتيجي يُعد أحد الـمشاريع الكبرى للمؤسسة التي تشهد تطورًا شاملًا يتَّسق مع برامج التنمية الشاملة والـمشاريع الاستراتيجية التي يشهدها الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الـملك سلمان بن عبدالعزيز ،وصاحب السمو الـملكي الأمير محمد بن سلمان؛ ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، برؤيتهما الـملهمة للوطن عمومًا، ولقطاع الطيران خصوصًا؛ إذ يمثل هذا القطاع إحدى أهم ركائز رؤية 2030.
جدول زمني
وأوضح الجاسر أن أن العنصر البشري هو أهم الـموارد، وأنه تم وضع جدول زمني لمتابعة مراحل تنفيذ المشروع في الوقت المحدد، مع عقد برامج تدريبية مكثفة لكافة منسوبي الخطوط السعودية، بما يضمن تنفيذ المشروع وفق المخطط له، لافتًا إلى تضمن المشروع قفزات هائلة في منظومة الخدمات، من بينها الترحيب المميز فور دخول الطائرة، وإنشاء درجات أولى وأعمال وضيافة وفق أعلى المواصفات، ووجود طهاة مدربين على درجتي الأولى والأعمال؛ لتقديم أفخر الوجبات، مع تقديم خدمة طعام فندقية لدرجة الضيافة، وإنشاء صالات للضيوف دائمي السفر بمزايا عالمية، فضلًا عن مركز عالمي لخدمة الضيوف.
الاستثمار في العنصر البشري
وقال الجاسر إن النجاح المميز لخطة “السعودية” التشغيلية خلال عام 2017م ، جاء تتويجًا لنجاحاتٍ متواصلة منذ إطلاق برنامج التحول والخطة الاستراتيجية 2020 في عام 2015م بركائزها الرئيسة، وفي مقدمتها الاستثمار في العنصر البشري من خلال برامج التدريب المنتهي بالتوظيف كبرنامج رواد المستقبل ، وتحديث وتنمية الأسطول، ورفع الكفاءة التشغيلية، وزيادة السعة المقعدية الداخلية، والتوسع في التشغيل الدولي، وتطوير الخدمات والمنتجات بما يناسب كافة شرائح الضيوف، وإبرام اتفاقية مع وزارة التعليم لابتعاث خمسة آلاف شاب لدراسة علوم الطيران وهندسة وصناعة الطائرات، وغيرها من البرامج المتنوعة ، كما تم عقد أكثر من أربعة آلاف دورة وبرنامج تدريبي وورشة عمل، استفاد منها أكثر من 25 ألف موظف وموظفة.
أسطول حديث من الطائرات
وشملت المبادرات أيضًا تحديث وتنمية الأسطول؛ حيث تواصل “السعودية” تنفيذ هذا البرنامج بعد توقيع اتفاقيتين للاستحواذ على (113) طائرة من أحدث الطائرات في العالم، مع استلام (61) طائرة جديدة معظمها عريضة البدن منها (33) طائرة تم استلامها العام الماضي كأكبر عدد يتم استلامه في عام واحد، كما تم خلال شهري يناير وفبراير 2018م ، استلام (5) طائرات جديدة من مجموع (19) طائرة حديثة يتم استلامها خلال العام الجاري، وانخفض معدَّل عمر الأسطول إلى أقل من (5) سنوات، فيما يبلغ عدد طائرات أسطول “السعودية” حاليًا (144) طائرة أيضًا بخلاف طائرات أديل، والطيران الخاص، والبيرق، والحج والعمرة، والشحن .
ووفقًا للجاسر أن “السعودية” أضافت خلال عامين فقط أكثر من (5) ملايين مقعد إلى السعة المقعدية للقطاع الداخلي، وأضافت (9) وجهات دولية جديدة تتمثل في المالديف ، الجزائر ، أنقرة ، ميونخ ، ملطان ، بورتسودان ، موريشيوس ، ترافندروم ، وبغداد، كما أطلقت برنامجًا لتطوير الخدمة الشاملة في كافة المواقع، شمل الخدمات الأرضية والجوية، بالإضافة إلى البنية التقنية وكذلك تطبيقات الأجهزة الذكية، إلى جانب مكاتب المبيعات الداخلية والدولية، وكذلك صالات الفرسان، وبرامج الترفيه على متن الطائرات.
