لا تعتمد مواجهة وباء كورونا على الإجراءات الاحترازية خارج المنزل بل داخليًا أيضًا؛ فلا بد من إجراءات صحية وقائية داخل البيت، والانضباط الاجتماعي لا يقتصر على المجتمع الخارجي، بل داخل الأسرة أيضًا؛ لذلك لا بد من تغيير الأنماط والعادات الأسرية في ظل وباء كورونا العالمي الذي أهدر أرواح الكثير حول العالم.
من جهتها، أكدت الدكتورة إيمان عبد الله؛ إخصائية علم النفس والعلاج الأسري، في تصريحات خاصة لموقع “رواد الأعمال“، أن الأسرة لها دخل كبير في الحد من انتشار الوباء، قائلة: “وجدنا مؤخرًا أسرًا تُصاب بأكملها بفيروس كورونا وتوفيت بعض الأسر أيضًا”.
وأضافت: “الأسرة لها دخل كبير في الحد من انتشار الوباء؛ فالعزل الاجتماعي لا يقتصر على الحياه العامة اليومية بل على الفردية والأسرية؛ فلا بد من تلاحم جميع الأفراد للحفاظ على الأرواح والأوطان؛ فإغلاق دور العبادة ما هو إلا إجراء احترازي مهم، وافتراضي إلي أن تنتهي فترة الخطورة؛ فما على الأفراد إلا الطاعة والالتزام”.
وأوضحت: “هذه الإجراءات ليست بجديدة؛ بل قديمة منذ عهد النبي مُحمّد _صلى الله عليه وسلّم _؛ حيث وضع قواعد وضوابط لتنظيم حركة الحياة والحفاظ على النفس من الهلاك، وقال: “إذا سمعتم الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه”.
واستطردت الدكتورة إيمان: “لا بد أن نأخذ بالأسباب والأساليب الوقائية، وعدم الاستهانة والاستهتار بخطورة تلك المعركة؛ فهي حقًا معركة الوعي؛ لأن الوباء ليس له علاج حتى الآن، والوسيلة الأهم عدم الاختلاط، والتلامس والتجمع. ومع ذلك نجد تصرفات حمقاء؛ لذا أرجو أن نعي أن تلك الإجراءات لا بد من تطبيقها في حياتنا بشكل عام؛ لأن تلك التصرفات ليس لها مبرر شرعي أو قانوني، فالثقافة والوعي ضرورة حتمية للوقاية وعدم الوعي يهدد النفس وسلامة المجتمع”.
إن نظرة المصاب المنعزل عن أهلة ترتبط بالمشاعر الإنسانية؛ حيث يعتصر قلبه حزنًا على الفراق والألم النفسي والجسدي، قائلة: نحن في حرب نفسية حقيقية، وحرب وعي وحرب إرادة إن لم نستوعب الخطورة فلا يفيد الندم بعد فوات الأوان. كل منّا له دور في الحماية ونحن نرفع شعار “احمِ نفسك وأهلك ومجتمعك ولا نستعجل الخروج والولائم والحفلات َوالعزومات؛ بل هي الحزام الناسف الفتاك”.
وأضافت أنه من الإجراءات المهمة عدم استقبال الزوار والضيوف وعدم الخروج إلا للعمل والضرورة القصوى؛ لأن خروجك يهدد أفراد أسرتك إن لم تتبع إجراءات الوقاية؛ فعند عودتك إلى البيت تمثل حينها خطرًا محتملًا على من بداخله، فيجب اتخاذ الآتي:
1. وضع الأحذية خارج المنزل أو تعقميها؛ لأن الأرض تنقل العدوى من خلال الأحذية وخلع الجوارب والكمامات في كيس بلاستيك ووضعه في سلة المهملات، خلع الملابس أيضًا للغسيل، أو ضعها في كيس بلاستيك، ثم تعقيم اليدين بالكحول، والدخول للاستحمام.
2. غسل اليدين بالماء والصابون لمده 20 ثانية، وخصوصًا بعد العودة من الخارج وقبل الخروج من الحمام وقبل الأكل وبعده، وعند إعداد الطعام.
3. تعقيم كل ما تلامسه بعد عودتك للبيت بفوطة مبللة بالماء والكلور.
4. عند دخولك البيت أو شراء مواد غذائية يجب تعقيمها جيدًا إن كانت مغلقة أو تركها 3 أيام دون استخدام.
5. عدم المصافحة والتقبيل والاحتضان لأي فرد من الأسرة أو خارجها وتجنب التعامل مع كبار السن والحوامل.
6. تخصيص أدوات شخصية لكل فرد للاستخدام الشخصي فقط.
وأكدت الدكتورة إيمان أن النظافة الشخصية، وتناول الأطعمة الصحية، إضافة إلى شرب الماء بكثرة وتنظيف وتعقيم أي أسطح ملوثة بدم، أو أي سائل جسدي أو رذاذ أو براز مع التهوية وعدم التكدس في غرفة واحدة؛ تلك الإجراءات نتخذها لأننا لا نعرف إن كنا مصابين أم مخالطين.
واختتمت الدكتورة إيمان تصريحاتها مؤكدة أهمية التواصل مع الأهل عبر وسائل التواصل، ولا تسمح لأحد بزيارتك، وأنت بذلك تدافع عن روحك، وأسرتك ومجتمعك، والوقاية خير من العلاج، علمًا بأنه ليس لكورونا علاج حتى الآن، مشيرة إلى ضرورة رفع الوعي، وعدم الخضوع والاستلام للأفكار الهدامة واليأس.
اقرأ أيضًا:
الخيار الصعب.. 4 حقائق أساسية عن النجاح
كيف تخرج من دائرة الـ «Comfort Zone» في عالم البيزنس؟