حينما تجد الشركات أو المؤسسات نفسها أمام حتمية مواجهة تحدي المنافسة التي يفرضها السوق العالمي دفاعًا عن بقائها، سرعان ما تبدأ في استخدام عنصر الابتكار في تطوير المنتجات أو الخدمات لمواكبة المستجدات والاهتمامات الخاصة بالعملاء، فالابتكار المتجدد هو ما يجعل شركات بعينها تتصدر المنافسة، إذن يُمكننا القول إن الابتكار هو عماد النجاح للشركات، وفي هذا الإطار نطرح سؤالًا مهمًا: ماذا تعرف عن الابتكار؟
اقرأ أيضًا: دور مواقع التواصل في بناء الهوية للأفراد.. العالم المتغير!
ماذا تعرف عن الابتكار حقًا؟
يُعرف الابتكار بأنه عملية إبداعية لفرد أو جماعة، ويمكن أن يكون في العلوم الأساسية أو التطبيقية أو تطوير المنتجات أو الخدمات التي تُقدمها الشركات أو المؤسسات التجارية؛ لذا فإن كل عملية إبداعية تسمى “ابتكارًا”، فاكتشاف النظريات العلمية الكبرى كالنسبية والجاذبية وميكانيكا كلها ابتكارات، وكذلك جميع الاختراعات التي غيرت من شكل مجتمعاتنا وحياتنا كظهور السيارات والمصباح والهاتف والإنترنت، ولو أمعنا النظر في التطور الكبير الذي تشهده المجتمعات والنمو الحقيقي والمستدام لها سنلاحظ أنه جاء بعدما تم التركيز على الابتكار والإبداع العلمي، فلولا الابتكار لما عايشنا هذا التطور الكبير والحاصل في جميع الاتجاهات.
بلا أدنى شك أن الابتكار ينبغي أن يكون نابعًا من الأبحاث العلمية، والاقتصاد المبني على الابتكار لا بد أن يكون ذا قواعد ثابتة؛ من معامل وأدوات وخبرات ومفكرين وتمويل مالي، من أجل استدامة الابتكار، فهو عمل إبداعي يحقق المزيد من التطورات والإنجازات سواء كان من يقوم به فرد أو فريق عمل، وسواء كان عن طريق الصدفة أو مخططًا له، ويُعتبر كل عمل جديد ومتطور هو عمل ابتكاري، فعادة ما يُركز الابتكار بشكل أساسي على تجاوز كل ما هو تقليدي وإيجاد وسائل جديدة تنسجم مع البيئة التي تحوي العملية الابتكارية، والتي في الغالب ترتكز على ما تم إنجازه في السابق ليتم تطوير هذه الإنجازات والاستفادة من الخبرات والعلوم السابقة.
اقرأ أيضًا: كيف تحصل على فكرة مشروعك الإلكتروني؟
الابتكار والاستمرارية
في هذا الصدد، أُثبتت دراسة أُجريت في جامعة أوكسفورد أن أكثر من 48% من الوظائف الحالية في جميع المجالات الرئيسية ستختفي بسبب التقدم التقني والتكنولوجي، الأمر الذي يُلزم جميع الأشخاص والموظفين بتعزيز ثقافة الإبداع والابتكار لديهم، وأن يتعلموا مهارات التفكير الإبداعي والتحليل والابتكار ومهارات التواصل والتفاعل، وإلا فسيكون مصيرهم الجلوس في المنزل وانضمامهم إلى قائمة العاطلين عن العمل والباحثين عن الوظائف.
بالعودة إلى الماضي البعيد وتحديدًا مع “توماس أديسون”؛ نجد أنه كان يعتمد بشكل أساسي على أفكاره للحصول على اختراعات؛ حيث كانت أعماله تندرج تحت بند الابتكار، فعندما قرر تطوير كل أعماله الإبداعية جهز معملًا متكاملًا للابتكارات عام 1876 في مينلو بارك وهو المختبر الذي خرج منه جزء كبير جدًا من اختراعاته، ومن خلاله سجل كل الابتكارات التي تمت في هذا المختبر باسمه، بغض النظر عما إذا كان هذا الاختراع هو من بنات أفكاره فعلًا أو قام به أحد العاملين لديه.
اقرأ أيضًا: طرق فعّالة.. كيفية إنشاء موقع إلكتروني وتحقيق الربح
عوامل الابتكار
– القيادة وأسلوب الإدارة
من نافلة القول إن الإدارة الناجحة تلعب دورًا كبيرًا في العملية الابتكارية داخل الشركات أو المؤسسات؛ حيث تعمل على تعزيز ثقافة الابتكار بين الموظفين، وتوفير البئية المحفزة على تفعيل ثقافة الإبداع والابتكار، إضافة إلى منحهم الفرصة الكافية لإجراء العديد من التجارب حتى لو كانت نهايته الفشل، فبالمحاولات والتجارب يولد الابتكار.
– استراتيجية الشركات
هناك البعض من الشركات والمؤسسات تجعل من الابتكار مصدرًا أساسيًا لميزتها التنافسية في السوق وأحد أبعاد أدائها الاستراتيجي فيه، فهذا النمط من الشركات يبحث دائمًا عن المبتكرين ويوجد لهم مجالات وفرصًا كثيرة من أجل أن يؤدوا ما عليهم من تكوين وتطوير الابتكارات.
ختامًا، يُعد الابتكار من الضروريات المُلحة لكل من يرغب في التقدم والقدرة على التنافسية، فكلما كان الابتكار منظمًا كان مستدامًا وقابلًا للزيادة، إذن فالشركات والمؤسسات التي تضع خططًا استراتيجية حقيقية للتطور سيكون لها القدرة على الولوج لمستقبل أكثر تقدمًا وتنافسية، أما بالنسبة للشركات التي لا تهتم بالعنصر الابتكاري ولا تهتم بكفاءات موظفيها فحتمًا سيكون مصيرها الفشل.
اقرأ أيضًا:
أثر الصمت في الإبداع.. أطلق لأفكارك العنان