قبل التوغل في استقصاء دور الجامعات ودعم الذكاء الاصطناعي يتوجب علينا الإشارة إلى أن هناك، وعلى المستوى التحليلي، نوعًا من العلاقة المتبادلة بين طرفي المعادلة تلك (الجامعات والذكاء الاصطناعي)؛ إذ يمكن للجامعات والمعاهد العليا أن تعزز ثقافة وممارسة الذكاء الاصطناعي عبر ما تقدمه للطلاب من مناهج وبرامج دراسية.
ويمكن أيضًا، وعلى الناحية المقابلة، للذكاء الاصطناعي أن يرفع من معدل الابتكار لدى طلاب الجامعات، علاوة على مساعدتهم في العثور على وظائف جديدة، ومن ثم تحسين فرص معيشتهم.
اقرأ أيضًا: أجهزة Mac الجديدة.. تقنيات خارج الصندوق
الجامعات ودعم الذكاء الاصطناعي
على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي أمسى فكرة بالغة الانتشار، وأن هناك كثيرين يؤيدون فكرة دمجه واستخدامه في شتى مناحي الحياة، وعلى الرغم أيضًا من وعوده بتغيير واقع التعلم إلى الأبد، فإن تقرير ماكنزي لعام 2017 يشير إلى التعليم والرعاية الصحية على أنهما القطاعات الأقل اعتمادًا للذكاء الاصطناعي.
إذًا يمكن القول إن أول ما يتعين الإشارة إليه عند تناول موضوع الجماعات ودعم الذكاء الاصطناعي هو أن هذا الدعم يكون عبر الاستمرار في استخدامه (الذكاء الاصطناعي) ودمج أدواته وتقنياته في البرامج والمناهج الأكاديمية؛ كيما نضمن انتشار استخدامه، ومن ثم جني أكبر قدر من ثماره.
في مارس 2019، أصدرت Microsoft وTimes Higher Education نتائج استطلاع الذكاء الاصطناعي الذي تم إجراؤه في جميع أنحاء العالم، وأشار الاستطلاع إلى أنه على الرغم من أن قادة الجامعات يتفقون على أن الذكاء الاصطناعي سيكون قضية مهمة للغاية بالنسبة للتعليم العالي على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة القادمة، إلا أن 41% فقط من المؤسسات التي شملها الاستطلاع لديها استراتيجية منظمة للذكاء الاصطناعي و43% لديها ميزانية مخصصة لمثل هذه المشاريع.
يُظهر الاستطلاع أن الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثير كبير يتجاوز علوم الكمبيوتر في مجالات مثل الطب والهندسة.
ما الأمر إذًا؟ تدرك الجامعات _على ما يبدو_ الأهمية الكبرى التي يتوفر عليها الذكاء الاصطناعي؛ لذلك قررت تخصيص ميزانيات ضخمة من أجل دمجه في مناهجها، وإكساب طلابها المهارات الخاصة به.
اقرأ أيضًا: أهم السماعات اللاسلكية في العالم.. تقنيات توفر الراحة
فوائد للجامعات
إذا كنا نتحدث عن الجامعات ودعم الذكاء الاصطناعي فلا يعني هذا أن ننظر إلى المسألة نظرة أحادية البعد، أو أن نقول إن الذكاء الاصطناعي هو وحده المستفيد من كونه طرفًا في هذه المعادلة (الجامعات/ الذكاء الاصطناعي)، وإنما هناك الكثير من المكاسب التي تجنيها الجامعات من خلاله، والتي يذكر «رواد الأعمال» بعضًا منها على النحو التالي:
-
الكفاءة التشغيلية
يمكن أن تساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي المتعددة في توجيه القرارات الإدارية، وتكييف المناهج الجامعية بما يتناسب مع احتياجات التوظيف لأصحاب العمل. وبالتالي زيادة الكفاءة التشغيلية للجامعة.
-
تجربة تعليمية شاملة
يساعد الذكاء الاصطناعي بشكل رئيسي في التعلم؛ من خلال توفير تجربة تعليمية شاملة؛ إذ يسمح للطلاب بتوسيع خيالهم باستخدام أدوات وتقنيات مثل الواقع المعزز والمساعدات الافتراضية.
وتساعد تقنيات الذكاء الاصطناعي المختلفة أعضاء هيئة التدريس في تحسين التجربة التعليمية والاستفادة بشكل أكبر من وقت الفصل مع الطلاب.
اقرأ أيضًا: مواصفات هاتف Mi 10T Lite.. التقنية الأقوى والأقل سعرًا
-
التعامل مع المهام الإدارية
يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في الجامعات من خلال أتمتة المهام الإدارية للجامعة أو المعهد؛ بحيث يمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تصفية التطبيقات والاستفسارات الكثيرة التي تتلقاها المعاهد. حتى بالنسبة للمؤسسات التعليمية التي تقبل الطلبات الدولية جنبًا إلى جنب مع الطلبات المحلية، يمكن لخوارزميات الذكاء الاصطناعي التنبؤ بالمتقدمين الذين يُرجح قبولهم وتسجيلهم.
-
المجموعات المتناغمة
تتضح العلاقة بين الجامعات ودعم الذكاء الاصطناعي كعلاقة تبادلية؛ فمن خلال تحليل معلومات الطلاب، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مجموعات مناسبة بشكل خاص لمهمة معينة، أو مجموعات توازن بين نقاط ضعف المتعلم ونقاط القوة لدى متعلم آخر.
وذلك يعني أنه كلما عملت الجامعات على دمج وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمتها المختلفة ساعدها هذا الأخير في توجيه قراراتها وخياراتها الوجهة المثالية.
اقرأ أيضًا: وظائف الذكاء الاصطناعي.. كيف سيكون المستقبل؟
-
الإشراف الذكي
يسمح الإشراف الذكي للمدرسين والمشرفين والمدرسين بتحليل البيانات التي تنتجها مجموعات كبيرة من المتعلمين، بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل التعلم الآلي. في المقابل، يمكن للمعلمين أن يكونوا أكثر كفاءة في الفصل الدراسي.
اقرأ أيضًا:
مواصفات سامسونج جلاكسي Tab S6.. تقنيات لوحية فعالة
مواصفات هاتف أوبو رينو 10X.. التكنولوجيا الأكثر إبداعًا