أمسى التفكير خارج الصندوق نصيحة دارجة بين الناس، فكثيرًا ما نسمع مثل هذا القول، لكن قل من يعرف أهميته وجدواه، ولا مجال للتشكيك، بطبيعة الحال، في أهمية بل حتمية الاختلاف والتفرد؛ خاصة إذا كانت المنافسة المحمومة، والصراع في الأسواق على أشده من أجل الحصول على أكبر شريحة من العملاء أو من الحصة السوقية.
إن التفكير خارج الصندوق أمر محتم، لكن لماذا؟ ذاك بالضبط هو سنحاول الإجابة عنه في هذا المقال، فيما سنقصر حديثنا على رواد الأعمال وأصحاب المشروعات الناشئة؛ لما هم بحاجة ماسة إليه أكثر من غيرهم، لاسيما إذا كانوا في بداية الطريق.
إليك عدة أسباب تدفعك إلى التفكير خارج الصندوق.
اقرأ أيضًا: العمليات السببية وتطوير الذكاء الاصطناعي
التطور والتجديد
إن الرضا عن الأوضاع الحالية كما هي لن يقود إلى شيء، ولن يغير من الأمر شيئًا، فطالما أنك راضٍ عما يحدث فلماذا تغيره؟! لا داعي بالطبع. في حين أن العالم برمته، بكل ما وصل إليه من إبداعات وابتكارات واختراعات، مدين لأولئك الذين جرأوا على التفكير خارج الصندوق ذات يوم، وأعلنوا، وبعزم لا يلين، عن أن هناك أفضل مما نحن فيه، ومن هنا تطور العالم وبدأت عجلة التقدم في الدوران.
لم يكن شيء من كل هذا المنجز البشري الكبير سيتحقق لولا أن هناك أناسًا رفضوا الوضع الراهن، وفكروا خارج الصندوق، ومن هنا أتى الإبداع والتطوير والابتكار.
منظور أوسع
العالم أكبر بكثير من شركتك، ومن حياتك الشخصية والمهنية، ومن الأماكن التي ترتادها، والأشخاص الذين تتحدث إليهم، وإذا ظللت أسيرًا لهذه النظرة القاصرة والمحدودة، فستفوتك الكثير من الفرص.
ولكي تحصل على شيء جديد حقًا فعليك أن تتعلم فن الرؤية، وأن تتجاوز ذاتك وآراءك وتصوراتك الشخصية، ويعينك في تحقيق هذا كله التفكير بشكل غير مألوف وغير معتاد، وحين تفعل ذلك فستجد أن هناك الكثير من الفرص التي يمكنك العثور عليها واقتناصها، غيّر منظورك وسيختلف العالم أمام ناظريك كليًا.
اقرأ أيضًا: التفكير الإبداعي.. هل من سبيل؟
جودة عمل أعلى
إذا تبنت الشركة ثقافة عمل تحض على الإبداع، وتدفع باتجاه التفكير الدائم والمستمر خارج الصندوق، فمن المؤكد أن ذلك سينعكس على جودة ما تقدمه من أعمال، وما ينجزه موظفوها من مهام، كما أن خدمتها لعملائها وتلبيتها لرغباتهم وإشباعها لاحتياجاتهم ستكون على النحو الأمثل، ولتتذكر أن المرء يمل ما ألفه ولو بعد حين.
ومن هنا لا بد من الابتكار في خدمة العملاء؛ حتى نضمن وجودهم المستمر وولاءهم الدائم، وهو ما لن تتمكن منه دون العمل الجاد على طرح أفكار ورؤى واستراتيجيات جديدة ومبتكرة.
حل المشكلات بطريقة إبداعية
لا مناص من ظهور المشكلات _في الحياة والعمل على حد سواء_ وإذا ظللت تنظر من داخل الصندوق، وتجرب المجرّب بالفعل، وما ثبت، بالدليل القاطع، فشله وعدم جدواه، فالمؤكد أنك ستنهزم أمام هذه المشكلة أو تلك.
لكن، وعلى الناحية الأخرى، إذا سمحت لعقلك بالتفكير الحر، وإذا قمت باستقصاء كل الاحتمالات _بما فيها تلك التي لا تروقك_ فمن المحتمل ألا تحصل على حل للمشكلة التي تواجهها فحسب، وإنما أن تعثر على بعض الفرص الأخرى كذلك.
اقرأ أيضًا: القبعات الستة وطرق التفكير الإبداعي
قيمة مضافة وميزة تنافسية
التميز عن غيرك، والاختلاف فيما تقدمه للعملاء وما تعدهم به قد يكون هو سبيلك الوحيد للبقاء في السوق، والنجاة في عالم المنافسة المحموم هذا. كل ما هنالك أنه من الواجب عليك أن تتحلى بالجرأة على التفكير بشكل مختلف، على الاختلاف ذاته، وتأكد من أن اختلافك هو قيمتك المضافة، كشركة أو كفرد، وإلا فلماذا يختارك العميل أنت دون سواك طالما أنك تشبه الباقين في كل شيء؟!
القدرة على التكيف
المتصلبون، والمصرون على منظور واحد ووحيد للتعاطي مع العالم والأشياء هم أكثر الناس فشلًا، صدّق هذا ولا تتفاجأ؛ فالعالم بشخوصه وأحداثه آخذ في التغير بشكل أبدي، وسائر في صيرورة لا نهائية، فمن لم يتكيف مع ذلك صار من مخلفات التقدم.
ومن هنا فإن كونك شخصًا/ شركة تفكر خارج الصندوق فإنك ستكون قادرًا على التأقلم مع كل جديد والتعايش مع كل حدث طارئ، بل ستجني منه فرصًا ومكاسب إن لزم الأمر. أليس بنا حاجة بعد هذا كله إلى أن نقنعك بجدوى وأهمية التفكير خارج الصندوق؟!
اقرأ أيضًا:
تدريب على الإبداع.. طرق للابتكار وحل المشكلات
فريق العمل.. 6 خطوات ترسم طريق الإبداع