قد يهمل البعض في بداية المشروع تحديد الأسعار التي سيتعامل بها بشكل مدروس، فربما تكون اخترت بالفعل المشروع الذي ترغب في تأسيسه، وبدأت في اتخاذ الخطوات الجادة التي تضمن ذلك من إعداد الخطة ودراسة الجدوى، وتحديد فريق العمل، والربح المتوقع، ولكنك أهملت سعر المنتج الذي لا يقل أهمية.
ولكن كل ما سبق ذكره يظل في خانة الاحتمالات، ولكي تضمن نجاحها عليك أن تظل منتبهًا لما يحدث في المشروع، وأن تتابع مجريات الأحداث بشكل منتظم، وتجنب الاهتمام بالحياة الشخصية على حساب المشروع.
ومن بين العناصر التي يجب الاهتمام بها بشدة هي تحديد الأسعار، ومتابعة ردود أفعال العملاء بشكل دوري على الأسعار التي تم وضعها، فقد يكون من الصعب في البداية معرفة هل تحدد أسعارك أولًا ثم تنتظر عميلك المستهدف، أم تنتظر في البداية لتحديد نوع عميلك ثم وضع السعر؟ ولكن كلتا الطريقتين يجب اتباعها في الوقت نفسه؛ لكي تصل إلى السعر المناسب، بالإضافة إلى النظر للمستوى الاقتصادي الذي يُعد عاملًا مهمًا في التسعير.
استراتيجية التسعير
عند وضع أسعار منتجك يجب عليك في البداية أن تنظر إلى عملائك، فمعرفة سلوك العميل تُعتبر عاملًا رئيسيًا لتحديد سعر المنتج والشكل النهائي له، فالعملاء الأثرياء يطلبون سلعًا وبضائع عالية الجودة، وخدمات مميزة، ويتوقعون دفع المزيد نظير هذه الخدمات.
بينما في الناحية الأخرى يوجد نوع آخر من العملاء ذوي الدخول المنخفضة، وكل ما يشغل بالهم في المقام الأول هو الأسعار المُخفضة، وهم مستعدون لشراء منتجات أقل في الجودة، وبيئة شراء عادية في مقابل دفع أسعار أقل.
اقرأ أيضًا: الرابحون والخاسرون من كورونا.. الكابوس الغامض!
المنافسة عامل أساسي
لا يتوقف تسعير المنتج على العملاء فقط، بل يجب أن تنظر إلى ما يقدمه المنافسين من حيث السعر والخدمة، فقد تفقد بعض العملاء في حالة كونك تقدم نفس الخدمة بسعر أقل، وقد تفقد أيضًا العملاء في حالة تقديم خدمة أقل جودة من منافسك وبسعر أقل أيضًا، فيجب عليك المواءمة بين الحالتين؛ بحيث تصل إلى تحديد السعر المناسب.
ومن بين العوامل التي يجب النظر إليها عند تحديد حجم المنافسة هي عادات العملاء، والموردون الذي يُعدون مصدرًا للمعلومات التنافسية، والإعلانات الدعائية للمنافسين، وقوائم أسعار منافسيك.
التسعير والاقتصاد
قد يتوقف تسعير المنتجات على عوامل أكثر أهمية وهي حالة الاقتصاد؛ حيث تحدد سلوك العميل؛ لأنه عند انهيار الاقتصاد يصبح العملاء أكثر اهتمامًا بالسعر نتيجة القلق من احتماليات البطالة، أو ارتفاع تكلفة المعيشة، وغيرها من العوامل التي تترك آثارًا سلبية عند تحديد قرارات الشراء.
وعلى النقيض، فإن تحسن الاقتصاد يعد مؤشرًا جيدًا على التفاؤل لدى العملاء، ومدى استعدادهم لدفع أسعار أعلى، وقدرتهم على إنفاق المزيد بسبب شعورهم بالأمان.
ويجب عليك في جميع الأوقات تهيئة نفسك لتقبل الأوضاع الاقتصادية، ففي حالة الركود يمكنك أن تلجأ إلى التخلي عن بعض المنتجات أو تقلل من مستوى الجودة في مقابل سعر أقل، على النقيض من أوقات الازدهار التي تترك أمامك المجال واسعًا لتحقيق المزيد من الأرباح.
اقرا أيضًا