يُعتبر الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي أحد أبرز التحديات الحديثة التي تواجه العالم الرقمي؛ وذلك بسبب استخدام الإنترنت والشبكات الإلكترونية بشكلٍ واسع في جميع جوانب الحياة، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والحكومية.
ومع تزايد استخدام التقنيات الحديثة مثل: الذكاء الاصطناعي يزداد أيضًا تعرض الأنظمة الإلكترونية للهجمات السيبرانية، وبالتالي تزداد أهمية الأمن السيبراني في الحفاظ على سلامة كل الأنظمة الإلكترونية والبيانات التي يتم تداولها عبر الإنترنت، والحماية من الهجمات الإلكترونية التي تهدف إلى سرقة البيانات أو تدميرها أو تعطيلها.
وتشمل هذه الهجمات: الفيروسات والبرامج الخبيثة والاختراقات والهجمات المنسقة، والتي يُمكن أن تلحق أضرارًا جسيمة بجميع الأنظمة الإلكترونية والبيانات.
أهمية الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي
تتزايد أهمية الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي، الذي يعتمد بشكلٍ كبير على تحليل البيانات والمعلومات المتداولة عبر الشبكات الإلكترونية وتحويلها إلى معرفة قيّمة، وقد يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الهجمات السيبرانية، وبالتالي يزداد تعرض الأنظمة الإلكترونية للخطر.
ومن أهمية الأمن السيبراني أنه يحمي الشركات والمؤسسات والحكومات والأفراد من الخسائر الناتجة عن الهجمات السيبرانية، مثل: الخسائر المالية والسرقة الإلكترونية والتعطيل الكامل للأنظمة الإلكترونية، ويساعد أيضًا في الحفاظ على الخصوصية والسرية الخاصة بالبيانات.
ويتطلب الحفاظ على الأمن السيبراني توفير الحماية اللازمة للأنظمة الإلكترونية والبيانات؛ وذلك من خلال تطبيق الإجراءات الأمنية اللازمة، مثل: تحديث البرامج والأنظمة وتطبيق الحماية اللازمة للشبكات والأجهزة والبرامج، وكذلك توفير التدريب اللازم للموظفين حول كيفية التعامل مع البيانات الحساسة والمعلومات السرية.
كيف يتحقق الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي؟
يُمكن أن يتحقق الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال استخدام العديد من التقنيات الحديثة، مثل: الذكاء الاصطناعي، والذي يتيح الكشف عن الهجمات السيبرانية والتحليل السريع للبيانات والتنبؤ بالتهديدات المحتملة، وبالتالي يُمكن الاستجابة بشكل أسرع للهجمات والحد من الخسائر الناتجة عنها.
علاوة على ذلك يُمكن أن يتم تعزيز الأمن السيبراني أيضًا من خلال التعاون بين الحكومات والمؤسسات والشركات والخبراء في مجال الأمن السيبراني، وتبادل جميع المعلومات والخبرات والتجارب، وكذلك تبني العديد من الإجراءات المُهمة اللازمة لتحقيق الوقاية من كل الهجمات السيبرانية والتعامل معها.
هجمات سيبرانية واختراقات إلكترونية
في ظل التطورات المتلاحقة التي يشهدها الفضاء الإلكتروني يومًا تلو الآخر يتزايد عدد الهجمات السيبرانية والاختراقات الإلكترونية بشكلٍ مستمر، وبالطبع تتسبب هذه الهجمات في وقوع خسائر كبيرة للشركات والمؤسسات والأفراد.
وفي إطار ذلك تشير الإحصائيات إلى أن التهديدات السيبرانية تتزايد بشكلٍ متسارع؛ حيث أظهر تقرير صادر عن شركة “كاسبرسكي لاب” الروسية للأمن السيبراني أن عدد الهجمات الإلكترونية التي تم تسجيلها في الربع الأول من عام 2021 بلغ 23.9 مليون هجوم، مقارنة بـ 21.2 مليون هجوم في الربع الأول من عام 2020. ويوضح التقرير أيضًا أن نسبة الهجمات الإلكترونية التي تم الكشف عنها في عام 2020 زادت بنسبة 20% مقارنة بعام 2019.
