“مشاركة المجتمع جزء مهم لنجاح أهداف جمعيتي الفصام والتوحد”
جدتها السيدة “طرفة الغنامية” صاحبة الأيادي الخضراء التي كرست حياتها من أجل خدمة المحتاجين، زرعت فيها حب الخير والعطاء اللا منقطع، ربتها على البذل من أجل المحتاجين والمعسرين، كبرت وتزوجت فرزقها الله بطفلين من ذوي الاحتياجات الخاصة أحدهما مصاب بالتوحد والآخر مصاب بالفصام فكانا نقطة تحول كبيرة في حياتها وكأنما الله اختار لها ذلك لتكون بوابة دواء وعلاج للحالات التي ربما غفل عنها المجتمع العربي، ووقفت على عتبات الزمن تنتظر بعد الله من يمد لها يد العون.
مثلت الأميرة سميرة تلك الأيادي وتلك الروح فقد كرست حياتها لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم الأسر المحتاجة ومساعدة المرأة، فافتتحت أول فصل بالرياض لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم أسست الجمعية السعودية للتوحد مع بعض الأطباء بترشيح من الأمير تركي بن ناصر.
تركيز الجمعية على الأطفال جعلها تؤسس جمعية أسر التوحد والفصام بمدينة الرياض ثم بدأت تعمل على الأسر من خلال برنامج كفالة الأسرة، كفلت أكثر من 1700 ملف، وهي متألمة لوجود هذا الرقم الكبير من المتوحدين ومن الذين يعانون مرض الفصام بالمملكة، قامت بوضع فريق كامل من الأطباء لمتابعة الحالات، دربت أكثر من 640 أسرة من خلال برنامج تدريب الأسر، وأقامت دورات توعية في المدارس والجامعات ومراكز التسوق.
لقبت بـ”أم المتوحدين” وشاركت في العديد من الفعاليات والمؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية حصلت على وسام جائزة الشارقة للعمل التطوعي كأول سيدة سعودية، شاركت في تأسيس الرابطة الخليجية للتوحد وهي عضو فيها وعضو في الشبكة العربية للتوحد، كما أنها فتحت الباب لشباب التوحد بدخول الجامعة، وساعدتهم على إخراج مواهبهم وطالبت بجميع حقوقهم ودُعمت من الدولة، ولكنها تناشد أصحاب القطاعات الخاصة بمد أيادي الخير لتلك الفئات من المجتمع كما اهتمت بالفصام على حد سواء، فأقامت أول محاضرة في الكويت عن الفصام بتاريخ 5/5/2010م وكذلك في عمان، وتحلم بإنشاء رابطة خليجية للفصام.
وأثناء سياق الحديث سألناها عن العمل التطوعي كونه رسالة إنسانية خالصة تحتاج إلى تضافر ودعم الجميع، ما هي رسالتك إلى فئات المجتمع للدخول في هذا المجال؟
أبدت انطباعها بكل أسى عن مدى ضعف ثقافة المجتمع في التعامل مع تلك الحالات، واهتمامهم بالأمراض الجسدية وترك الأمراض النفسية، بسبب الخلفية الفكرية عنها وعدم قدرات أفراد المجتمع على مواجهتها، وقالت: إن الناس تخجل من أفراد أسرهم الذين يعانون من الأمراض النفسية على الرغم من أن كلها أمراض مقدرة، ودعت المؤسسات الخاصة بمد يد العون لهذه الفئات؛ لأنها تحتاج إلى نوع معين من العناية والرعاية والدعم والخدمات، وقالت: أتمنى من كل المسؤولين أن يطلعوا بأنفسهم على الخدمات المقدمة من الجمعية، والالتفات لمثل هذه القضايا، وأنادي كل أفراد المجتمع لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة معنويا وماديا، ومساعدتهم على التعايش مع الحياة.
وعلقت الأميرة على تجربتها في الأردن التي نهلت منها خبرات في كيفية التعامل مع الأطفال، استطاعت بتلك الخبرات أن تخرج بهم لبر الأمان بنسبة كبيرة وساعدتهم على الشفاء والتحسن صحيا ونفسيا، وقالت: إن النجاح يتحقق بالخبرات، وأتمنى أن نستقطب خبرات من الخارج تدرب أبناءنا ونبدأ بتأهيل وتوظيف كوادر سعودية تحرك عجلات التغير وتساعد على احتواء أكبر عدد من المصابين بالتوحد أو الفصام.
وسألتها أيضا عن الإنجازات التي حققتها المرأة السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين فأجابت بأن ذلك ناتج من الثقة التي وضعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله -حفظه الله- في المرأة السعودية، ما جعلها أكثر ثقة في نفسها وأكثر إصرارا على النجاح وأصبحت لها تأثير واضح أكثر مما كانت عليه في السابق.
واختتمت حديثها بالشكر الجزيل لخادم الحرمين الشريفين لهذه الثقة الممنوحة لكل سيدات المملكة.