يحتفي العالم خلال الفترة نوفمبر من كل عام بالأسبوع العالمي العالمي لريادة الأعمال، والذي ينعقد في أكثر من 100 دولة حول العالم؛ لتعزيز ثقافة العمل الحر بين الشباب، ودعم تطور المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
والأسبوع العالمي لريادة الأعمال هو عبارة عن مجموعة من عشرات الآلاف من الأنشطة، والمسابقات والفعاليات التي تهدف إلى تسهيل بدء وتوسيع نطاق الشركة لأي شخص في أي مكان.
وعلى مدار أسبوع في شهر نوفمبر تلهم هذه الفعالية الناس من جميع أنحاء العالم؛ من خلال أنشطة محلية ووطنية وعالمية؛ لمساعدتهم في استكشاف إمكانياتهم كمبدعين. وتلك الأنشطة؛ من مسابقات وأحداث ذات نطاق واسع وحتى التجمعات الخاصة للتواصل مع دوائر ذات الصلة، توصل المشاركين بمعاونين محتملين، مرشدين، وحتى مستثمرين؛ لتقدم لهم فرصًا جديدة وشيقة.
اقرأ أيضًا: استراتيجية تحقيق أهداف رؤية 2030 والتنمية المستدامة
حدث عالمي ريادي
ويُعد الأسبوع العالمي لريادة الأعمال أهم وأكبر حدث عالمي للاحتفاء بالمبدعين والمبتكرين ورواد الأعمال على مستوى العالم، ومناسبة للتحفيز وتنمية روح المبادرة لدى الشباب وأصحاب الطموح وأصحاب الأفكار المبتكرة؛ كونه مناسبة للتعريف بريادة الأعمال التي تعد من الاستراتيجيات المهمة لتحقيق التطور والنمو الاقتصادي في المجتمع، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أهداف أسبوع ريادة الأعمال
وتهدف هذه الفعالية إلى تمكين أكبر عدد من الأفراد في عالم ريادة الأعمال، وزيادة التوعية عن السياسات والقوانين الداعمة لرواد الأعمال وعن مجال تعليم ريادة الأعمال، وأهميته لتطوير المهارات الابتكارية للشباب وتواصل مجتمع ريادة الأعمال ببعضه.
ويهدف الأسبوع العالمي لريادة الأعمال إلى دعم رواد الأﻋﻤﺎل؛ من خلال تسليط اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ أﻫﻤﻴﺔ رﻳﺎدة الأﻋﻤﺎل ﻋﺒﺮ ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﺸﺒﺎب في ﺑﺪء مشروعاتهم اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ، وﺗﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻮﻳﻞ أﻓﻜﺎرﻫﻢ اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ إﻟﻰ واﻗﻊ ﻣﻠﻤﻮس؛ ما يسهم ﻓﻲ دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي بشكل عام.
ويسعى الأسبوع العالمي لريادة الأعمال كذلك إلى إيجاد ﻗﻨﻮات ﻟﻠﺤﻮار واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ورﺟﺎل الأﻋﻤﺎل وأﺻﺤﺎب اﻟﻤﺒﺎدرات اﻟﻔﺮدﻳﺔ واﻟمشروعات اﻟﺨﺎﺻﺔ، وكذلك ﺗﺸﺠﻴﻊ اﻟﺸﺮﻛﺎت اﻟﺼﻐﻴﺮة واﻟﻤﺘﻮﺳﻄﺔ ﻟﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ ولديها اﻟﻘﺎﺑﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﺴﺔ ﻓﻲ الأﺳﻮاق اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ واﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ، إضافة إلى دﻓﻊ ﻋﺠﻠﺔ اﻟﻨﻤﻮ اﻻﻗﺘﺼﺎدي وﺗﺤﺴﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻮى اﻟﻤﻌﻴﺸﻲ للأفراد، وإيجاد اﻟﻮﻋﻲ ﺣﻮل رﻳﺎدة الأﻋﻤﺎل وأﻫﻤﻴﺘﻬا.
ويستهدف الأسبوع العالمي لريادة الأعمال؛ من خلال فعالياته، دعوة أصحاب القرار من القطاعين العام والخاص، ورواد ورائدات الأعمال، وأصحاب وصاحبات الأعمال، وطلاب الجامعات والكليات، وموظفي التوجيه المهني في المدارس، وﺟﻤﻴﻊ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎدة الأﻋﻤﺎل وﻣﻤﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ أﻓﻜﺎر ﺗﺠﺎرﻳﺔ وﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ، وذلك من التركيز في هذا الأسبوع على الكثير من الموضوعات مثل قصص نجاح رواد الأعمال خارج الحدود.