وأضاف أن المؤسسة أطلقت- ضمن مبادرات تطوير المنتجات- طيران البيرق، وطيران السعودية الخاص، ثم دشنت الرحلات المنتظمة لطيران أديل ـــ ذراع الطيران الاقتصادي للمؤسسة ـــ والتي حققت نجاحًا باهرًا وزادت وجهاتها إلى سبعِ، وضاعفت رحلاتها بين الرياض وجدة إلى 14 رحلة في الاتجاهين يوميًا، وانضمت لشقيقتها الكبرى “السعودية” بمنتجاتها الخاصة ودرجات السفر المتنوعة ومنها جناح الدرجة الأولى المميز ، وطيران البيرق في تقديم خدمات النقل الجوي المنتظم بين كافة مناطق المملكة.
جوائز دولية
وأكد الجاسر أن هذه الجهود أسفرت عن حصول “السعودية” جوائز دولية في مقدمتها جائزة أفضل شركات الطيران تحسنًا في العالم والتي تُظهر تطور الأداء وتحفز على مزيد من العطاء، مشيرًا إلى تطور وتحديث الأنظمة والإجراءات الداخلية، وأخلاقيات العمل، والحوكمة، والأنظمة المالية، فلأول مرة في تاريخ المؤسسة يتم اعتماد ميزانية صفرية بدلًا من تراكمية؛ لتكون أكثر دقة في استثمار الموارد وتقدير الإيرادات والمصروفات، وفق أسس التشغيل التجاري ؛ ما جعلها منظومة متكاملة تعمل وفق أسس تجارية، وتهدف إلى الاستثمار الأمثل في تطوير الخدمات والمنتجات.
وأشار الجاسر إلى أنه- ولأول مرة في تاريخ المؤسسة- تحقق ربحية على المستوى الشهري خلال عام 2017م ، متوقعًا تحقيق ربحية على المستوى الفصلي سواء ربع أو نصف العام على أن يتم تحقيق الربحية على مدى العام اعتبارًا من عام 2019م بمشيئة الله؛ أي قبل الموعد المستهدف بعام .
دعم برامج التنمية
وبيّن الجاسر أن الخطوط السعودية مؤسسة وطنية تضم تحت مظلتها مجموعة متكاملة من الشركات المتخصصة في صناعة الطيران والنقل الجوي، في مقدمتها الخطوط السعودية للنقل الجوي، وشركات الخطوط السعودية للشحن، والخطوط السعودية للتموين، والسعودية لهندسة وصناعة الطيران، والسعودية للخدمات الأرضية، وأكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران، وطيران السعودية الخاص، وفلاي أديل، وشركات أخرى مساندة تمثل جميعها مجموعة الخطوط السعودية التي تسهم بدور فعال في دعم برامج التنمية والاقتصاد الوطني، وتحديدًا قطاع الطيران والنقل الجوي أحد القطاعات الرئيسة المستهدفة بالتطوير والاستثمار في رؤية 2030.
وحول أكاديمية الخدمة الجوية، أوضح الجاسر أنها قدمت خلال عامين فقط، نماذج مشرفة من الملاحين تعتز بهم الخطوط السعودية وتفتخر بما وصلوا إليه من تأهيل ومهارة إلى أن أصبحوا مطلبًا للمشاركة في تنظيم المناسبة العالمية، ومنها ملتقى مستقبل الاستثمار في الرياض؛ حيث تم الإعلان عن مشروع المستقبل نيوم واحتفال اليونسكو بيوم اللغة العربية في باريس وغيرها من المناسبات المماثلة.
كوادر وطنية عالية
وأكد يان البريخت أن المملكة تزخر بكوادر وطنية عالية الكفاءة والتأهيل يُعتمد عليها في تحقيق الإنجازات، خاصة وأن الخطوط السعودية تتميز بكل متطلبات النجاح والتميز في مجال صناعة النقل الجوي؛ إذ تضم نخبة من الموظفين القادرين على الابتكار والتميز والانتقال بالخدمات إلى مستويات عالمية.
وأشار إلى الخطوط السعودية حققت العام الماضي العديد من الأهداف التشغيلية طبقًا لما جاء في تقارير الأداء، علاوة على مواصلة تطوير منظومة الخدمات، وتقديم المبادرات النوعية التي تجاوزت توقعات الضيوف، وهي نجاحات تنطلق منها الشركة لتحقيق نجاحات أكبر.