تستعد المملكة العربية السعودية لاستضافة مناسك الحج لهذا العام 1442هـ الموافق 2021م؛ حيث تواجه الحكومة تحديًا كبيرًا يتمثل في الموازنة بين مسؤوليتها عن أهم حدث ديني في العالم الإسلامي والحاجة إلى كبح جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»؛ لذلك نتناول في التقرير التالي الاستعدادات النهائية لموسم الحج هذا العام.
تعتز المملكة بالخدمات التي تُقدمها لضيوف الرحمن وتعتبرها شرفًا؛ حيث تُكرس قوة بشرية وموارد مالية هائلة للتسهيل على ضيوف الله لقضاء مناسك الحج، وعلى مدى العقود الأربعة الماضية أنفقت السعودية مليارات الدولارات على توسعة المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وكذلك إنشاء المطارات والموانئ البحرية والطرق والسكن؛ لتوفير الراحة وجميع الخدمات التي يحتاجها الحجاج الذين يتوافدون من شتى بقاع الأرض لأداء الشعائر المقدسة.
الاستعدادات النهائية لموسم الحج
انطلاقًا من حرص حكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز؛ على سلامة المواطنين والمقيمين من تفشي جائحة كورونا، حاصة بعد انتشار سلالة جديدة متحورة من الفيروس، قلصت الحكومة هذا العام عدد الحجاج إلى أقل من 60 ألف حاج من داخل المملكة “مواطنين ومقيمين”؛ حيث كان يتدفق قبل انتشار الجائحة نحو أكثر من مليوني شخص من جميع أنحاء العالم لتأدية فريضة الحج التي تُعد الركن الخامس من أركان الإسلام.
ومنذ مطلع شهر يونيو الماضي رفعت مكة المكرمة درجة الاستعداد لموسم الحج هذا العام؛ حيث تقتصر المناسك على الفئات العمرية ما بين 18 و60 عامًا، مع العديد من الإجراءات الاحترازية وإصدار التعليمات لتعقيم صحن الكعبة ومحيط الحرم بطريقة آمنة ومنظمة؛ وذلك من أجل تأمين وفود الحجاج الذين يتوافدون من الداخل أو الخارج وفق الشروط والإجراءات التي وضعتها المملكة مؤخرًا.
الشروط المفروضة على حجاج الخارج
تتضمن الشروط التي فرضتها حكومة المملكة على الحجاج الذين يتوافدون من الخارج: ضرورة التطعيم بلقاح فيروس كورونا، ويجب أن يكون معتمدًا من منظمة الصحة العالمية، على أن يكون حصول الحاج على الجرعة الثانية من اللقاح قبل دخول المملكة بما لا يقل عن أسبوع، كما يجب على راغبي أداء مناسك الحج إحضار نتيجة فحص معتمد لتحليل كورونا «pcr» سلبية؛ حيث يتم إجراء هذا التحليل قبل وصول حجاج الخارج للمملكة بـ72 ساعة.
اقرأ أيضًا: محطة سكاكا للطاقة الشمسية.. المزيج الأمثل لإنتاج الكهرباء
ليس هذا فقط بل شددت حكومة المملكة أيضًا على ضرورة خضوع جميع الوفود القادمة من الخارج لأداء مناسك الحج هذا العام إلى الحجر الصحي لمدة لا تقل عن 72 ساعة بدءًا من لحظة الوصول إلى الأراضي المُقدسة، يتخللها إجراء تحليل فيروس كورونا بعد 48 ساعة عن طريق جهة متعاقدة مع مقدم الخدمة الميدانية للحجاج، كما لاب د من حصول جميع المكلفين والعاملين المشاركين في موسم الحج هذا العام على جرعتي اللقاح المعتمد في المملكة ضد كورونا قبل بدء العمل على التكليف بما لا يقل عن أسبوع.
وفي تصريحات سابقة شدد الدكتور توفيق الربيعة؛ وزير الصحة السعودي، على ضرورة تلقي لقاح فيروس كورونا للعاملين الصحيين المشاركين في موسم الحج 2021؛ إذ قال: «يجب الاستعداد مبكرًا لتأمين القوى العاملة المطلوبة؛ بهدف تشغيل المرافق الصحية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة ومنافذ دخول الحجاج لموسم حج 2021»، مُشيرًا إلى أنه تم اعتماد القبول الإجباري للقاح «كوفيد -19» للعاملين في مجال الرعاية الصحية المشاركين.
شروط أخرى
اشترطت كذلك المملكة على حجاج الداخل الحصول على جرعات اللقاح المعتمد بالمملكة ضد فيروس كورونا قبل الأول من شهر ذي الحجة، مع تأمين جميع الحجاج والحرص على تطبيق إرشادات وزارة الصحة التي تتعلق بالتباعد الاجتماعي في كل مكان، مع التعقيم لكل الوجهات الخاصة بالحج؛ من صحن الكعبة والطواف وجبل الرحمة والمسجد الحرام والمسجد النبوي.
وتشمل الإجراءات الاحترازية خلال فعاليات موسم الحج الحج لهذا العام 1442هـ الموافق 2021م: ارتداء الكمامة بشكل دائم خلال أداء مناسك الحج، الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي بين الحجاج عند المبيت بمسافة متر ونصف المتر، جدولة حركة تدفق حشود الحجاج إلى مجموعات؛ بحيث تكون كل مجموعة معرفة مسبقًا ومع قائد كل مجموعة مرافق واحد على الأقل، مع عدم تجاوز أعداد كل مجموعة الـ100 حاج.
جدير بالذكر أنه في العام الأول من انتشار جائحة كورونا اضطرت المملكة العربية السعودية لتقليص عدد الحجاج إلى 1000 حاج كحد أقصى؛ حيث اقتصرت أداء فريضة الحج على المواطنين والمقيمين في المملكة، وتُعتبر هذه المرة الأولى في العصر الحديث التي يتم فيها منع المسلمين من دخول المملكة في محاولة للحد من انتشار جائحة كورونا.
اقرأ أيضًا:
إنجازات وزارة الحج والعمرة.. جهود متواصلة لتحقيق رؤية 2030
الهيئة السعودية للمواصفات.. أمان الاستهلاك وجودة المنتجات
وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.. التاريخ والأهداف والاستراتيجية