اقرأ أيضًا: الاستراتيجية الوطنية للاستثمار وتعزيز النمو الاقتصادي
تاريخ الفكرة
انطلق الاحتفال بالأسبوع العالمي لريادة الأعمال في عام 2008؛ لتلهم الملايين كل عام لاستكشاف إمكاناتهم مع تعزيز الاتصالات وزيادة التعاون داخل أنظمتهم البيئية لتمكين رواد الأعمال وتقوية المجتمعات.
بدأت هذه المبادرة في عام 2008 بعد حدثي أسبوع المشاريع في المملكة المتحدة وأسبوع ريادة الأعمال في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2007. ومنذ تأسيسها شارك أكثر من 10 ملايين شخص من 102 دولة في أنشطة هذه المبادرة العالمية.
ويستمر هذا الحدث السنوي على مدى فترة أسبوع واحد، ويشمل مشاركة خبراء ريادة الأعمال وصناع السياسات وممارسي التعليم والسياسيين.
ويُعد الأسبوع العالمي لريادة الأعمال من أكبر الأحداث الريادية التي يحتفي بها ما يزيد على 10 ملايين شخص سنويًا؛ من خلال إقامة أكثر من 35 ألف فعالية في أكثر من 170 دولة حول العالم ويتم تنظيمه حول العالم من قِبل الشبكة العالمية لريادة الأعمال والمدعومة من قِبل مؤسسة “إوينغ ماريون كوفمان”.
ويتم خلال هذه الفترة عقد العديد من الندوات والمؤتمرات وورش العمل وغيرها من الفعاليات الريادية التي تجمع بين رواد الأعمال والمستثمرين وصناع القرار وغيرهم من ذوي العلاقة بالشأن الريادي؛ لمناقشة أهم التحديات التي تواجههم أثناء رحلتهم الريادية والمساهمة في صياغة الحلول التي تساهم في تحقيق النمو والتطور الاقتصادي على الصعيدين المحلي والدولي.
ويستهدف الأسبوع العالمي لريادة الأعمال؛ من خلال فعالياته، أصحاب القرار من القطاعين العام والخاص، ورواد ورائدات الأعمال، وطلاب الجامعات، والكليات، وموظفي التوجيه المهني في المدارس، واﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ اﻟﺮاﻏﺒﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺘﻌﺮف ﻋﻠﻰ ﻣﻔﻬﻮم رﻳﺎدة الأﻋﻤﺎل وﻣﻤﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ أﻓﻜﺎر ﺗﺠﺎرﻳﺔ ﻳﺮﻏﺒﻮن ﻓﻲ ﺗﻄﺒﻴﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ.
يُشار إلى أن الأسبوع العالمي لريادة الأعمال مبادرة دولية تهدف إلى تعريف الشباب في القارات الست بريادة الأعمال؛ من خلال إقامة برامج، وأنشطة، وفعاليات تستمر من 13 إلى 19 نوفمبر من كل عام.
اقرأ أيضًا: د. هنادي المباركي تحدد أهداف المؤتمر العالمي لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال
مسرعة مسك
وإذا كنا نتحدث عن الأسبوع العالمي لريادة الأعمال فلا ينبغي أن نغفل الدور الكبير الذي تلعبه المملكة العربية السعودية على صعيد دعم رواد ورائدات الأعمال، ولعل آخر جهودها إطلاق “مسَرّعة مسك” المخصصة لدعم نمو الشركات الناشئة وتوسيع نشاطها، التي أطلقتها مؤسسة محمد بن سلمان “مسك الخيرية”؛ في خطوة لتمكين رواد الأعمال وتقوية أصول الشركات الواعدة المتخصصة في المجال التقني أو المدعومة بالتقنية؛ من النمو والتوسع السريعَيْن في السوق السعودي، وذلك ضمن توجه المؤسسة لدعم ريادة الأعمال في المملكة والإسهام في نمو هذا القطاع وازدهاره.
وتأتي مُسرِّعة مسك بالشراكة مع منصة تطوير الأعمال” Plug & Play”؛ وهي منصة تطوير رائدة، تدير أعمالها من وادي السيلكون، وواحدة من أكبر مسَرّعات الأعمال في العالم التي تدعم تطور وتوسُّع الشركات في بداية نشاطها، وتوفر منصة لتعزيز فرص الابتكار والنمو للشركات الناشئة.
