ما بين الأرق وقلة الإنتاجية علاقة وطيدة ومربكة في الوقت ذاته؛ إذ نقضي ثلث حياتنا نائمين. يعرف معظم الناس أن النوم الجيد ليلًا هو أفضل طريقة للتعافي بعد يوم شاق. لكن النوم ليس مهمًا فقط للتعافي، فهو ضروري للحفاظ على المهارات المعرفية مثل: التواصل الجيد وتذكر المعلومات الأساسية والإبداع والمرونة في التفكير.
هناك أيضًا علاقة قوية بين النوم والصحة الجسدية والعقلية، وعدم الحصول على قسط كافٍ من النوم له تأثير عميق في قدرتنا على العمل. إذا تطور إلى نمط يكون التأثير التراكمي كبيرًا.
وهناك ارتباط وثيق بين قلة النوم وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسكري. كما أنه يجعلنا أكثر عرضة للعدوى ويزيد من مخاطر التعرض للحوادث والإصابة.
هناك العديد من الأسباب التي تسبب الأرق؛ منها: الإجهاد المرتبط بالعمل والمرض والإصابة والتقدم في السن والمخاوف المالية والخسارات الشخصية/ العاطفية، وكل هذه ليست سوى عدد قليل من المشكلات التي يمكن أن تبقينا مستيقظين في الليل.
اقرأ أيضًا: ترك الوظيفة.. متى تتخذ قرارك النهائي؟
الأرق وقلة الإنتاجية
غالبًا لا يستطيع الأشخاص الذين يعانون من الأرق أن يكونوا منتجين خلال النهار، هنا تتبين العلاقة بين الأرق وقلة الإنتاجية، فالنوم جانب مهم للغاية يؤثر في الإنتاجية وصحة مكان العمل.
ذكر باحثون أجنبيون أن قلة النوم أو عدم النوم يمكن أن يخفض إنتاجية المرء إلى الصفر -هكذا تتضح العلاقة بين الأرق وقلة الإنتاجية- وهذا التأثير هو نفسه بالنسبة لمجموعة من الأنشطة؛ من الأوساط الأكاديمية إلى ألعاب القوى.
وغالبًا ما يؤدي الأرق إلى مزيد من الإجازات، والأداء الضعيف في مكان العمل، وانخفاض الإنتاجية، والحوادث في العمل. فضلًا عن كونه يسبب ما يقارب 7% من جميع الحوادث والأخطاء الباهظة في مكان العمل وحوالي 24% من التكاليف الإجمالية لجميع الحوادث والأخطاء.
في أحد هذه الأبحاث أجرى الخبراء دراسة على 1000 بالغ لمعرفة المزيد عن نوعية وكمية نومهم. أشارت النتائج إلى أن مدة النوم (القصيرة والطويلة) والأرق كلها مرتبطة بانخفاض إنتاجية العمل.
ووجد تحليل آخر أجراه باحثون أجانب أن الطلاب الذين لم يناموا لفترة كافية من الوقت أو اتبعوا روتين نوم متقطعًا للغاية أو عانوا من نوم مضطرب ومشتت في الليل عانوا من تراجع في إبداعهم وإنتاجيتهم.
يسبب الأرق ضعف الذاكرة، ومن السهل معرفة كيف يمكن أن تسبب مشاكل الذاكرة مجموعة من المشكلات في العمل. سواء كنت تنسى مكان وضع شيء ما أو عدم تذكر كيفية أداء المهمة المطروحة أو نسيان الخطوات الحيوية للعملية؛ أو عدم القدرة على تذكر المعلومات الحيوية فقد يكون ضعف الذاكرة مزعجًا وخطيرًا في مكان العمل.
ومشاكل الذاكرة الضعيفة تترجم بسهولة إلى مشاكل في التعلم والاحتفاظ بالمهارات الجديدة. يتيح لنا النوم معالجة ما تعلمناه خلال اليوم وتذكره وترجمته إلى مهارات مطورة حديثًا.
يسبب الأرق التعب والإجهاد، وهذا ملمح من ملامح العلاقة بين الأرق وقلة الإنتاجية؛ فالتعب هو أكثر من مجرد شعور بالإعياء، إنه استهلاك المرء عقليًا وجسديًا. عندما يحدث هذا بشكل منتظم يمكنك أن ترى كيف سيتعارض مع أدائك في العمل عندما تحتاج إلى أن تكون مليئًا بالطاقة.
اقرأ أيضًا: 6 مهارات تعزز الثقة بالنفس لاتخاذ قرارات صحيحة
حلول مقترحة
لكن وبما أننا نتحدث عن الأرق وقلة الإنتاجية فمن الواجب طرح السؤال: كيف تزيد من إنتاجيتك إذا كنت تعاني من الأرق؟ هناك خطوات عليك اتباعها يوضحها «رواد الأعمال» على النحو التالي..
-
روتين النوم
سيكون من الصعب عليك أن تنام لكن اتباع روتين ما سوف يساعد على الأقل في إرخاء جسدك وعقلك. ربما يومًا ما قد تحصل على نوم جيد. أيضًا لا تشرب الكحول، لا تستهلك الكربوهيدرات، لا تستخدم التكنولوجيا، واجعل غرفتك مظلمة، استخدم الإضاءة البيضاء الخافتة.
- النظام الغذائي
قد تؤثر بعض الأطعمة في جودة النوم؛ لذا حاول تجنبها، على سبيل المثال: لا تشرب كمية زائدة من الكافيين خلال اليوم. يمكنك تجربة الشاي الأخضر بدلًا من ذلك.
اقرأ أيضًا:
زميل العمل ضيق الأفق.. هل يمكنك احتواؤه؟
تحسين مهارات القيادة الشخصية.. كيف تطوّر قدراتك؟
التقليل من القلق.. خطوات للعيش في سلام
علامات الاحتراق الوظيفي.. أسباب وحلول
التغلب على القلق من العمل.. خطة للنجاة