عندما تتجول في ساحة البوليفار في الرياض، يلفت نظرك مطعم الدراعة الذي يحاكي عراقة وأصالة التراث السعودي، والذي ساهمت الأميرة منيرة الرشيد؛ مؤسِستُه ومديرته التنفيذية، في إنشائه، وفق معايير العلامة التجارية العالمية؛ لذا كلن حوار “رواد الأعمال” معها، حول تفاصيل المشروع.
نود التعرف على مطعم الدراعة؟
يشمل مطعم الدراعة جميع الفئات العمرية، وقد وضع فكرته معالي المستشار تركي آل الشيخ؛ فهو من اختار الاسم ووضع أساسيات علامته التجارية؛ حيث صمم لإشعار الزبون منذ دخوله بالديكورات السعودية الأصيلة، والفن الأصيل، والطعام السعودي المقدم والمطبوخ بيد أمهات سعوديات؛ إذ يتفق معظم الزبائن السعوديين على قول: “نستشعر بأنه طبخ أمي”، أما الزائر الأجنبي فيقول: “أشعر بأنني في رحلة لتاريخ السعودية، بتذوق طعام فريد، نادرًا ما أجده في أماكن أخرى في العالم”.
كيف استعدادكم لتصدير هذه العلامة التجارية للخارج؟
يمتاز السعوديون بطبخات متميزة يعجب بها من يتذوقها، ولكن ينقصنا التسويق؛ لذا نحرص على تقديم أهم الأكلات السعودية بقالب يليق بها؛ مثل الكبسة، والمرقوق، والجريش، وكبيبة حايل، وتمن حائل، كما وضعنا إضافات مع بعض الطبخات؛ مثل: السلطة بالأقط؛ إذ أعتاد السعوديون تناول الأقط لوحده. كذلك، سنخصص بعد فترة أيامًا محددة لكل منطقة من مناطق السعودية.
بخلاف الأكل، تقدمون الفن والثقافة، فكيف نجحتم في ذلك؟
دائمًا ما نحظى بدعم استراتيجي من المستشار تركي آل الشيخ، كما أننا نسعى إلى عمل تنوع في الفنون من حيث تقييم يوم العود والطرب الرايق، وكذلك الطرب الشعبي؛ لإرضاء جميع الأطراف، كما نحرص على استطلاع رأي الزبائن، وتلبية متطلباتهم.
كيف وجدتِ عمل السعوديين في مجال المطاعم؟
لقد شهدت إنجازًا و إبداعًا من السعوديين؛ فهم يعملون بروح الفريق الواحد، كما أنهم متميزون في استقبال الزبائن والترحيب بهم، وسرعة التصرف، واتخاذ القرار، مع حرصهم على نجاح المطعم؛ كونه يعبر عن هويتنا السعودية، ويسوق لها.
من أين اشتقت كلمة الدراعة؟
الدراعة هي الثوب الواسع الذي كانت تلبسه المرأة في البيت. وجاء اختيار هذا الاسم لنشعر الزبون بأنه دخل بيتًا سعوديًا، وكذلك لتذكير السعوديين بمعناها قبل أن يندثر.
هل فشلنا كسعوديين في الترويج لثقافتنا؟
لم نفشل، فالفشل يطلق على الشخص اليائس، لكننا نسعى ونقدم أنفسنا كل يوم للعالم؛ لنستفيد من ثقافتهم، ويستفيدون من ثقافتنا؛ وهو ما تجلى في الآونة الأخيرة في إنشاء مشاريع تعبر عن ثقافة وفن وطبخ المملكة، وبأنماط مختلفة، مع سعينا إلى نقل خبرتنا للشباب السعودي قبل دخوله هذه السوق.
كيف كان إنشاء هذا المشروع في وقت وجيز؟
لقد سعى والدي إلى إطلاعي على عدد من القطع التراثية والمتاحف الوطنية، فكنت أعرف غالب هذه القطع، وكيف تُستخدم، وأين تباع في المملكة؛ ما سهل عليّ تصميم المطعم، وسرعة تنفيذه. كذلك، أمارس العادات السعودية بنفسي ومع من حولي؛ فحرصت على إضافة هذه العادات للمطعم؛ كالبخور، وتطييب الزبون بعد الأكل؛ لذلك أوجه شكري للفريق الرائع، الذي يعمل معي، ويحمل هم تقديم هذه العراقة والأصالة السعودية.
ما تقييمك لموسم الرياض، وماذا تتوقعين مستقبلًا؟
لقد أدهشنا موسم الرياض في عامه الأول؛ إذ قدم لنا ما لم نتوقعه. ومن المؤكد أنه سوف يدهشنا في الأعوام القادمة، لاسيما وأننا نفخر باعتماده على سواعد الشباب السعودي في مجال التنظيم.
حوار- عبدالله القطان