أهداف المسرعة
وتعمل المُسرِّعة على دعم رواد الأعمال عبر تقديم حزمة من خدمات التدريب والتوجيه المستمر على أيدي خبراء محليين وعالميين، في رحلة مكثفة من التعليم والتوجيه تمتد على مدار 12 شهرًا؛ لتزويد رواد الأعمال بالمهارات الريادية اللازمة لنمو مشاريعهم وتوسعها.
وستحتضن المُسِّرعة في نسختها الأولى 20 شركة ناشئة في مرحلة “البذرة”، ضمن نطاق السوق السعودي؛ لوضعها على مسار النمو السريع عبر برنامجٍ تدريبي مكثف، يتضمن عددًا من المراحل، بما فيها دراسة السوق، وتطوير المنتَج، وتنمية المواهب، وإستراتيجية الأعمال، وتطوير الأعمال التجارية، والتمويل، والتسويق.. وغيرها.
وتتضمن برامج المسرعة جلسات إرشادية يقدمها خبراء متخصصون في مجال تطوير الأعمال وتوسيع الأنشطة التجارية، كما ستُهيء المسَرّعة بيئة تواصل تفاعلية عبر منصة افتراضية ولقاءات حيّة، تهدف لتلقي الإرشاد من الموجهين وتبادل الخبرات مع الشركات الناشئة الأخرى، وتمكين الوصول للمستفيد من الخدمة، فضلًا عن إتاحة الفرصة للتواصل مع المستثمرين المحتملين لعقد شراكات واعدة في المستقبل.
اقرأ أيضًا: نوكيا في احتفالية مبادرة رواد العمل الاجتماعي: نلتزم بدفع عجلة النمو الاقتصادي والاجتماعي بالمملكة
20 شركة ناشئة
وبهذه المناسبة أوضح عبد العزيز بن عبد الرحمن النويصر؛ مدير المشروع في مسك الخيرية، أن مسَرّعة مسك تستوعب 20 شركة ناشئة في المجال التقني، تنخرط في رحلة ممتدة تبدأ من مقابلة رائد الأعمال وفهم احتياجاته؛ لتصميم تجربة ملائمة لمشروعه الريادي، مع تقديم خدمات الإرشاد المستمرة طيلة البرنامج، والمبنية على تخصيص مُرشد لكل رائد أعمال لدعم خطط النمو والاستدامة لمشروعه.
وأضاف أن البرنامج يتيح أيضًا الوصول على مدار الساعة إلى مساحة عمل افتراضية ديناميكية؛ لتمكين العمل الجماعي للمشاركين والتواصل مع المرشدين بالإضافة إلى تنظيم لقاءات مع المستخدمين المحتملين للخدمة التقنية التي تقدمها الشركة الناشئة.
من جانبه قال باباك أحمد زادة؛ الرئيس التنفيذي للمنصة، “نفخر بشراكتنا مع مؤسسة “مسك الخيرية” ودعمها في إنشاء “مسَرّعة مسك” المخصصة لدعم نمو الشركات الناشئة؛ حيث سنسهم من خلال هذه الشراكة في تمكين الشركات الناشئة المتميزة محليًا وعالميًا لدخول السوق السعودي ودعم نموها”.
وأضاف: “ينصب تركيزنا على دعم مواهب ريادة الأعمال التقنية في المملكة العربية السعودية، وإنشاء سوق شركات تقنية ناشئة يعد الأكثر تكاملًا في المنطقة، بهدف دعم المشاريع الريادية ودفعها للنمو والتوسع، واستثمار الإمكانات المتجددة التي يوفرها السوق السعودي للشركات الناشئة”.
يُذكر أن المسَرّعة تهدف في ختام أعمالها إلى فتح آفاق واسعة للشركات المشاركة؛ من خلال تقديم خدماتها التقنية المطوّرة إلى شريحة من المهتمين بها، سواء من المستثمرين أو الشركات التقنية الرائدة في المنطقة؛ بهدف صنع مناخ صحي للشركات الناشئة لعقد شراكات استثمارية، وتعزيز فرص النمو لها في السوق السعودي.
اقرأ أيضًا:
- مشاركة المملكة في إكسبو دبي.. برامج متنوعة ورؤية ملهمة
- نادية الأحمد: تحقيق الازدهار وصناعة مستقبل أفضلَ تمثّل جوهر رؤية 2030
- هيئة موانئ السعودية.. إنجازات حوّلت المملكة إلى مركز لوجستي عالمي
- منتدى مبادرة السعودية الخضراء.. الأهداف والمحاور
- المؤتمر الافتراضي العالمي الثاني لدعم منظومة الابتكار وريادة الأعمال.. أهدافه ومحاوره