ويُعتبر القطاع المالي هدفًا رئيسيًا للهجمات السيبرانية؛ حيث يستهدف المخترقون البنوك والمؤسسات المالية ومواقع التجارة الإلكترونية بشكلٍ خاص، وبحسب تقرير صادر عن شركة “فايروس توتال” الإسبانية للأمن السيبراني فإن 80% من الهجمات السيبرانية التي تم تسجيلها في عام 2020 كانت تستهدف القطاع المالي.
وتشير الإحصائيات الأوروبية أيضًا إلى أن تكاليف الاختراقات السيبرانية تتزايد بشكلٍ كبير؛ حيث يُمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة، بالإضافة إلى الأضرار الأخرى مثل: فقدان الثقة بين العملاء والتأثير في سمعة المؤسسة. ووفقًا لتقرير صادر عن شركة “IBM” فإن متوسط تكلفة الاختراق السيبراني للشركة الواحدة بلغت 3.86 مليون دولار في عام 2020 مقارنة بـ 3.62 مليون دولار في عام 2019.
أدوات وتقنيات للحماية السيبرانية
في عالم متقدم بامتياز تتوفر العديد من الأدوات والتقنيات الحديثة والمُهمة للحماية السيبرانية؛ حيث تُساعد بشكلٍ كبير في حماية الأنظمة والشبكات والبيانات من الهجمات السيبرانية، ومن بين هذه الأدوات والتقنيات:
-
برامج مكافحة الفيروسات
تُعدبرامج مكافحة الفيروسات من أهم الأدوات المستخدمة في الحماية السيبرانية؛ حيث يُمكن أن تستخدم هذه البرامج للكشف عن الفيروسات والبرمجيات الخبيثة وإزالتها من الأنظمة والشبكات.
-
جدران الحماية النارية
تُستخدم جدران الحماية النارية “Firewalls” في إجراءات الحماية من الهجمات السيبرانية، وهي تعمل على منع الوصول غير المصرح به إلى الأنظمة والشبكات، وتحديد الوصول إلى الموارد المحددة.
-
برامج إدارة الهوية والوصول
دائمًا ما تُستخدم برامج إدارة الهوية والوصول “Identity and Access Management” للتحكم في الوصول إلى جميع الموارد الحساسة والبيانات الحيوية، وتحديد صلاحيات الوصول للمستخدمين.
-
تشفير البيانات
في كثير من الأحيان تعتمد الشركات والمؤسسات على تقنية تشفير البيانات “Encryption” لتحقيق الحماية الكاملة للبيانات المرسلة عبر الإنترنت وتأمينها من الوصول غير المصرح به، وتستخدم لحماية البيانات الحساسة مثل: المعلومات المالية والصحية والهوية الشخصية.
-
الوعي السيبراني
يُعد الوعي السيبراني “Cybersecurity Awareness” أحد أهم العوامل الأساسية التي تُستخدم في الحماية السيبرانية؛ إذ تتم توعية المستخدمين والعاملين في المؤسسات حول المخاطر السيبرانية وكيفية التعامل معها والوقاية منها.
-
التحليل السيبراني
تُستخدم تقنيات التحليل السيبراني “Cybersecurity Analytics” لمراقبة أنشطة الشبكات والأنظمة والتطبيقات، واكتشاف الهجمات السيبرانية والتعرف على السلوكيات غير المعتادة والمشبوهة.
-
أدوات الحماية من البرمجيات الخبيثة
يُمكن الاعتماد بشكلٍ كبير على أدوات الحماية من البرمجيات الخبيثة “Malware Protection” للحماية من البرمجيات الخبيثة والفيروسات والبرامج الضارة، وتتضمن هذه الأدوات: برامج مكافحة الفيروسات، برامج الكشف عن البرامج الخبيثة، أدوات الحماية من الفيروسات التي تعمل في الخلفية.
وفي النهاية يجب أن يتم استخدام هذه الأدوات والتقنيات بشكلٍ شامل لتوفير أعلى مستويات الحماية السيبرانية، وينبغي أن يتم تحديثها بشكلٍ دوري لمواجهة التهديدات السيبرانية المتغيرة باستمرار.
اقرأ أيضًا من رواد الأعمال:
انهيار بنك سيليكون فالي.. كيف تأثرت شركات التكنولوجيا؟
أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.. الاستخدام الأمثل
هل تلاشى الاهتمام بتقنية الميتافيرس؟
مخاوف عالمية من الذكاء الاصطناعي.. خطوات مهمة للحد منها
الإبداع في الشركات الناشئة.. ما أهميته؟ وكيف يتحقق؟